رغم ان الإيطاليين يعانون ايضا من نقص قوة العمل التى تهدد بخفض قدرة إيطاليا الاقتصادية بسبب الهبوط المتزايد فى حجم المواليد الجدد، يرفض الإيطاليون اللجوء إلى قبول هجرة الأجانب كحل لمشلكة نقص العمالة كما فعلت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ويرون أن الحل الأمثل يكمن فى تشجيع الإيطاليين على إنجاب المزيد من الأطفال، وحفز النساء الإيطاليات على إعادة التفكير فى الحمل، بعد أن هبطت نسبة خصوبة المرأة الإيطالية إلى 1.3طفل للمرأة، وهو رقم دون المتوسط الأوروبى الذى يصل إلى حدود 1.6طفل لكل امراة أوروبية!.
وتنتشر فى شوارع المدن والقرى الإيطالية الملصقات التى تحض النساء الإيطاليات على الإنجاب، تصور المرأة الإيطالية وهى تتطلع بأمل إلى ساعة رملية قارب فيها الوقت على النفاد بعد أن اقتربت سن اليأس!، على امل ان تعيد النساء التفكير فى الحمل لينجبن المزيد من الاطفال، كما تجتهد الحكومة الإيطالية فى ابتكار مجموعات من الحوافز لتشجيع الأسر الإيطالية على زيادة عدد أطفالها، أهمها رحلات مخفضة الثمن للأسر إلى السواحل صيفا لقضاء إجازة سعيدة، بعد أن أظهرت دراسة إيطالية أن فرص حمل النساء تزيد بمعدلات عالية خلال إجازات الصيف على السواحل!، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من الحوافز تعطى للمرأة والرجل على حد، سواء أجر عام كامل إذا ما تفرغ أى منهما لرعاية الطفل، وتزداد المشكلة تعقيدا فى ظل احصائيات اخيرة تؤكد أن ما بين 12% و20% من الأسر الإيطالية غير قادرة على الإنجاب، أو غير راغبة فى الإنجاب.
ومع كثرة الحوافز التى تقدمها الحكومة للمرأة الإيطالية وبينها الدعوة إلى المساواة فى الأجور بين المرأة والرجل، ومخاطبة مشاعر الوطنية، بدعوى أن البلاد فى حاجة إلى المزيد من الأيدى العاملة، وأن إنجاب المزيد من الأطفال يمثل ضرورة مهمة للدولة الإيطالية، لكن يبدو أن الحملة الكثيفة التى تمولها الحكومة الإيطالية تاتى بعكس نتائجها!، لأنها أعادت لذاكرة الإيطاليين حملات مماثلة قام بها الحكم الفاشى خلال اربعينيات القرن الماضى لتشجيع النساء الإيطاليات على الإنجاب تحت شعار(من اجل دعم الدولة الإيطالية!).. فهل يمكن لحكومتنا السنية أن تشن حملة دعائية مضادة تطالب النساء المصريات بتقليل الإنجاب من أجل الدولة المصرية، بدلا من حملاتها الدعائية التى تملأ شوارع القاهرة بشعارات اقتصادية لا تدخل ضمن واجبات المواطن لأنها جزء مهم من واجبات الدولة!.
لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد رابط دائم: