حالة حوار
صلاة النبى ومركز الإبداع

لم يعد خافيا أننى منحاز لرؤية المخرج الدكتور خالد جلال، الذى يقدم منذ سنوات عملا مركبا خطيرا لإنتاج الكادر المسرحى سواء بالتمثيل أو الرقص أو الغناء فى مسرح مركز الإبداع وعدة مسارح أخري، وانحيازى تبرره الكفاءة والإجادة والخيال ووجود مشروع له أول وله آخر وقبل ذلك الموهبة الخارقة.

مؤخرا كان موعدى مع عرض جديد لمركز الإبداع، رأيت فيه مشاهد من الغناء الشعبى والمديح فى صورة مبتكرة ولافتة أحيت هذا النوع من الفنون وبعثته.

بمصاحبة فرقة للآلات الشعبية رائعة قدمت لنا رباب ناجى من الدفعة الثانية للمركز ومصطفى سامى من الدفعة الثانية كذلك، وماهر محمود من الدفعة الثالثة أغنيات بديعة بعضها ينتمى إلى السيرة الهلالية، وبعضها يرتبط بالغناء الشعبى الدينى التقليدى بلغة إطار فلسفى مدهش.

صلاة النبى بتزيدنى شوق وتمنع البلا والمراضي.. قال الإله اندفن فوق قلت له أمتى فى الأراضي!!

وقدم المعالجة الموسيقية وقاد الأوركسترا فى هذا العرض ودرب الطلبة المايسترو محمد باهر الذى وجد فى نفسه الشجاعة ليقدم هذا اللون من الفنون ويصمد أمام الموجات الكاسحة لألوان من الموسيقى الجديدة التى تحاول تمثيل (عالمية) الإحساس دون إدراك بأن العودة للجذور هى التى تمنح ـ دون شكوك ـ شارة العالمية.

وعلى الرغم من أن رباب ناجى ظهرت من قبل فى معظم أعمال المركز لتقدم أداء رفيعا بصوت معبر قوى وشديد التنوع، فإن زميليها كانا على مستوى هائل من الإجادة أيضا، وأولهما مصطفى سامى صاحب الصوت العريض المحيط الذى استطاع السيطرة بنجاح على إحساس ومشاعر المشاهدين، وأجاد اللغة الصعيدية بنحو محكم أعطى أداءه لمقاطع السيرة الهلالية ثقلا لافتا وأرجحية هائلة.. فى حين كان ثانى الشابين هو ماهر محمود الذى قدم لنا بصوت معبر عددا من الأغنيات امتلأ أداؤه فيها بالعُرب، والزخرفات الجمالية الغنائية البديعة ونجح فى أن يقود الحاضرين إلى مشاركة شديدة الحيوية ويشيع مناخا من الفرح وحالة من الاندماج فى أغنيات شعبية عاد فيها إلى أيام كنا لا نخجل فيها من فنوننا الحقيقية أو نهد سوامرنا!

العرض إضافة جديدة لخالد جلال ومركز الإبداع وهو يطرح من جديد سؤالا حول إمكان تحول تجربة مركز الإبداع إلى مشروع قومى للثقافة يستخدم إمكانات وزارة احترنا فى وصفها.