رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
أين القرية.. وأين الريف؟

أين قريتي.. هذا ليس سؤالى وحدى ولا هو سؤال الذين هجروا القرى وفقدوا جاذبية العودة لها، وإنما هو أيضا سؤال أهل الريف أنفسهم!

لقد كانت القرية المصرية تنظف نفسها بنفسها قبل أن تعرف مصر نظام الحكم المحلى وقبل أن تنتشر الوحدات الإدارية فى ربوعها حيث كان الفلاح المصرى يحول كل أنواع المخلفات إلى مواد مفيدة له سواء على شكل أسمدة طبيعية أو كوقود رخيص وآمن للطهى وللتدفئة ولكن الحال تغير الآن تماما وأصبحت أكوام القمامة عنوانا قبيحا لمداخل القرى ومخارجها وعنصرا رئيسيا لتلوث مياه الترع وسد مجاريها وقنواتها التى تغذى الحقول بالمياه.

أى عبث وأى إهمال وأى استهتار مثل ذلك الذى أصاب المجتمع المصرى فالذين يعيشون فى أفخم الأحياء الراقية يلقون بأكياس القمامة على الأرصفة، بينما الذين يعيشون فى الريف تخلوا تماما عن ميراث الأجداد التنموى فى توفير الوقود والأسمدة من المخلفات وبدأوا يستسهلون الوقوف فى طوابير البحث عن أنبوبة بوتاجاز والاقتراض من أجل شراء الأسمدة الكيماوية اللازمة للمزروعات!

إننا بالفعل أمام ظاهرة مرعبة بتداعياتها الصحية والبيئية والاقتصادية ورغم أن إشارات متعددة وصلت إلينا على مدى السنوات الأخيرة من خلال سحابات الدخان التى تغطى القاهرة وعددا من المدن الكبرى خريف كل عام فإن أحدا لم يتحرك التحرك الكافى والواجب رغم أن الجريمة واضحة والفعل صريح والجناة لم ينكروا ارتكاب الجريمة التى هم أول من يعانى من أضرارها!

ترى هل سيعود الزمن الجميل للقرية المصرية فى مشروع الريف الجديد الذى يتبناه الرئيس السيسى وهل ستعود اللهفة للاحتفال بالعيد فى الريف من جديد.. هذا هو السؤال وهذا هو التحدي.

خير الكلام:

<< الحق ثقيل ولذا فالذين يسعون إلى حمله قليلون!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: