رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رؤية جامعية لتطوير امتحانات الثانوية العامة

د. حسن عثمان
ومواجهة ظاهرة الغش والتسريب والمجاميع المرتفعة فى رؤية نحو تطوير امتحانات الثانوية العامة والحد من المجاميع المرتفعة والتكرارية يطرحها الدكتور حسن عتمان نائب رئيس جامعة المنصورة والمستشار العلمى والتكنولوجى بالجامعة أكد فيها أنه بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة هذا العام ووفقاً للإحصائيات والبيانات الواردة والتى تم نشرها بجريدة «الأهرام» فى 1/8/2016 بصفحة «شباب وتعليم» تلاحظ أن هناك أعدادا كبيرة جداً من الطلاب حصلوا على مجاميع عالية جدا لدرجة أن هناك 119 طالبا حصلوا على 100 % فأكثر بعد إضافة الحافز الرياضى،

هذا بالإضافة إلى أن هناك أعدادا كبيرة جدا من الطلاب قد حصلوا على نفس المجموع التكرارى الأمر الذى أدى إلى عدم التمييز والقدرة على المفاضلة بين هؤلاء الطلاب نحو الالتحاق بكليات الجامعات وكذا بعد القبول بالكليات والمفاضلة عند إبداء رغبة الطالب فى الالتحاق بالأقسام العلمية والشعب والبرامج الخاصة بكل كلية.

معنى ذلك أن الكلية الواحدة مجبرة على قبول جميع الطلاب الحاصلين على المجموع التكرارى دون تطبيق معايير المفاضلة، ولعل السبب الأساسى فى هذا وتلك أن أنظمة امتحانات الثانوية العامة على مدى الأعوام السابقة تعتمد فى مجملها على أساليب الحفظ والتلقين وليس الفهم والإدراك واستعمال العقل لدى الطالب الأمر الذى يستوجب ضرورة حتمية لوضع نظام جديد لامتحانات الثانوية العامة للانتقال بالطالب من شرنقة الحفظ والتلقين إلى ملكات الإبداع والابتكار والاستنباط.

وفى هذا السياق يتقدم الدكتور عتمان بمقترح يخص امتحان الثانوية العامة يعتمد فى أساسه على الفهم العميق للمواد وإدراكها من قبل الطالب وليس بالتلقين والحفظ حيث يمكن تقسيم الإمتحان إلى نسبتين النسبة الأولى نسبة (40%) وهى عبارة عن امتحان Multiple Choice MCQ معنى اختيارى من متعدد يقارب فى مضمونه امتحان «السات» للدبلومة الأمريكية، فى كل سؤال يتم وضع ثلاث إجابات متقاربة من بينهم إجابة واحدة فقط هى الصحيحة برغم تقاربها، وتعتمد هذه الأسئلة على مدى فهم الطالب للمادة وتشربه بها وإعمال عقله واستخدام ملكاته لإستنباط الإجابات الصحيحة وتتم محاسبته على الإجابة الصحيحة بدرجة لصالحه والإجابة الخاطئة بخصم درجتين منه، أما باقى نسبة الأسئلة (60%) يتم تقسيمها الى نسبتين (30% أسئلة مقاليه و30% أسئلة ابتكاريه) ..أما عن المقالية فهى تخص نوعية الطلاب التي تقوم بالحفظ وتجيده ولا ينبغى أن نهضم حقهم فى ذلك، أما الأسئلة الابتكارية فتعتمد على رؤية الطالب من خلال فهمه للمنهج الدراسى ككل وتوظيفه بحرفية لحل كل ما يقابله فعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن أى مادة علمية مثل الفيزياء أو الرياضيات يتضمن الامتحان مسائل تحل وفقاً للقوانين العلمية الخاصة بتلك المادة إلا أنها ينبغى ألا تحل بطريقة مباشرة بمعنى آخر ينبغى تضمينها لغزا أو خطوة تحتاج لإعمال العقل والتفكير ولابد أن يقوم الطالب بحل هذا اللغز قبل تطبيق القانون بحذافيره مما يستلزم فهما عميقا للمادة نفسها، أما بالنسبة للمواد النظرية فيتم طرح مشكلة على الطالب تخص كل مادة وفقا لطبيعتها ومضمونها على سبيل المثال يمكن طرح مشكلة فى الاقتصاد أو السياسة أو الفنون أو الإعلام أو السياحة أو ما شابه ذلك حيث يقوم الطالب بحل تلك المشكلة من رؤيته ووجهة نظره ويقوم المصحح بتقييم الإجابة وفق رؤية الطالب وتخيله لحل المشكلة.

وعلى الجانب الآخر أشار إلى انه تلاحظ أيضاً من الإحصائيات والبيانات الواردة أن مجموع كل طالب بصفة عامة إما عددا صحيحا أو متضمنا كسرا عشريا موحدا وأن هذا الكسر هو 0٫5 فقط وهو ما أدى الى حدوث المجموع التكرارى الذى حصل عليه أعداد كبيرة جدا من الطلاب كما أشرنا سلفا، وهنا اقترح أن يكون هذا الكسر مجزئا من 0.1 إلى 0.9 بمعنى آخر ينبغى أن نحدد درجة مصغرة لكل جزء من السؤال ويمكن أن تكون من 0.1 إلى 0.9 وليس درجة صحيحة أو نصف درجة كما هو معمول به الآن ولا يجوز جبر الكسر بأى حال من الأحوال ويحصل الطالب على الدرجة الفعلية للسؤال متضمنة تجزئة الكسر العشرى وينسحب ذلك أيضا على المجموع الكلى للطالب وبذلك نجد أن هذا النهج يحد من المجموع التكرارى ويعطى فرصة للتمييز والمفاضلة بين الطلاب وفقاً لإعمال العقل والفكر والفهم حتى لو بلغ الفرق بين مجموع طالب وطالب آخر هو 0.1 بعد ذلك يتم تقييم نتائج الطلاب وإجاباتهم فى الامتحانات ككل ومن المتوقع أن تكون نتيجة الطالب أول الثانوية العامة على مستوى الجمهورية على هذا النسق لا تتعدى 70% ومن ثم يتم تقسيم الطلاب إلى الناجحين والحاصلين على نسبة من 50 % إلى 70 % وهم الصفوة ويسمح لهم بالالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا.

أما الباقون الراسبون الذين حصلوا على أقل من 50 % يخير الطالب بين أمرين إما أن يكون له فرصة إعادة مرة واحدة فقط أو يتم توجيهه للتعليم الفنى فى محاولة لتوظيف قدرات الطالب وملكاته فى المجال الذى يتفق مع اهتماماته عن طريق إجراء اختبارات للقدرات يتحدد على أساسها تلك الاهتمامات كما وأن الدولة تحتاج إلى التوجه للتعليم الفنى.

وأكد أن الامتحان على هذا النحو يسهم بشكل فعال للحد من الدروس الخصوصية حيث إن المدرس الخصوصى لم يستطع التغيير من ملكات الطالب وقدراته الذهنية والعقلية، كما أن هذا النظام يسهم ايضا فى تقليص أعداد الطلاب الملتحقين بالجامعات والمعاهد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق