رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هل هناك عدم تصالح بين صناع الدراما التليفزيونية ومبادئ حقوق الإنسان؟!

> إنعام محمد على
علي الرغم من كثرة المسلسلات التي تعرض كل عام خلال شهر رمضان والتي تصل إلي أكثر من 30 مسلسل إلا أن لجنة النقاد .

التي اختارها المجلس القومي لحقوق الإنسان لتقييم الآعمال الدرامية لم تستطع أن تكمل اختيار الـ 3 أعمال التي نصت عليها المسابقة، إلا سنة واحدة وهي عام 2011، أما الأعوام التالية 2014 ، 2015 وهذا العام فقد اقتصر اختيار اللجنة علي عملين فقط من الأعمال المعروضة، ومن هنا يتبادر للذهن أكثر من سؤال يحتاج للبحث والنقاش؟ .. هل هناك تصور لدي صناع الدراما بأن معايير حقوق الإنسان عندما تضمها بعض الأعمال الفنية تكون قيدا علي الإبداع ؟.. أعتقد أن هذا التصور مرتبط بأسلوب التناول وموهبة وثقافة المبدع نفسه:

وأعتقد أيضا أننا جميعا نتفق علي أن الفن الأصيل له دور كبير في الارتقاء بمستوي الوعي الذهني والحس الوجداني للإنسان ، يجعله أكثر تحضرا وإحساسا بالآخر وأقوي انتماءا وحبا لمجتمعه وأسرته ، إلي آخر هذه الصفات الحميدة التي تساهم في تقدم الأمم، وهي في نفس الوقت نفس المعاني التي تدعو اليها مبادئ حقوق الإنسان.

وقد اتسمت الأعمال الدرامية هذا العام بالإبهارالشكلي والتطورالتقني والفني في الإضاءة والصورة وأماكن التصوير والديكورات والملابس والمونتاج ،وظهور عدد من الوجوه الجديدة من الجنسين المبشرة بالصعود سريعا إلي مرتبة النجومية وأعيد اكتشاف مجموعة من الممثلين المعروفين في أدوار أدهشت المشاهدين ودخل عدد من المخرجين الشباب اللذين امتلكوا ناصية الحرفة، ولكن مع كل هذه العناصر الإيجابية ، نجد أن أضعف عنصر في كثير من الأعمال الدرامية لهذا العام التي وصلت إلي (29 عملا) هو النص، وهو الأساس الذي يبني عليه كل العناصر الاخري.

وبنظرة مدققة إلي هذا التفاوت في العملية الفنية بين جناحيها الشكل والمحتوي، نجد أن هناك متغيرات كثيرة أدت إلي ذلك ، من أهمها تعاظم دور شركات الإعلان والقنوات الخاصة التي تعتمد علي أموال الإعلانات :

مما ادي إلي انقلاب الهرم الفني الذي كان علي قمته المؤلف والمخرج ، وهما اللذان كانا يتحكمان في العملية الإبداعية ، وحل مكانهما البطل أو النجم ذو الشعبية الكبيرة الذي يحقق لمسلسله نصيب كبير من حصة الإعلانات، ومن ثم تتسابق القنوات علي التعاقد معه، ويحدد هو فريق العمل من مؤلف ومخرج وشركة إنتاج، هذا الوضع الجديد ترتب عليه غياب المولف الذي يمتلك وجهة نظر نقدية للحاضر ورؤية تفيد تشكيل الواقع وتستشرق المستقبل، وحل محله الآن في العملية الإبداعية ورش الكتابة ، التي تشارك في كتابة النص، أما مايقال عن القصة والهدف والرسالة فقد تراجع كثيرا تأثيرها ونتيجة لاعتلاء النجم قمة الهرم الفني ، طفت علي السطح منذ عدة أعوام المسلسلات البوليسية التي تعتمد علي الأكشن والإثارة والبطل الخارق الذي يجمع في شخصه كل المهارات ، وغالبا مايكون العمل مقتبسا من أعمال فنية ويتسم بالمعالجات الميلو درامية التي يسود فيها مشاهد القتل والعنف والدماء وممارسة البلطجة والعصف بالقانون وأخذ الحق بالأيدي، وقد ساهمت مثل هذه المسلسلات في نقل هذه السلوكيات إلي الشارع وخاصة المناطق الشعبية وفي القري والنجوع لدي الصبية والشباب.

أيضا في رمضان هذا العام عرضت بعض المسلسلات الاجتماعية التي حصل القليل منها بنسبة مشاهدة عالية وهي لا تتعدي أصابع اليد الواحدة، أما معظمها اعتمدت أيضا علي المعالجات الميلو درامية الصارخة ، وأبطالها من الشخصيات الاستثنائية والأحداث التي تركز فيها علي ظواهر الفساد المختلف ، من مخدرات ودعارة وخيانات زوجية واستخدام مسئ للمرأة ، وأعمال تكرس الخرافة والدجل والشعوذة بالاضافة الي كثرة مشاهد التدخين والخمور بلا أي مبرر درامي، هذا مع استمرار الظاهرة التي بدأت منذ عدة سنوات وهي الحوارات المتدنية والألفاظ البذيئة والسلوكيات المبتذلة التي اقتحمت المنازل وعلت أصوات المشاهدين بالابتعاد عنها ولم تحتو علي أي نماذج إيجابية ، فقد اختارت أبطالها من النماذج السلبية .

وأخيرا أرجو أن يعي كل مبدع جيدا ، وهو ينسج فنا بالقلم أو بالكاميرا أن إبداعه هذا سيدفع مجتمعه للخلف أ ينطلق به للأمام .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق