رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى أرض مصر نبتت البذرة الأولى
فرخندة حسن تكشف الدور المصرى فى تاريخ الحضارة الإنسانية

رانيا رفاعى
ربما لم يكن هناك وقت يكون فيه القاريء المصري أحوج لكتاب عن «تاريخ العلم» مثلما في أيامنا هذه، لذلك تعرض السطور التالية واحدا من أهم الإسهامات في هذا المجال وهو كتاب الدكتورة فرخندة حسن «نبذة عن تاريخ العلم الذي نبتت بذرته الأولى في مصر» والصادر عن الهيئة العامة للكتاب.

وتكمن أهمية الدور الذي يلعبه هذا الكتاب في أنه يسلط الضوء على قيمة مصر العلمية والتي يجهلها كثيرون للأسف.

وتقول الدكتورة فرخندة في مقدمة كتابها: إن الهدف منه هو تعريف الشباب المصري بأن بذور المعرفة العلمية نبتت على أرضه ونمت على يد الإنسان المصري القديم لتزدهر حضارة تطورت على مدى يزيد على ثلاثين قرنا من الزمان.

وفي المقدمة كشفت الدكتورة فرخندة عن سبب خروج هذا الكتاب إلى النور وهو حوار دار منذ سنوات طويلة بينها وبين العالم الباكستاني الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء الدكتور محمد عبد السلام والذي قال لها نصا: ألا تعرفين أنك من البلد الذي نبتت فيه بذرة العلم الأولى، ليس ذلك فحسب، بل أكد لها إيمانه بنبوءة العالم جورج سارتون الذي قال إن العلم «دوّار» و أنه بدأ في الشرق وأن الحضارة المصرية القديمة كان لها فضلها الكبير في انطلاقه.

و على مدى أربعة فصول تصحبك الكاتبة في رحلة مشوقة عن أصول العلم في الحضارة المصرية القديمة وكيف خرج من رحمها للعالم بأسره علوم الفلك والهندسة والتعدين وصناعة الزجاج والنسيج والغذاء والعلوم والطب والرياضيات، ثم تكشف في ثالث فصول الكتاب عن منحنى هام في تاريخ العلوم البشرية وهو امتزاج الحضارتين المصرية واليونانية القديمة وملامح ذلك من نشأة مدينة الإسكندرية بأكملها ومظاهر الحضارة العلمية بها آنذاك مثل مكتبة الإسكندرية ومعهد العلوم.

وفي رابع فصول الكتاب تصل الدكتورة فرخندة إلى الملمح الأهم في تاريخنا العلمي والذي تعتقد هي شخصيا أنه أحد أهم مفاتيح الدولة لمحاربة التطرف والإرهاب باسم الإسلام وهو أن الحضارة الإسلامية شهدت نهضة علمية حقيقية نتيجة لسلامة المعتقد الديني واتباع المسلمين آنذاك، جوهر الرسالة السامية لدينهم وهي التفكر والتدبر في الكون، فكانت النتيجة ازدهار علوم مثل الفلك والهندسة والرياضيات والطب والكيمياء وعلوم الأرض.

وتشرح كيف كان للحضارة الإسلامية في هذا العهد، أياد بيضاء على الحضارة الإنسانية بأكملها. وتقول الدكتورة فرخندة: إن الأذهان لم تنصرف آنذاك إلى التكفير والقتل والحروب ونبذ الآخر، بل إلى التأمل و الإبداع وخدمة البشرية وذلك بوازع ديني قبل أي شيء آخر.ولعل هذا الفصل تحديدا، جدير بأن يكون هناك ملخص له في المناهج العلمية للكتب الدراسية في المراحل الابتدائية والإعدادية حتى تتكون لدى شباب المستقبل حصانة قوية ضد محاولات الحشد والاستقطاب وغسيل المخ التي تفرز بعد ذلك خلايا إرهابية والسبب هو عدم فهم الدين بطريقة صحيحة. وبالإضافة إلى الفصول الأربعة الوافية، تجد في ختام الكتاب المرفقات والمراجع التي استندت إليها الدكتورة فرخندة في مؤلفها، مما يجعله عملا بحثيا بالدرجة الأولى. وهي كنز لمن أراد الاستعانة بها في أي عمل علمي، خاصة و أنها استقتها من أمهات هذه الكتب ومن على أرفف كبرى الجامعات العالمية.



الكتاب : نبذة عن تاريخ العلم

المؤلفة : د. فرخندة حسن

الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق