تناولنا من قبل قضية الزحام الرهيب الذى نشاهده يوميا فى معظم شوارع محافظاتنا خاصة القاهرة، ومن يسيرون على الأقدام أو يستقلون السيارات بأنواعها المختلفة فى عز النهار وقت العمل، وتساءلنا إلى أين هم ذاهبون تاركين مواقعهم، ومن المفترض أن تكون الشوارع خلالها خالية تماما، لأن الجميع فى عمله ينتج ويتقاضى راتبا أو أجرا، كما نشاهده فى دول عديدة.
ولكن الأزمة الأكبر أن هذه الظاهرة مستمرة طوال اليوم ليس نهارا فقط بل وليلا، نفس الأعداد والزحام كأن هذه المدن لا ينام سكانها، ولا تعرف متى يعملون أو ينامون، ولا تصدق إذا نظرت إلى المحال والمقاهى وهى تعج بروادها فى الثانية أو الثالثة صباحا، وكأن هذه هى الحياة الطبيعية، فحركة المواطن نهارا مثلها ليلا، والباعة الجائلون منتشرون فى كل مكان.
الأكثر خطورة وغرابة، أن الحكومة تعانى أزمات متتالية من نقص فى الطاقة خاصة الكهرباء، وهى فى سبيلها إلى خفض الدعم تدريجيا بزيادة سنوية لشرائح الاستهلاك، بسبب المعدلات العالية والضغط غير المعقول على محطات الإنتاج والتوليد، ومع ذلك فالمدن تكسوها الأنوار ليلا، والمبانى باختلافها ونوعية عملها مضاءة وأعمدة الشوارع نفس الحال، بالإضافة إلى الأنوار المتوهجة من داخل وخارج المحال.
فى زيارة إلى أى دولة، عندما تحل الساعة الثامنة مساء تغلق جميع المحال والمنشآت أبوابها مهما تكن الظروف ويتم تقليل الإنارة، فتشعر بأن هذه المدن قد خلد شعبها للنوم، وأن حكومات هذه الدول تسيطر على الشعب، ليستيقظ مبكرا ليعمل وينتج.
[email protected]
لمزيد من مقالات محمد حبيب رابط دائم: