رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

اجتهادات
حلم نجيب محفوظ

لا نعرف كيف كان الراحل العظيم نجيب محفوظ، الذى حلت ذكراه العاشرة أمس، يرى ما انتهى إليه حلمه الديمقراطى عشية رحيله. لم يترك رائد الرواية العربية الحديثة جواباً عن هذا السؤال، ولا ما يعين فى استنتاجه، بخلاف الراحل الكبير طه حسين. فقد باح عميد الأدب العربى بإحباطه وتشاؤمه عشية رحيله، وقال إن الوجدان العربى مملوء بالشعارات، ولا شئ غير الشعارات.

فكيف كان محفوظ يفكر عشية رحيله، وهو الذى جمعه مع طه حسين إيمان بأن الحرية هى مفتاح التقدم, وأن أفضل ما فى مصر تحقق بتأثير مصابيحها القليلة التى أضاءها أمثالهما. ولم يبخل أى منهما بجهد من أجل تأكيد هذا المعنى. ولم تكن مصادفة أن كلاً منهما تعرض للقمع، وهو يسعى إلى بذر بذور الحرية. وفُرض على طه حسين إدخال تعديلات فى كتابه المهم «فى الشعر الجاهلى» عام 1926. وصودرت رواية محفوظ زأولاد حارتناس عام 1959، ورفض هو نشرها بعد ذلك حين سمح الأزهر بها حتى لا يُرسى سابقة تفيد قبول تدخل مؤسسة دينية فيما لا يعنيها.

كما تعرض كل منهما لهجمات خصوم الحرية والعقل والتقدم. وربما كان العنف اللفظى فى هذه الهجمات أكثر إيلاماً من العنف البدنى الذى استهدف محفوظ فى محاولة اغتيال دنيئة.

ورغم أن محفوظ لم يدل عشية رحيله بحوار كاشف من النوع الذى تحدث فيه طه حسين عن شعوره بالألم والتشاؤم، فلدينا فى «أحلام فترة النقاهة» التى كتبها فى الفترة الأخيرة من حياته ونُشرت بعد رحيله حلم يدل على أنه كان متفائلاً ربما بسبب عودة الروح إلى المجتمع المدنى عبر الحركات التى ظهرت فى تلك الفترة مثل حركة «كفاية». فقد بدا فى هذا الحلم كما لو أنه يتوقع نشوب ثورة عظيمة اندلعت بالفعل بعد أربع سنوات ونصف تقريباً على رحيله. فقد كتب عن ذلك الحلم: (رأيتنى أسير فى مظاهرة ملأت الميادين .. وتعالت الهتافات بدستور جديد يناسب العصر). فكأنها كانت رؤيا وليست مجرد حلم، حيث نشبت الثورة وتصدرت قضية الدستور جدول أعمالها الفعلى منذ الاستفتاء على أول إعلان دستورى بعدها فى 19 مارس 2011.

لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: