رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
من سرق فرحة العيد

اليوم ثالث أيام العيد، ربما أصابتك الصدمة، ليس لأنك لم تلحق أن تنهل وتشبع من مباهجه وأجوائه السعيدة، بل لأنك تود أن تتوقف عقارب الساعة حتى لا يقترب موعد العودة إلى العمل، إلى الغم والنكد!

ذبلت فرحة العيد، تبحث عنها لاتجدها حتى عند الأطفال..تحول العيد عندهم إلى مناسبة اقتصادية بحتة لجمع العيديات لإنفاقها بلا حساب ولا استمتاع بدليل أن الطفل يطلب المزيد لأنه لا يشعر بلذة ما جناه من إنفاق.

أصبح العيد مجرد مراسم أو أداء واجب,تليفونات متبادلة مع الأهل والأصدقاء «محفوظة» التهاني، «مجمدة» المشاعر تصاحبها رسائل نصية «معلبة» على المحمول تعكس تكاسل مرسلها فى أن يجهد أصابعه فى كتابة تهنئة العيد بنفسه.والسؤال:مادمت تبخل على أصدقائك أن تكتب بنفسك رسائل المعايدة، وهذا أضعف الأيمان، ترى كيف سيكون موقفك عندما يقع هذا الصديق فى ضيق يتطلب تدخلك إلى جواره؟ اختصرنا الأعياد فى أسواق وجزار وشواء وكعك وشيكولاتة وملابس جديدة وعيديات وفنادق وسفر للداخل وللخارج، أراهن أنك على استعداد لإنفاق آخر جنيه فى جيبك كى تفرح ويفرح من حولك، لكن السعادة لا تأتي، تحولت إلى زائر خفيف لا يطيل البقاء فى مجالسنا.

حتى الإعلام أجهز على ماتبقى لدينا من آمال فى استعادة أجواء روحانية ومظاهر احتفالية إنسانية غيرمادية للأعياد لطالما افتقدناها لعقود طويلة تحت وطأة أزمات وأخطار تحلق دائما فى سماء الوطن,فالإعلام يعاجلنا دائما بعناوين حمراء وأبناط سوداء كبيرة من عينة «المحافظات استعدت للعيد والشواطىء جاهزة لاستقبال الزائرين»..«طرح كميات إضافية من السكر واللحوم البلدية واسطوانات الغاز»، لتجد نفسك أسيرا لمن حدد لك سلفا مواطن السعادة «الزائفة» وقتل لديك أى رغبة فى استعادة الفرحة الصافية التى لا يجلبها التهام الكعك أو موائد الفتة والضاني!

لا أحب أن أحلق فى سماء المثالية والأحلام المستحيلة، ولست من نوعية الكتاب الذين يكتبون روشتات استعادة السعادة الحقيقية لأنكم تعلمون قبلى أن معظمهم غارق فى الأزمات مع محيطهم، نحن جميعا على اختلاف مشاربنا نعلم تماما موطن تلك السعادة الغائبة وكيف نستعيدها لكننا للأسف نحبط أنفسنا بأيدينا حين نستسهل القول:«الناس اتغيرت والدنيا قلّ خيرها،لن أغير العالم وحدي..سيبها على الله«،كل سنة وأنتم طيبون.
[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: