تحولت الحرب فى اليمن إلى مستنقع صعب وحرب إقليمية لا أهلية، ولا يبدو فيها أفق للحل خلال السنوات الخمس المقبلة على الأقل، فقد حولتها تدخلات الدول والقوى الإقليمية إلى حرب إقليمية تدور رحاها بين دول التحالف العربى بقيادة السعودية من جانب، وإيران وروسيا وآخرين من جانب آخر، ويدفع الشعب اليمنى الفقير المسكين ثمن تلك الحرب التى لا ناقة له فيها ولا جمل، وإنما يقودها ويتكسب منها «لوردات» أو زعماء عصابات الحوثيين والمخلوع السابق على عبدالله صالح. فالسعودية والإمارات تحديدا تنفقان مبالغ طائلة على الحرب فى اليمن، وتبدو مصانع الأسلحة الأمريكية سعيدة للغاية بصفقات الأسلحة التى تقدر بالمليارات وتستهلك كل يوم فى اليمن وليبيا وسوريا، بغض النظر عن الضحايا من البؤساء من الشعوب الثلاثة.
والحرب فى اليمن ما هى إلا تكرار أو امتداد لسيناريو الحرب فى سوريا، حيث تدعم روسيا وإيران نظام بشار الأسد، فى حين تبذل السعودية كل ما فى وسعها من جهود دبلوماسية ومالية لاقتلاع الأسد. غير أن المدهش هو موقف تركيا «الأردوغانية»، فقد كانت قبل محاولة الانقلاب الفاشلة تزعم أنها على خط سياسى واحد مع السعودية من أجل إسقاط نظام بشار، ومتفقتان على أنه ليس له دور فى مستقبل سوريا! إلا أن الرئيس التركى بعد زيارته لموسكو ومصالحته للرئيس بوتين مؤخرا، خرج وزير الخارجية ليقول إن «أى حل فى سوريا يستدعى بقاء الأسد»، وهو طبعا كان بمثابة مفاجأة كبرى للسعودية وتغيير كبير فى سياسة تركيا تجاه الأزمة السورية، وأعتقد بأن الأزمتين «مؤامرة كبري» لتوريط السعودية واستنزاف رصيدها المالى البترولى فى صفقات سلاح تسعد المصانع الأمريكية، أو نفقات وجهود دبلوماسية أخرى تعطل المملكة عن مسيرة التنمية الاقتصادية الطموحة التى طرحها الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد منذ عدة أشهر.
لمزيد من مقالات منصور أبو العزم رابط دائم: