«جمهورية فسادونيا» مجموعة قصصية لممؤلفها الدكتور حسين الشرقاوى الحاصل على جائزة القصة القصيرة والحاصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى فى العلوم والفنون عام ١٩٩٥،
تتكون المجموعة من سبع عشرة قصة قصيرة تحاول الدخول إلى عالم ملىء بالمسكوت عنه وتحاول فهم طبيعة الإنسان المليئة بالتناقضات فى فضاء أوسع كثيراً، وكذلك فى قدرتها على القراءة الذاتية بطريقة لا تترفع عن الواقع ولكنها وليدة العصر وتتميز وتتحدد بأوضاع هذا العصرالفكرية والاجتماعية وترتبط ارتباطا وثيقاً بزمانه ومكانه وبكل حسناته وسوءاته وهى تشتبك مع الواقع بصورة دقيقة من خلال علاقة الحدث.
التيمات الأساسية التى تحتويها هذه المجموعة رغم أنها كتبت فى مراحل زمنية مختلفة، ظلت تصلح – وللغرابة الشديدة– لكل الأزمان، فهى منشغلة بالتفاعل بين المصريين والعالم المحيط بهم. وفى كل قصة من قصص المجموعة، يتم التركيز على شخصية محورية تتفاعل مع الحدث والمكان ويجمع شخصيات هذه المجموعة سمات أساسية، ففى قصة «جمهورية فسادونيا» التى اختارها الكاتب عنواناً للمجموعة القصصية، تأخذنا القصة إلى عوالم من الفانتازيا الخيالية وتعرض لشخص لم تسمه لأنه موجود فى داخل كل منا.. واحد من الناس العاديين الموجودين حولنا وجد نفسه فجأة معرضا للالتهام من قبل أصدقائه فى وليمة كبرى لمجرد أنه اختلف معهم!. وهذه القصة تطرح إشكالية كبرى وهى هل حقيقة أن شرط النجاة من بطش الحكم، أن يطابق الشخص النموذج المعتاد؟ وهى تطلق صرخة احتجاج وسخرية ضد المجتمع الفاسد والتنميط والتطابق وترفض إذلال العقل بمنعه من التفكير والاختلاف والتفرد، أما فى قصة «أرض اللواء» فنجد أن أحلام الثروة ونهم التعلق بالسلطة فرضا على جيهان ورمزى التخلص من البراءة والنقاء واستبدالهما بالانتهازية والجشع، لقد اقتنعا أن لا عودة للفقر مرة أخرى واتفقا اتفاقاً غير مكتوب فى أوراق زماننا إتفاقاً قائماً على السكوت والتغاضى على الغفلة وفى نفس القصة تظهر شخصية «الحاج جمال» المليئة بالتناقض الواضح فى كل شىء وفى قصة «الملاءة المعلقة» وهى قصة حقيقية نشرتها «الأهرام» عن ثمانى أسر تعيش قى شقة واحدة بشبرا، يطرق الكاتب مشكلة الحرمان.. الحرمان من كل شىء.. الحرمان من المال والتعليم والعمل والصحة والدفء..وأكثر منها الحرمان من الأمل والحلم.. وحينما يحاصر الحرمان البشر بهذه القسوة تتضاءل قيم الشهامة والطيبة ويصبح أى شىء ممكن الحدوث وتقتحم قصة «إخوانى رغم أنفه» عوالم الجماعات المتطرفة ولكن من وجهة نظر الجهات الأمنية وهذه القصة الواقعية بدخولها هذه العوالم المخفية والمسكوت عنها تضع يد القارىء على الهواجس الأمنية التى تسيطر على اداء بعض هذه الجهات والتى قد تصل فى غلوائها إلى آخر مدى.
الكتاب: جمهورية فسادونيا
الكاتب: د حسين الشرقاوى
رابط دائم: