«البداية من الصفر لوزارة انتهت منذ عشرون عاماً كان على أن أعيدها للحياة بطريقة مختلفة تواكب العصر والمستوى الفكرى والتكنولوجى للمصرى المغترب واحتياجاته التى تطورت عبر السنين والتحدى الأكبر هو أن أعيد ثقته فى بلده وإقناعهم ان الوزارة لا تأخد فلوسهم بل هى موجوده لتلبى احتياجاتهم، وأن السفارة هى الدولة والتحرك السريع لوزارة الهجرة عند وجود أى حادث لكسر حاجز الثقة«.. كان هذا بداية الحوار مع السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج لمعرفة أكثر التحديات التى واجهت الوزارة منذ توليها منصبها.. وتوالى الحوار.
خلال جولاتك بالخارج ولقائك بالمصريين ماهو حجم المشاكل وتقييمك لها ؟
مطالب المصريين فى الخارج تختلف حسب البلاد الموجودين فيها فمطالب الموجودين بالخليج تتمثل فى (المظلة التأمينية والإعفاء الجمركى لسياراتهم وتوفير أراض ومساكن لمحدودى الدخل والتحويلات النقدية ومشاكل الكفيل) وفى اوروبا نتيجة الهجرة غير الشرعية لمعظم الحالات فمطالبهم تنحصر فى (مستندات مصرية لتقنين أوضاعهم) وفى أمريكا وكندا الوضع يختلف فهناك عقول مصرية مهاجرة تبوأت مراكز مرموقة يريدون خدمة بلدهم ومن المشاكل التى تؤرقهم (التجنيد لأولادهم لأن هؤلاء الاولاد لايريدون دخول الجيش وبالتالى لا ينزلون مصر أجازة) وهو أمر محتاج إلى تشريع وهذا ما أحاول بحثه بالتنسيق مع وزارة الدفاع، أما المصريون فى إفريقيا فهو ملف هام جداً بالنسبة للدولة فى هذه المرحلة.
مادور الوزارة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
لقد عملت عن قرب فى هذا الملف أثناء خدمتى فى روما فنحن نعرف جيدا المحافظات المصدرة للهجرة كالفيوم والمنيا والحل يكمن فى إقامة مشاريع تنموية صغيرة ومتوسطة فى هذه المحافظات بالتعاون مع جميع الوزارات المعنية.
كيف تعاملت الوزارة مع قضية بصمة الحج المتضرر منها ما يقرب من خمسة آلاف أسرة مصرية؟
الوزارة فى تواصل مستمر مع السلطات السعودية ولكن يجب أن نعترف أننا ــ بقصد أو بدون قصد ــ مخالفون لقانون المملكة الذى يتضمن قرارات واضحة فى مثل هذه الحالات سواء المصريون أو الجنسيات الأخرى وحتى المواطن السعودى نفسه تشمله هذه العقوبة بالحبس والغرامة المالية، ولكن كل أجهزة الدولة تعمل فى هذه القضية اعتمادا على العلاقات التاريخية بين البلدين، آملين تقنين الوضع إما بالحصول على العفو أو الإكتفاء بالغرامة المالية بدلاً من الترحيل.
كيف يرى المصريون بالخارج خطوة تمثيلهم فى البرلمان؟
مازالوا متشككين فهم لايعرفون من يمثلهم فى البرلمان ولكننى شخصيا أرى أنها خطوة إيجابية جدا ولكن يجب أن توجد صفحات متخصصة للتعرف على النواب وبرامجهم الانتخابية، والوزارة من جانبها ترحب بأى اقتراحات لتقديمها إلى اللجنه العليا للانتخابات.
ما تفسيرك لظاهرة تعدد الاتحادات المصرية بالخارج وكيف يمكن حلها ؟
مشكلة هذه الاتحادات كانت التنافس وأنها تعمل فى جبهات منفصلة ولكننى التقيت بعدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام للمصريين فى الخارج وطالبتهم بمبادرة لم الشمل وتوحيد الصفوف أمام التحديات التى تواجه الوطن بعيدا عن الفرقة والمشاحنات وفتح الباب لضم أطياف المجتمع المصرى المقيمين بالخارج، كما طالبتهم بضرورة التعريف بالاتحاد وعرض إنجازاتهم على الرأى العام وآلية انتخابهم.
لقب المصرى الوافد جديد لم يلتفت إليه من قبل.. كيف تعاملت معه ولماذا أوليت إهتماما خاصا بالشباب؟
كنت فى كندا وقال لى بعض المصريين المقيمين هناك إن أولادنا يدرسون فى مصر فهم يرسلونهم فترة الدراسة ليلتحقوا بالجامعات المصرية حتى يرتبطوا بعائلتهم هناك وأيضا العامل المادى فالجامعات المصرية ارخص فى بعض التخصصات ومدة الدراسة أقل بالنسبة لى كانت مفاجأة فنحن نرسل أولادنا ليدرسوا بالخارج فذهبت فور عودتى إلى وزير التعليم العالى طالبته ببيان لعدد المصريين الوافدين فوجدتهم حوالى 350 شابا وفتاة فبدأت أزورهم فى جامعاتهم وتحاورت معهم عن وزارة الهجرة ودورها واهتمام القيادة السياسية بالشباب خاصة ونظمت لهم الملتقى الأول للجيلين الثانى والثالث من أبناء العاملين بالخارج وأحضرت لهم نماذج لشباب تقلدوا مناصب بالبلد وشرحت لهم ماذا يحدث فى البلد ثم تواصلت مع وزير الدفاع لعمل دوره تثقيفية فى الأمن القومى وقبل بدء الدورة عملت لهم استمارة استبيان للتعرف على أفكارهم وأى المواقع يذهبون إليها عندما يريدون معرفة أخبار عن مصر وبعد الدورة التى استغرقت أسبوعين تسلموا شهادات تخرج مع زيارات ميدانية لبانوراما حرب أكتوبر والصاعقة وقد لاقت هذه الدورة قبولا شديدا لدى الأولاد وأهلهم بل أننى تلقيت العديد من التليفونات من أهالى يريدون أن يأخذ أولادهم هذه الدورة، وسر اهتمامى بهؤلاء الشباب هو أننى لاحظت أن كل منفذى العمليات الإرهابية بالخارج من الجيل الثانى والثالث (فرنسى من أصل جزائرى وألمانى من أصل تونسي) لأن الشباب فى هذا العمر سهل التأثير على أفكاره لذلك تنبهت إلى أنهم يجب أن يعرفوا أكثر عن مصر وأمنها حتى يستطيعوا أن يكونوا سفراء لها فى البلاد التى يقيمون بها وطالبتهم بنشر صورهم وزيارتهم الميدانية على صفحاتهم على الفيس بوك حتى نبنى بهم خط دفاع عن مصر فى الخارج ضد الأفكار المغلوطة.
هل نأمل فى وجود قاعدة بيانات قريبا للمصريين بالخارج؟
بدأت فيها عن طريق حث المواطنين على تسجيل بياناتهم لتشملهم المظلة التأمينية حتى تجمع أكبر عدد ممكن من البيانات ومع الوقت وعودة الثقة نستطيع أن نعمل قاعدة بيانات عريضة ولكن على مستوى العالم لايوجد قاعدة بيانات دقيقة.
ماذا عن أهم ملامح مبادرات الوزارة خارج الصندوق؟
بعد توقيع البروتوكول مع «الأهرام» لفتح قنوات اتصال مع العقول المصرية بالخارج من الباحثين والعلماء سألتقى وزير الاتصالات بعد العيد للاتفاق على التعاون فى إنشاء أول صفحة إلكترونية تابعة لوزارة الاتصالات تضم شباب الإعلاميين والباحثين فى شتى المجالات.
رابط دائم: