رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
وما تبقي من ذكريات رفعت

عن دار سنابل للنشر، أصدر ـ لتوه ـ الدكتور رفعت السعيد كتابه الجديد (ما تبقي من ذكريات) وهو كتاب علي ما يبدو خفيفا، إنما هو كتاب خطير يدعو للتأمل والتفكير عند نقطة الحد الأقصي.

فهذا الكتاب مجموعة من الانطباعات المدهشة لرجل يجسد المعادلة الصعبة (معارض من داخل النظام) عن مجموعة من رجال المرحلة الأخيرة لحكم حسني مبارك ومجموعة من رجال المرحلة الأخيرة لحكم محمد مرسي أول جاسوس مدني منتخب ورجال حكم المجلس العسكري.

وتأمل الطريقة البسيطة التي يدير بها رجال السلطة أمور اشتباكهم مع الملفات المختلفة هو ـ في الحقيقة ـ يحتاج إلي مؤرخ وأديب يقدم لنا الوصف الممعن في التفاصيل لكل الموجودات حولنا، وهكذا فعل د. رفعت السعيد وهو يحكي لنا عن حسني مبارك حين يتحدث إليه في ختام عيد الشرطة في يناير 2011، وحين يصف الفريق عمر سليمان وهو يتحدث عن اثنين سرقا مفتاح مقر الأهالي في وسط البلد، أو يحكي عن الطريقة التي قابل بها جمال مبارك للمرة الأولي والأخيرة في مقر الحزب الوطني الديمقراطي علي النيل، أو وهو يشير إلي الطريقة التي واجه بها صفوت الشريف مسألة إغماء الرئيس في مجلس الشعب.

وإلي جوار ذلك كانت مجموعة من اللقاءات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وقتما كان مديرا للمخابرات الحربية بالمشاركة مع العصار وممدوح شاهين وعثمان.

ولقاءات أخري للمجلس العسكري ضمت سامي عنان والمشير محمد حسين طنطاوي وزعماء الأحزاب فيما بعد عملية يناير.

أما العلاقة مع الإخوان فهي تحتاج إلي تأمل أكبر لأنها علاقة بالعدو، والغريب أن بعض الإخوان حاولوا إقناع رفعت السعيد بمحمد مرسي بوصفه (رجلا طيبا) وربما كان ذلك علي غرار ما قام به حمدين صباحي للاقتراب من محمد مرسي، لا بل وترشيح عدد من أنصاره علي قوائم الإخوان.

الكتاب مدهش ومتنوع، وقراءته فيها خليط نادر من الانطباعات والأفكار التي لا يجيدها إلا شخص مثل رفعت السعيد يختلط في تكوينه (المؤرخ) و(الأديب).


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: