تحدث خميس الجهيناوى وزير خارجية تونس ـ فى حوار خص به الأهرام خلال زيارته القصيرة الى القاهرة لرئاسة دورة مجلس جامعة الدول العربية الجديدة ـ عن قضايا وهموم الساعة سواء على صعيد العلاقات الثنائية مع مصر أو عربيا وبخاصة ملفات مكافحة الارهاب والأوضاع فى ليبيا وسوريا ودول الخليج .
وفى هذا الحوار يحدد الجهيناوى وهو من أبناء مؤسسة الدبلوماسية التونسية ـ الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لبلاده فى ظل حكومة جديدة برئاسة يوسف الشاهد وحقيقة الأزمة الاقتصادية والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولى .
ويتضمن الحوار رسائل تفيد بأن علاقات مصر وتونس على موعد قريب مع مزيد من الخطوات لتقويتها وتعزيزها . وقد نفى أى تأثير لزيادة عدد وزراء حركة حزب النهضة الاسلامية فى الحكومة التونسية الجديدة على السياسة الخارجية للدولة التونسية، وبخاصة على علاقتها مع مصر . وأكد أن العلاقات المصرية التونسية ليس لها ولم يعد أى صلة بأهواء حزبية .
وفيما يلى نص الحوار :
كيف ترى الدبلوماسية التونسية فرص وتحديات رئاستها للدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية ؟
تسلمت تونس الرئاسة من البحرين الشقيقة والمشهد العربى الحالى للأسف غير مريح . يتميز بتعدد بؤر التوتر واستفحال ظاهرة الارهاب وتقلص دور الجامعة بصدد هذه المسائل . لكن الأمين العام للجامعة أبدى خلال زيارته قبل أيام لتونس وفى كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية هنا بالقاهرة عزما على استعادة دور الجامعة العربية وأن يكون هذا الدور أكثر وضوحا فى معالجة هذه القضايا . ولا يمكن ترك قضايا عربية مثلما يجرى فى ليبيا وسوريا فقط للأطراف الأجنبية . وحقيقة لمست من الأمين العام ارادة قوية لتترجم الجامعة هذا التوجه.
وهل لديكم فى تونس تصور لآليات محددة لدفع العمل العربى المشترك ، خصوصا وأن الدبلوماسية التونسية لها سمعتها ومكانتها .ويكفى ان نشير الى أن أول عربى أفريقى يرأس الجمعية العامة للأمم المتحدة كان التونسى المنجى سليم ( عام 1961) ؟
كما ذكرت فان المنجى سليم من رواد الدبلوماسية التونسية .وهدف هذه الدبلوماسية الآن مع التحول الى الديموقراطية هو الرجوع الى ثوابتها كالتوجه الى الحلول السلمية وعدم الانخراط فى المحاور والامتناع عن اتخاذ مواقف على قواعد أيديولوجية ومحاولة المساهمة فى ايجاد الحلول للنزاعات . والرئاسة التونسية للدورة الجديدة للجامعة العربية ستعمل على التوافق واستشارة مختلف الدول والاشقاء وتحقيق أكبر ما يمكن من تقارب المواقف لحلحلة القضايا العالقة .وبالنسبة لنا بدأنا اليوم بقضية ليبيا .وهى قضية مهمة لتونس ولها تأثير على الوضع الأمنى عندنا .
هل نشهد توجها فى الجامعة لدعم مرشح عربى واحد لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، كما نشرت بعض وسائل الإعلام قبل بدء الدورة الجديدة .. أم أنكم غير متفائلين فى ظل استمرار تعدد الترشيحات العربية ؟
هذا الأمر لم يطرح على مستوى الوزراء العرب . ومع الأسف هناك تعدد ترشيحات .وهى لشخصيات لها قيمتها . لكن يظل من الأهمية التوافق حول مرشح واحد .ولأن التقدم بعديد من الترشيحات يضعف حظوظ المجموعة العربية فى المنصب .وسنعمل كدبلوماسية تونسية على تحقيق هذا الهدف . صحيح أن من حق كل دولة التقدم للترشيح .لكن لو هناك مرشح عنده حظوظ أكبر سنعمل عن طريق الاتصالات مع مختلف الأطراف لنخرج بمرشح واحد نتقدم به للمجموعة الدولية .ونحن فى تونس سندعم المرشح العربى الأوفر حظا.
العلاقات المصرية التونسية تستعيد قوتها
هل هناك أخبار جديدة على مستوى العلاقات المصرية ـ التونسية؟
ـ علاقاتنا مع مصر متميزة . وكما تعلمون مرت بفترة تأثرت فيها بالأوضاع الداخلية للبلدين .لكن منذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية بتونس خريف 2014 استعادت هذه العلاقات قوتها . ومصر دولة محورية ولها دور مهم ليس على صعيد الشرق الأوسط وحسب . بل على المستوى الدولى . ولاشك ان تونس تطمح الى استعادة علاقات قوية مع مصر ولمصلحة الدولتين فى المقام الأول . ونهدف الى تعزيز التفاهم الثنائى لمجابهة القضايا المشتركة فى الإقليم ودفع التعاون بين بلدينا . وفى أكتوبر العام الماضى قام الرئيس الباجى قايد السبسى بزيارة الى القاهرة جرت فى أجواء متميزة ومثلت انطلاقة للتعاون الثنائى بين البلدين .كما وجه الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة تونس .وموعد هذه الزيارة سيتحدد عندما يرى الرئيس السيسى أن أجندته تسمح بها ويتفق مع شقيقه الرئيس السبسى على موعد محدد . ولقد كان لى حظ أن ألتقى بالرئيس السيسى فى كيجالى وعبر لى عن رغبته فى القيام بهذه الزيارة فى أجل قريب .ونحن سنمهد لهذه الزيارة .وهناك اجتماع بتونس فى شهر ديسمبر المقبل على صعيد التشاور السياسى بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية . وسيزورنا الوزير سامح شكرى .وهو اجتماع سيتناول بالطبع مختلف القضايا الإقليمية التى تهمنا وآفاق تطوير العلاقات الثنائية .
كيف تقيمون التعاون بين البلدين على صعيد مكافحة الإرهاب ؟
هناك تعاون بين الوزارات المعنية و الأجهزة المختصة فى البلدين .لكن هدفنا هو تعزيز هذا التعاون لأن الارهاب يستهدف كلينا . وأخيرا اجتمعت فى القاهرة لجنة عسكرية مصرية تونسية، وأخرى أمنية ، والتنسيق مستمر .
وضع وزير دفاع فرنسا قبل أيام مصر وتونس وحدهما فى جملة واحدة تحذر من تهديد مباشر على دولتى الجوار لليبيا من توجه الارهابيين الدواعش اليهما بعدما تلقوا ضربات فى سرت .. ما تعليقكم ؟..وهل تحدثتم مع باريس بهذا الشأن ؟
نتحدث بصفة مستمرة مع الفرنسين حول هذه المسائل وغيرها . والشىء الطبيعى عندما يجرى ضرب قواعد الإرهابيين فى سرت او اى مكان آخر فى ليبيا ان يتجهوا الى دول الجوار .نحن نتوقع هذا وأخذنا الاحتياطات لردع أية محاولة للتدخل فى التراب التونسى .وقبل ايام معدودة كان هناك لقاء بين وزيرى دفاع تونس وفرنسا .وهناك تنسيق كبير بين البلدين . ونحن ندرك أن معظم الضربات الإرهابية التى اصابت تونس فى السنوات الأخيرة جاءت عبر ليبيا.كان هناك فراغ سياسى كبير فى ليبيا. والآن هناك المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق الوطنى .ونأمل ان يتمكنا من بسط السلطة على كامل التراب الليبى ومكافحة الإرهاب.وخصوصا ان لدينا معلومات عن تمركز بعض المتطرفين فى ليبيا . هم جاءوا من دول الجوار لليبيا سواء بالساحل الأفريقى أو من بؤر التوتر الأخرى كسوريا بعد ضربات الأطراف الدولية هناك . وهكذا اصبحت ليبيا ملاذا لهؤلاء الارهابيين القادمين من هنا وهناك .ونتابع ما قامت وتقوم به حكومة الوفاق الوطنى فى ليبيا وندعم توجهها لمكافحة الارهاب .
هل لديكم أرقام أو تقديرات محددة عن اعداد الارهابيين الآن فى ليبيا ؟
كل الأرقام بما فى ذلك تلك التى اعطاها وزير الدفاع الفرنسى تظل قابلة وعرضة للتغيير . ثمة أعداد تنتقل الى ليبيا وتخرج منها .
معركة سرت ومستقبل حفتر
بعد النجاحات التى حققتها قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطنى لطرد الدواعش من سرت ، هل ترون بأن مخاطر التدخل العسكرى البرى الأمريكى الدولى وهو ما يقلقكم تداعياته المحتملة فى تونس ـ قد زالت تماما؟
نحن فى تونس ضد أى تدخل برى أو بحرى أو جوى فى ليبيا . ونعتقد أن أى تدخل خارج الشرعية الدولية لايمكن ان يفيد. بل سيعقد الأوضاع . ونرى ان أى تدخل لابد ان يأتى بطلب من الجهات الرسمية الشرعية الليبية والمعترف بها دوليا .وهى صاحبة الحق الوحيد فى هذا . ونؤكد أن أى تدخل عشوائى بدون تفويض وطلب واضحين من الحكومة الشرعية والهيئات الدولية لا نقبله وهو حتما سيؤدى الى تعكير الأجواء. والأهم بالنسبة لنا هو كيفية الاسراع بايجاد حل سياسى يجمع كافة الاطراف الليبية وحتى لاتكون البلد مرتعا للحركات الارهابية . والليبيون وحدهم هم القادرون على ضرب الارهاب .وهذه مهمتهم وليس مهمة الأطراف الدولية .
ولكن هل ترون ان مخاطر التدخل العسكرى البرى قد زالت تماما ؟
ـ نتمنى ان تتمكن قوات البنيان المرصوص من القضاء على البؤر الارهابية .وهذا لصالح دول الجوار أيضا . ونحن فى تونس نشعر بأننا مهددون لأننا نمثل النموذج المعاكس لما يريده الارهابيون . نحن نريد بناء ديموقراطية عصرية وفق قيم القرن الحادى والعشرين .وهم يدعون لاقامة نظام سياسى يعود الى العصور الوسطى .
هل انتم منخرطون فى جهود الوساطة فى ليبيا بين فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح والفريق أول خليفة حفتر؟
الرئيس التونسى وعندما كنت مستشاره الدبلوماسى استقبل كل الأطراف الليبية ودعاهم الى انتهاج الحوار والتوافق . ولأن الحل الوحيد سيكون سياسيا بعد الجلوس حول مائدة التفاوض. وبكل تواضع نقول ان لدينا تجربة فى تونس. فقد تمكنا من خلال الحوار الوطنى ـ الذى حصلت اطرافه الراعية على نوبل للسلام ـ من ايجاد نموذج سياسى فيه متسع لمختلف الاطراف والتوجهات السياسية . ونحن لانطلب اتباع نموذجنا التونسى . وهو ليس للتصدير .لكن يمكن للإخوة الليبيين ان يستلهموا منه . ولايمكن لليبى ان يقصى ليبيا آخر .
هل تعتقدون ـ كما ذهبت تقارير صحفية أخيرا ـ أن حفتر خرج من المعادلة؟
لا أدرى خرج أم لا . لكنه يظل جزءا من المشهد السياسى الليبى .ويرجع لليبيين انفسهم ايجاد صيغة لتمكين حفتر وغيره من التواجد فى الحل السياسى .وحفتر يمكن ان يكون جزءا من هذا الحل السياسى .
مع سوريا لكل حادث حديث
قلتم فى السابق ان قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق عام 2011 كان خطأ فادحا سنعمل على تجاوزه .. متى تعيدون العلاقات كاملة ،وما الذى يحول دون هذا؟
صحيح ارتكبنا خطأ عندما قطعنا العلاقات . والدبلوماسى لا يلجأ الى قطع العلاقات خاصة اذا ما أراد ان يكون جزءا من الحل السياسى . وعلى اى حال لدينا الآن حضور قنصلى فى سوريا ونراقب ما يجرى وتطور موازين القوى هناك. أما اعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة فلكل حادث حديث .وعندما تتحدد الأمور سنتخذ القرار المناسب .
هل يتوقف القرار على نضج شروط معينة .. وماهي؟
سنعيد العلاقات كاملة عندما تتوجه الأطراف الى حل سياسى . ولابد ان نترك للسوريين ان يتوجهوا للحوار السياسى . وليس هناك حل بدون هذا الحوار .
ماهى حقيقة الموقف الرسمى فى تونس من حزب الله ..وكنتم شخصيا قد انتقدتم تصويت وزير داخلية تونس على قرار مجلس وزراء الداخلية العرب بإعتباره منظمة ارهابية ؟
حزب الله جزء من المشهد السياسى فى لبنان . ولبنان دولة شقيقة . ومبادئ السياسة الخارجية التونسية وثوابتها تقوم على عدم التدخل فى الشئون الداخلية . ولاشك ان الشعب التونسى تابع بكل اعتزاز تحرير حزب الله لجزء من التراب اللبنانى ومقاومته لإسرائيل . لكن هذا الشعور لايعطى لحزب الله صكا على بياض والحق فى ممارسة انشطة بدول اخرى غير لبنان تصفها دول بأنها ارهابية وتنطوى على تدخل فى الشئون الداخلية للآخرين .ونحن نتفهم مواقف هذه الدول من حزب الله .
ـ نحاول ..وهدفنا ان تكون علاقاتنا جيدة مع مختلف الأطراف . ويدفعنا فى هذا مصلحة تونس . وبعيدانتخابات 2014 وفور تسلم الرئيس السبسى مهام الرئاسة بانتخابات حرة شفافة عمل على اعادة الحيوية الى علاقاتنا مع دول الخليج كافة .وقام بجولة خليجية زار خلالها السعودية والبحرين والكويت وقطر . ولا يمكننا ان نتجاهل دول الخليج . نحن نحتاج الى دعم اشقائنا، وبخاصة الخليجون فى مواجهة المصاعب الاقتصادية . ولاشك ان الأوضاع متشابكة بين شمال أفريقيا ودول الخليج .ومن مصلحتنا ان تنعم دول الخليج بالاستقرار .
استمعت فى تونس الى إثنين من سابقيك فى منصب وزير الخارجية عن شح المساعدات الاقتصادية من العالم التى جاءت بعد الثورة .. هل ما زال الأمر قائما؟
أقول نفس كلامهم . وبصفة عامة الدعم الاقتصادى الدولى لايرقى لمستوى اتنظاراتنا وتوقعاتنا وطموحاتنا . لكننا بدأنا نلمس استعدادا لمزيد من دعم تونس، وبخاصة من دول الخليج . ونتمنى ان يجد هذا الاستعداد ترجمة فى المؤتمر الدولى لدعم الاقتصاد التونسى المقرر عقده فى 29 نوفمبر المقبل . ولقد دعونا كل دول الخليج وأيضا مصر لحضوره.. واستجاب الجميع .
ما هو بالضبط حجم المساعدات الاقتصادية الدولية لتونس بعد أكثر من خمس سنوات من الثورة ؟
ـ ليس عندى أرقام. يوجد بالطبع دعم لكنه لايرقى الى توقعاتنا . وهو بالأساس من أوروبا .
وزراء النهضة وسياسة الدولة الخارجية
زاد عدد وزراء حزب حركة النهضة الاسلامى فى الحكومة الجديدة برئاسة يوسف الشاهد .. هل يمكن لهذه الزيادة ان تؤثر على السياسة الخارجية للدولة التونسية ، وبخاصة على علاقاتها مع مصر ؟
هذه حكومة وحدة وطنية تضم حوالى ثمانية احزاب ومدعومة من أهم منظمتين وطنيتين.و هما الاتحاد العام للشغل ( العمال) والأعراف ( والأخيرة لرجال الأعمال والصناعة والتجارة ) . ومبادرة الرئيس السبسى لتشكيل حكومة وحدة وطنية على هذا النحو لم تأت لأن الحكومة السابقة فشلت . هذا غير صحيح . بل لأنه اعتبر أن نسق ووتيرة الاصلاحات لا تجرى بالسرعة الكافية التى يترقبها الشعب . لذا ارتأى ان تضم الحكومة الجديدة أكبر ما يمكن من الطيف السياسى حتى تتمكن من اتخاذ اجراءات جريئة بدعم من مختلف الأحزاب . وهكذا نالت الحكومة الجديدة ثقة ودعم البرلمان بأغلبية مريحة ستمكنها من اتخاذ اجراءات على اصعدة الاقتصاد ومكافحة الإرهاب.
لسنا تحت وصاية صندوق النقد
خطاب الشاهد امام البرلمان فى جلسه منح الثقة كان صريحا وربما صادما حين أشار الى قرب اتخاذ اجراءات اقتصادية موجعة و تحدث عن ضغط عامل الوقت .. وهناك فى تونس قلق من شروط صندوق النقد الدولى .. هل لديكم هامش مناورة فى مواجهة روشتة الصندوق وتأثيراتها على الطبقات الفقيرة والوسطى؟
الحكومة التونسية هى التى ذهبت الى الصندوق .لم تجيئنا بعثته إلا بعدما طلبناه.وهذا لأننا نحتاج الى دعم مالى منه كى نحقق توزانات ضرورية لمالية الدولة . وما طلبه الصندوق هو بعض الاصلاحات . والحكومة التونسية بصدد تطبيقها . وسياسة الحكومة ألا تكون هذه الاصلاحات على حساب الطبقة الفقيرة وان تعطى الجانب الاجتماعى مكانته المهمة وأن تواجه آثار التضخم والغلاء.
الحمد لله يبدو أن هذا الصيف مر على تونس من دون هجوم إرهابى كبير كما جرى من قبل فى باردو وسوسة .. هل زال خطر الإرهاب .. وهل انتم مطمئنون ؟
الخطر مع الأسف مازال قائما على تونس وغير تونس . هى حرب طويلة الأمد . انتصرنا فى معارك ضد الارهاب ومصرون على كسب الحرب .
رابط دائم: