رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الشيخة لبنى بنت خالد القاسمى وزيرة التسامح بالإمارات لـ«الأهرام»:
مصر تقوم بدور جوهرى فى ترسيخ التسامح والحد من الصراعات فى المنطقة

> أجرى الحوار ــ شريف أحمد شفيق
وزيرة التسامح تتحدث الى مراسل الأهرام

الأزهر والكنيسة يسهمان بقوة فى درء الفتن وحقن الدماء

 

أكدت الشيخة لبنى القاسمى وزيرة التسامح بدولة الإمارات أن الزيارة التى قامت بها أخيرا الى مصر ولقاءها بشيخ الأزهر والبابا تواضروس يعتبر زيارة جوهرية تأتى فى إطار تعزيز قنوات الحوار والتواصل الإنسانى وإثراء الحوار الحضاري.

وقالت وزيرة التسامح فى حوار خاص لـ«الأهرام» إن مصر تقوم بدور كبير وجوهرى مشهود به فى ترسيخ قيم التسامح والتعايش ونبذ التمييز والعنصرية وله تأثير إيجابى فى الحد من الصراعات والحروب التى تشهدها المنطقة العربية. وأشارت الشيخة لبنى القاسمى الى أن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية يلعبان دوراً مهماً فى درء الفتن وحقن الدماء، كما يحرصان على أسس العيش المشترك الذى يجمع مختلف الأجناس والأديان دون ازدراء ولا حقد ولا كراهية. وأوضحت الوزيرة أن هناك شراكة استراتيجية وتنسيقا كبيرا بين مصر ودولة الإمارات فيما يرتبط بتحقيق السلام ومنع التطرف والعنف وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تحفظ الشباب تحديداً وتضمن سلامة المجتمعات من الأفكار الهادمة. وشددت وزيرة التسامح على أن الدولتين نسقتا فى إطلاق منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة الذى يركز على تحصين الأمة الإسلامية من خطابات الكراهية والتطرف ومن مفاهيم العنف والتمييز.



وعن استحداث منصب وزيرة للتسامح فى دولة الإمارات، أكدت الشيخة لبنى أن الفكرة جاءت فى إطار استشراف المستقبل واستلهام الحلول لمشكلات ومعطيات الواقع الذى تعيشه منطقة الشرق الأوسط، موضحة أن قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر هى قيم تستمد من سماحة الدين الإسلامى الحنيف، ومن الدستور الإماراتى ومن الأخلاق والتقاليد العربية.

وفيما يخص مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، أكدت القاسمى أنه كلما تكاتفت الأسرة الدولية فى مواجهة الفكر المتطرف ونبذ جميع أشكال الإرهاب والكراهية والتمييز كلما أصبحت الشعوب قادرة على القضاء على هذا الفكر المنحرف.

وإلى نص الحوار:

كيف يمكن لدولة الإمارات أن تعزز قنوات الحوار الحضارى والتواصل الإنسانى بين مختلف الأديان والثقافات فى ضوء الزيارة التى قمتم بها إلى مصر أخيرا ولقائكم بشيخ الأزهر د. أحمد الطيب، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية؟

بداية أود الإشارة إلى أمر مرتبط بكون دولة الإمارات كانت ومازالت داعية سلام وحاضنة لقيم الحوار والتعايش واحترام التعددية الثقافية والدينية، وهو أنه يوجد فى الإمارات أكثر من 200 جنسية يعيشون بتناغم وأمن وأمان وإخاء واحترام، كما أن وجود هذا الرقم الضخم الذى يفوق عدد دول العالم المنضوية تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة فيه دليل عالمى واضح أن دولة الإمارات هى من ضمن البيئات المثالية الحاضنة لمختلف الشعوب والثقافات إن لم تكن هى البيئة العالمية الأولى بهذا الخصوص.

وبالنسبة للزيارة الأخيرة ولقائى كلا من شيخ الأزهر والبابا تواضروس هى زيارة جوهرية بالنسبة لي، هذا بالإضافة إلى الزيارة التى قمنا بها أخيرا إلى بابا الفاتيكان، وقام بها شيخ الأزهر أيضاً، إذ إن مثل هذه الزيارات تأتى فى إطار تعزيز قنوات الحوار والتواصل الإنسانى وإثراء الحوار الحضاري. ومن المهم تعزيز تلك القنوات، حيث يمكن تحقيق ذلك انطلاقاً من الحرص الدائم لقيادة وحكومة الإمارات على بناء الإنسان والإنسانية وسعادة الشعوب ورخائها وازدهار المجتمعات وتقدمها، وتناغم الأسرة الدولية وتوحدها لتحقيق مصالح الشعوب واحترام التعددية الثقافية والدينية والطائفية فضلا عن العمل جميعاً فى إطار حوار الحضارات والأديان تجسيداً لقيمنا الإنسانية المشتركة.

فنحن نعمل وفقاً لهذه الرؤية والتوجيهات السديدة التى تستلهم الحلول وتستشرف المستقبل، والتى تجعلنا أكثر قرباً من تحقيق هذه الأهداف الإنسانية التى تحث على التعاون والتعايش وتعزز التسامح والتضامن وتؤصل الحوار والتفاهم، فكل الأديان والثقافات يقع على عاتقها مسئولية إنسانية تجاه نبذ العصبية والكراهية والتطرف والعنف والتمييز.

كيف ترون الدور التى تقوم به مصر فى حث الشعوب والمجتمعات على نبذ الكراهية والعنف والتطرف من خلال الدور الذى يلعبه الأزهر الشريف والكنيسة القبطية؟

تضطلع المؤسسات والمرجعيات الدينية المختلفة بمهمة سامية تتمثل فى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والحوار والاحترام ونبذ التمييز والعنصرية، والدور الذى تقوم به مصر الشقيقة فى هذا الصدد دور كبير وجوهرى ومشهود وله تأثير إيجابى فى الحد من الصراعات والحروب التى تشهدها المنطقة العربية. كما أن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية يلعبان دوراً مهماً فى درء الفتن ورأب الصدع وحقن الدماء، فهما يؤصلان مفاهيم السلم المجتمعى والتعايش الإنساني، ويعملان على تعزيز قيم التفاهم والاحترام والتضامن والتعاون، الأمر الذى يؤدى إلى الأمن والسلام، ويمنع الاضطراب والاحتراب. بالإضافة إلى ذلك فإن مصر ومن خلال الأزهر الشريف والكنيسة القبطية يسهمان فى إزالة أسباب الفرقة والاختلاف، ويحرصان على أسس العيش المشترك الذى يجمع مختلف الأجناس والأديان دون ازدراء ولا حقد ولا كراهية ولا بغض.

هل هناك تنسيق أو اتفاق مشترك بين مصر ودولة الإمارات يهدف إلى تحقيق التسامح والتعايش بين جميع أفراد المجتمع والشعوب ونبذ الكراهية والتطرف؟

نعم يوجد شراكة استراتيجية وتنسيق كبير بين مصر ودولة الإمارات وهذه الشراكة ليست وليدة اللحظة، بل هى قديمة متجددة ومستمرة وتعبر عن مدى التفاهم الكبير والانسجام التام فى تعزيز قيم التسامح والتعايش واحترام الثقافات وقبول الآخر، ونبذ العنصرية والكراهية والعنف.

وبشكل أوضح فى هذا الإطار يتم بشكل مستمر التشاور والتنسيق وتبادل الأفكار بين القادة والمسئولين فى البلدين الشقيقين فى شتى المجالات خاصة ما يرتبط بتحقيق السلام وتوطيد أركان الأمن والأمان للجميع، ومنع التطرف والعنف والكراهية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تحفظ الشباب تحديداً، وتضمن سلامة المجتمعات من الأفكار الهادمة والمنحرفة والضالة.

وعلى سبيل المثال يرأس شيخ الأزهر مجلس حكماء المسلمين، الذى جاء مبادرة مشتركة تم الإعلان عنها من أبوظبي، تهدف إلى تعزيز السلم والوئام فقها وعلما وثقافة وسلوكا، وترسخ قيم التعايش والتفاهم المشترك بما يحفظ للناس حياتهم ودينهم ومعيشتهم.

وكذلك هناك تنسيق كبير بين مصر ودولة الإمارات فى إطلاق منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، الذى يركز على تحصين الأمة الإسلامية من خطابات الكراهية والتطرف، ومن مفاهيم العنف والتمييز، ويؤكد القيم الإنسانية النبيلة والمبادئ الإسلامية السمحة فى الحوار والتعاون من أجل العيش المشترك وتحقيق الأمن والسلام.

ما فكرة استحداث منصب وزيرة الدولة للتسامح بدولة الإمارات؟

استحداث منصب وزيرة الدولة للتسامح فى دولة الإمارات جاء فى إطار استشراف المستقبل واستلهام الحلول لمشكلات ومعطيات الواقع الذى نعيشه حالياً، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط. ونجد فى المقابل من يبدى استغرابه حول وجود وزيرة دولة للتسامح فى الإمارات، إذ يؤكد الكثيرون أن دولة الإمارات متسامحة بأفعالها وقوانينها وسياساتها وسلوك أفرادها، فكيف يكون التسامح فى دولة ترعى وتقود التسامح؟

ولكن يجب أن ينظر الى فكرة وجود وزيرة دولة للتسامح من عدة أوجه، فبالنسبة للوجه الأول فهو يستدعى النظر إلى ما يجرى حولنا من بث خطابات الكراهية والعصبية والتمييز والتطرف والعنف، وما لمثل هذه الخطابات من انعكاسات وخطورة على سلوك الأفراد وفساد المجتمعات واضطراب البلدان، الأمر الذى يدفعنا كأسرة دولية ومجتمع عالمى واحد إلى الوقوف صفاً واحداً لتعزيز قيم التسامح والتعايش واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر. والوجه الثانى هو أن دولة الإمارات حاضنة للشعوب ورائدة فى الانسجام الثقافى بين العديد من الثقافات والديانات، غير أن ذلك لا يعنى التغافل عن التعامل مع معطيات الواقع، أو سد باب الفرقة أو التمييز أو العنصرية، الذى أصبح مادة إعلامية دسمة يوظفها البعض لتحقيق غايات ومصالح سياسية باتت مكشوفة ومعلومة، من خلال تصدر منصات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى فى الكثير من الأقطار.

أما عن الوجه الثالث فمن وجهة نظرى هو الأهم، إذ إن قيم التسامح والتعايش والاحترام وقبول الآخر هى قيم نستمدها من سماحة ديننا الإسلامى الحنيف، ومن دستورنا الإماراتى الرصين، ومن أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، فالتسامح مبدأ إنسانى نبيل يفضى إلى السلام والوئام والتعايش فى كنف من التعاون والمحبة والتضامن والمودة، والحاجة اليوم أكثر من ذى قبل لتأكيد وتعزيز هذه القيم الإنسانية المشتركة. وقد تناولت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية مقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى بعنوان (لماذا وزراء للسعادة والتسامح والمستقبل؟)، الذى أجاب من خلاله بشكل واضح على هذا السؤال المحورى الذى يتبادر للأذهان.

أقرت دولة الإمارات البرنامج الوطنى للتسامح، وأعلنت عن استعدادها لإطلاق مركز للدراسات وميثاق للتسامح والتعايش، هل يمكن أن تطلعونا على أهم أهداف ومحاور البرنامج؟

بشكل عام يهدف البرنامج الوطنى للتسامح إلى ترسيخ قيم الحوار والاحترام والتعايش والتسامح وقبول الآخر من جهة، ونبذ جميع أشكال العصبية والكراهية والتطرف والتمييز من جهة أخري. وسيتم ترسيخ هذه القيم الإنسانية النبيلة بالتعاون والشراكة مع العديد من الجهات ذات العلاقة داخل دولة الإمارات وخارجها، الأمر الذى سيضمن وسيساعد على استمرار تأصيل قيم الإخاء والتفاهم والاحترام بين جميع أفراد المجتمع بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم. وكل ذلك سيتم بدعم من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التى تؤمن ببناء الإنسان والإنسانية، وتحرص على انسجام النسيج المجتمعي، حيث تؤكد التمازج الثقافى الذى يثرى التواصل الحضارى فى شتى المجالات مع الاهتمام بأهمية بناء أجيال تعتز بمورثها وثقافتها وتسهم إيجاباً فى تحقيق والسلام.

ولا شك أن دولة الإمارات تنطلق من ثوابت راسخة مبنية على أسس الاحترام المتبادل والتعاون مع الآخرين وتعزيز قنوات التفاهم والحوار، وتأكيد قبول الآخر فكريا وثقافيا ودينيا وطائفيا، وعلى هذا الأساس كانت ومازالت دولة الإمارات داعية سلام ورمزا للتعايش والتسامح والتآخى بين الشعوب.

وبالنسبة لمحاور البرنامج الوطنى للتسامح، نسعى من خلال هذا البرنامج إلى تحقيق خمسة أمور رئيسية، أولها تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح. إذ تضطلع حكومة الإمارات بنشر قيم ومبادئ التسامح والوسطية وقبول الآخر، وذلك من خلال سن التشريعات والقوانين ووضع المؤشرات الوطنية ورصد واقع التسامح من حيث الوقوف على الإنجازات التى حققتها الإمارات فى هذا الشأن. بالإضافة الى مراجعة القوانين والتشريعات وتعديلها كلما دعت الحاجة، وإلى القيام بمبادرات وبرامج محلية وإقليمية ودولية بالشراكة مع مختلف الجهات ذات الاختصاص مع ضرورة معرفة الصعوبات والتحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها.

أما ثانى محاور البرنامج الوطنى للتسامح فهو ترسيخ دور الأسرة المترابطة فى بناء المجتمع، فمن المعلوم أن الأسرة هى النواة الرئيسية لبناء مجتمع متسامح ومتفهم ويقبل الآخر ويحترم التعددية الثقافية، ولذا سيتم فى هذا الصدد إطلاق العديد من المبادرات المشتركة مع مختلف الجهات. فمثلاً سيتم إطلاق مبادرات مع وزارة الداخلية ومبادرات أخرى مع وزارة تنمية المجتمع والعديد من المبادرات مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ووزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف ومؤسسة التنمية الأسرية وغيرها من الجهات ذات العلاقة.

وثالث المحاور هو تعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب، فلا ريب أن الشباب هم عماد المجتمع ومستقبله والشباب هم الفئة المستهدفة فى كل ما يجرى حولنا من أحداث ووقائع. لذلك تولى قيادة وحكومة الإمارات عناية فائقة بهذه الفئة، وسيكون لها الكثير من المبادرات والبرامج التى تضمن تعزيز قيم التسامح والتعايش، وترسخ القيم الصحيحة لسماحة ووسطية ديننا الإسلامى الحنيف، كما ستعمل على مشاركتهم الفاعلة فى نشر قيم التسامح فكراً وسلوكاً سواءً داخل المدرسة أو الجامعة أو مكان العمل أو الحى أو المنزل. بينما رابع المحاور هو إثراء المحتوى العلمى والثقافى للتسامح، وهنا سيتم التركيز على إصدار الكتب والأدلة الإرشادية التى تدعو وتشجع على قيم الإخاء والتعايش والتفاهم، فضلاً عن إعداد ونشر المواد الثقافية والإعلامية التى ستثرى موضوع التسامح فى مختلف المنصات الإعلامية.

وخامس المحاور هو الإسهام فى الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز دور الامارات كبلد متسامح، ولعله من المناسب هنا أن أشير أولاً إلى حصول دولة الإمارات أخيرا على المرتبة الثالثة عالمياً فى مؤشر الثقافة الوطنية المرتبط بدرجة التسامح ومدى انفتاح الثقافة المحلية لتقبل الآخر. وفى سياق الجهود الدولية لتعزيز التسامح سيكون لدولة الإمارات مشاركات فاعلة فى الفاعليات الدولية ذات العلاقة، كما سيتم عقد لقاءات سنوية مع سفراء الدول الصديقة الموجودة فى الإمارات، بالإضافة إلى عقد لقاءات دورية مع سفراء الإمارات فى الخارج، فضلاً عن إطلاق مبادرات إقليمية ودولية مشتركة لتعزيز التسامح والتعايش ونبذ العنف والكراهية والتمييز بالشراكة مع شركاء إقليميين ودوليين.

وماذا عن أسس قيم التسامح فى المجتمع الإماراتى التى ترتكز على سبعة أركان رئيسة بعدد إمارات الدولة؟ وكيف يمكن من خلال هذه الأسس نبذ التمييز والكراهية والتعصب؟

تنطلق أسس قيم التسامح فى دولة الإمارات من سبعة أسس رئيسية مرتبطة ببعضها البعض، وهى الإسلام، الدستور الإماراتى إرث زايد، الأخلاق الإماراتية المواثيق الدولية، الآثار والتاريخ، الفطرة الإنسانية، القيم المشتركة.

والدين الإسلامى يشتمل على العديد من الأدلة التى تؤكد التسامح والتعايش واحترام الآخر وتدعو إليه، وتنبذ العنف والكراهية والتطرف والعصبية وتحذر منه، وهذه الأدلة مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي. وكذلك فإن سماحة الدين الإسلامى رسخت فينا قيم التسامح والتعايش. والناظر فى الدستور الإماراتى سيجد أنه نص على أن تكون الإمارات متعاونة مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة الأعضاء فى منظمة الأمم المتحدة والأسرة الدولية عموماً على أساس الاحترام المتبادل، أى أن سمة التعاون الدولى والعلاقات الدبلوماسية هى الاحترام المتبادل، ويدخل فى هذا احترام الناس بمختلف جنسياتهم وأديانهم وعقائدهم وثقافاتهم. وهناك مواد فى الدستور الاماراتى تؤكد أن جميع الأفراد متساوون أمام القانون ولا تمييز بينهم، وأن حرية القيام بشعائر الدين مصونة بالقانون، ويتمتع الأجانب بالحقوق والحريات وفقاً للمواثيق الدولية والمعاهدات والاتفاقيات.

وأما فيما يرتبط بإرث زايد فقد عرف الإنسان الإماراتى الأصيل بأخلاقه الطيبة فى التعامل مع الآخرين، والمتتبع لسيرة الشيخ زايد سيدرك مدى إقبال الناس عليه وحبهم له وترحمهم عليه كلما ذكر اسمه، فالشيخ زايد عرف بحكمته وطيبته وحبه للناس وحب الناس له وحرصه على الخير للجميع وتأكيده الوئام والانسجام والتواصل مع الآخرين واحترامهم والتشارك معهم فى إثراء الحضارة الإنسانية. وبالنسبة للمواثيق الدولية فإن دولة الإمارات ملتزمة بالعديد من الاتفاقيات الدولية المعنية بالتسامح والتعايش ونبذ العنف والتطرف، منها على سبيل المثال لا الحصر: الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصرى عام 1974. كما أن الإمارات دأبت منذ تأسيسها عام 1971 على شجب جميع أشكال التمييز العنصرى والتفرقة العنصرية فى مواقفها السياسية فى جميع المحافل والاجتماعات الدولية والإقليمية. كما ترفض التعامل مع أى دولة تطبق هذه السياسات انطلاقاً من حرصها الدائم على تعزيز مبادئ حقوق الإنسان.

وفيما يرتبط بالآثار والتاريخ، تزخر الامارات بالكثير من الآثار والشواهد التى تحكى تاريخ المكان، كما أن ذاكرة أبناء الإمارات مليئة بالقصص التى تعكس واقع التسامح والتعايش كقيمة إنسانية خالدة.

وعندما نتحدث عن القيم المشتركة فإننا نؤكد أن شعوب العالم تتشارك فى الكثير من القيم والمبادئ والمصالح التى تضمن للجميع التفاهم والتعاون والاحترام والتسامح والتعايش.

هل تعتقدون أن تعزيز التسامح بين الشعوب قادر على القضاء على الفكر المتطرف والإرهاب؟

نعتقد أننا كأسرة دولية واحدة وكمجتمع مترابط يحرص على تحقيق السلام واحترام حقوق الإنسان. ولابد لنا من تجسيد ذلك على أرض الواقع وليس مجرد شعارات يتم تداولها فى المؤتمرات والمنتديات العالمية المرتبطة بالتعايش السلمى وحوار الحضارات والأديان.

ولذا كلما تكاتفت الأسرة الدولية فى مواجهة الفكر المتطرف ونبذ جميع أشكال الإرهاب والكراهية والعصبية والتمييز أصبحنا قادرين على القضاء على هذا الفكر المنحرف أو الحد من انتشاره فى العالم. فلابد من العمل الجماعى والدولى لترسيخ قيم الاعتدال والتسامح والتعايش واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر، ولابد من تضافر الجهود الدولية فى مواجهة التحديات والمشكلات التى تعترض صفو علاقاتنا الإنسانية والحضارية المشتركة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق