رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حكاية أعظم قصة صحفية في 50 عاما " فرانك سيناترا عنده برد "

محمد شعير

كتبها جاي تاليز فى مجلة «إسكواير» الأمريكية عام 1966 لتصبح رائدة لـ «الصحافة الجديدة» كتبها جاي تاليز فى مجلة «إسكواير» الأمريكية عام 1966 لتصبح رائدة لـ «الصحافة الجديدة»

 

 

كيف يكتب صحفى عن أفضل قصة صحفية فى تاريخ مجلة «اسكواير» الأمريكية على مدار 50 عاما؟.. لعل الكتابة هنا ينبغى أن تأتى مختلفة.. تعال إذن نلعب هذه اللعبة!.

...............................................................

(1)

الحكاية تبدأ بظرف أبيض متوسط الحجم، مدون عليه اسمى، وجدته ذات مساء فوق مكتبى فى جريدة «الأهرام». فتحت الظرف لأجد بداخله كتابا. من آن لآخر ترد لى كتب من مؤلفين وناشرين للكتابة عنها، فأختار من بينها ما أشعر بأنه يضيف جديدا، ووفقا لحجم وعمق هذا الجديد، يتباين أسلوب تناولى له فى الكتابة، ما بين عرض مطول للكتاب، أو موضوع عنه، أو حتى خبر صغير، وربما ألتفت كلية عن الكتاب.

«فرانك سيناترا عنده برد»، تأليف جاي تاليز، ترجمة إيهاب عبدالحميد. ذلك هو المدون على غلاف الكتاب؛ عنوانه ومؤلفه ومترجمه. العنوان غريب ومثير. كان أول رد فعل داخلى لى بعد قراءته كالتالى: «عنده برد؟! ماذا نفعل إذن؟! تمنياتى له بالسلامة رحمه الله!». لم يكن من بين اهتماماتى أو أولوياتى بحال من الأحوال أن أكتب عن فرانك سيناترا. ولكن مظهر الكتاب وجاذبية العنوان أثارا التساؤل بداخلى: «هل يمكن أن يكون الأمر كله بهذه السطحية.. عنده برد.. أم أن وراءه قصة ما؟!».. وبدأت القراءة فى الحال بهدوء، وبلا حماس كبير.

(2)

قبل تلك الليلة بفترة قصيرة، كان عذاب الأسئلة المتواصلة داخلى - وداخل كثير من الزملاء الموهوبين- حول مستقبل الصحافة الورقية قد أصبح مؤلما بما يفوق الاحتمال. هى أسئلة مستمرة، لا تنقطع، فى ظل المد الإلكترونى الكبير، لكنها تؤدى دوما فى الأغلب إلى ذات الإجابات حول ضرورة تعديل أسلوب تناول الأحداث فى الصحف، إذ لا يعقل أن تخرج أى صحيفة ورقية فى الصباح لتقدم لقارئها «خبرا»، تكون جميع تفاصيله قد أصبحت معروفة لدى القارئ منذ صباح اليوم السابق، من خلال المواقع الإلكترونية، بل لعله أيضا شاهد تحليلاته فى المساء عبر القنوات الفضائية. لابد أن هناك من حل، بل حلول، تتمثل فى التناول المختلف، حيث التقارير الإخبارية والتحليلات والتعليقات والحوارات الخاصة، والسبق الصحفى عبر الانفراد بأخبار جديدة.. وهناك أيضا القصة الصحفية.

(3)

«من منا يمتلك الشجاعة؟.. اقتراح جريء لنوع جديد من القصص الصحفي في الإعلام المصرى».. تلك هى أولى الكلمات التى صافحت عينى فى مقدمة كتاب «فرانك سيناترا عنده برد»، التى كتبها طارق عطية رئيس البرنامج المصري لتطوير الإعلام، ناشر الكتاب، فمضيت أقرأ.

كتب قائلا: «هذا الكتاب هو دعوة للإبداع!.. نعم، صحيح، هذه القصة الصحفية التي تتناول مطربا أمريكيا شهيرا من القرن الماضي هي المفتاح الذي يمكن استخدامه لنفتح عالما جديدا هنا في مصر. لكن دعنا أولا نطرح بعض الأسئلة:هل تعتبر نفسك رائدا؟ هل تعتبر نفسك قصاصا؟ معظم المحررين والكتاب سيردون بالإيجاب. لكن وحدهم الذين يعتبرون أنفسهم قصاصين وروادا يحق لهم المشاركة في هذه اللعبة، ذلك لأن الكتاب المبدعين والحكائين الموهوبين وحدهم سوف يقدرون ما نقدمه هنا حق التقدير. لكن حذار، فهذه اللعبة لا تناسب إلا المغامرين، القادرين على المجازفة، والحالمين بالكنوز».

ثم يوضح أن القصة الصحفية التى تحمل عنوان «فرانك سيناترا عنده برد» نشرت للمرة الأولى فى شهر أبريل عام 1966، قبل خمسين عاما بالتمام والكمال فى مجلة «إسكواير» الأمريكية، التى استأجرت صحفيا موهوبا، كان قد عمل من قبل في «نيويورك تايمز»، هو جاي تاليز، من أجل إنتاج ست قصص صحفية تنشر على مدى عام كامل. وبالفعل، وعلى الرغم من أن سيناترا كان ذائع الصيت وقتها، وسوّدت عنه مئات الصفحات، إلا أن تاليز استطاع أن يجلب منظورا جد=يدا تماما إلى الرجل، وأن يتناوله من مختلف زوايا حياته. كما تمكن، من خلال إجراء حوالى مائة مقابلة مع أشخاص مقربين من سيناترا، أن يكتب قصة من 15 ألف كلمة، تحافظ على اشتباك القارئ حتى السطر الأخير.

(4)

مازلت فى ذات موقعى، أتابع القراءة فى مقدمة طارق عطية، المتحدية والملهمة، حيث يقول إن القصة أحدثت بعد نشرها ضجة في طول البلاد وعرضها، وأصبحت رائدة لنوع من الأعمال الأدبية غير الخيالية سمي لاحقا بـ «الصحافة الجديدة»، وفقا لمجلة «نيمان ريبورتس» التي تصدرها جامعة هارفارد. وبعد سنوات طويلة، بالتحديد في أكتوبر 2003 ، وفي الذكرى السبعين لتأسيس مجلة «إسكواير» اختار مسئولو التحرير قصة تاليز كأفضل قصة نشرتها المجلة في تاريخها.

ولكن ما الذي يجعلها قصة رائعة؟.. الناقدة ماريا هنسن تجيب عن السؤال فى مجلة «نيمان ريبورتس» قائلة: «أستطيع أن أجد في هذه القصة كل المعالم اللازمة في القصص غير الخيالي البديع: المشاهد، الحوار، الشخصيات، المونولوجات الداخلية، البداية، النهاية، التنقل، البناء المتكامل الذي يضفي معنى أشمل».

ويتفق طارق عطية مع هذه الرؤية، لكن بما أنه يتحدث من داخل البناء الصحفى لا الأدبى، فهو يضيف أيضا أن المفتاح الحقيقي لاعتبارها «قصة رائعة» يكمن في مهارة إنتاج التقارير، والكتابة الصحفية المدققة، المليئة بالتفاصيل، والمدفوعة بفضول جبار، وكل ذلك متوافر لدى تاليز بقدر هائل.

ويعرض كاتب المقدمة، فى ختامها، رؤيته ومقترحاته حول استخدام هذا الأسلوب فى الصحافة المصرية، لكن ذلك فصل آخر فى الحكاية، سنعود إليه لاحقا هنا، إذ أن هذا الكتاب متوسط الحجم، الذى ظننت فى البداية أننى لن أكتب عنه سوى مجرد خبر صغير، قادنى فى النهاية إلى العقار رقم 10 بشارع علوى، بجوار البنك المركزى المصرى، فى منطقة وسط البلد، للقاء القائمين على البرنامج المصري لتطوير الإعلام، ومنتدى المحررين المصريين -أحد مشروعات البرنامج- الذى أسسه طارق سعيد، حيث يقول إن المنتدى يهدف إلى تقديم حلول عملية لما تواجهه صناعة الإعلام من مخاطر قد تطال الجميع، ما لم يتم التعامل معها بوعي واحترافية، فى ظل التحديات التي تواجه هذه الصناعة في مختلف أنحاء العالم، وفي زمن بات فيه التطور التكنولوجي السريع يحكم إيقاعها، وفي ظرف صعب كان له أكبر الأثر على اقتصاديات المهنة وأخلاقياتها.

(5)

«اقلب الصفحة وابدأ الاستمتاع بهذه القصة. وأنا متأكد أنك ستجد فيها الكثير من الإلهام». كانت تلك هى آخر كلمات عطية فى مقدمته، لكننى فى الحقيقة أعرف نفسى، ليس من السهل لأى نصّ أن يمتعنى أو يلهمنى. أحب الكتابة للغاية؛ صحافة وأدبا، ولكن كيف نروى «قصة الحقيقة»؟. الأمر ليس شديد السهولة. كان علىّ أن أخوض التجربة بنفسى، وبما أننى قارئ مستهدف، فإن من حقى أن أختبر المنتج بنفسى.

طلبت كوبا من القهوة، وبدأت ليلتى مع فرانك سيناترا - الذى تمر الآن فى 2016 مائة عام على مولده- أو بالأحرى مع جاي تاليز وقصته، التى تمر هذا العام خمسون عاما عليها. بدأت أقرأ لأختبر متعتى، وانجذابى. ولكن.. تعددت أكواب القهوة، وطالت الليلة كثيرا، وأنا مازلت أقرأ!.

(6)

تبدأ القصة كالتالى: «بكأس من ويسكى البوربون في إحدى يديه، وسيجارة فى اليد الأخرى، وقف فرانك سيناترا فى زاوية مظلمة من البار بين شقراوين جذابتين إنما خاملتان، تجلسان فى انتظار أن يقول شيئا. لكنه لم يقل شيئا. لقد ظل صامتا معظم الأمسية، وإن بدا الآن - فى ذلك النادى الخاص فى بيفرلى هيلز- أكثر بعدا عن كل ما حوله، شاخصا ببصره عبر الدخان والضوء الأقرب للظلام باتجاه غرفة واسعة وراء البار».

هذا المشهد الذى بدأ به تاليز قصته، كان يعكس صورة للمطرب الشهير آنذاك، الذى يبدو فى حالة «من الصمت والوجوم»، والمزاج الذى لم يعد غريبا عليه فى الأسبوع الأول من نوفمبر، قبل شهر من عيد ميلاده الخمسين. كما أن سيناترا كان فى ذلك الوقت متعبا أيضا من كل تلك الضجة المثارة حول علاقته بـ «ميا فارو» إبنة العشرين عاما، وغاضبا لأن محطة «سى بى إس» سوف تعرض بعد أسبوعين فيلما وثائقيا عن حياته، قيل إنه يتعرض لخصوصياته، بل ويلمّح إلى صداقته المحتملة بزعماء مافيا.

والأهم، والأخطر، هو أن فرانك سيناترا كان قلقا من ظهوره المرتقب فى برنامج تليفزيونى لمحطة «إن بى سى» مدته ساعتان، واسمه «سيناترا.. رجل وموسيقاه»، حيث سيكون عليه أن يغنى 18 أغنية بصوته، الذى كان فى تلك اللحظة - قبل ليال معدودة من التسجيل- ضعيفا ومحتقنا وفاقد الثقة.. لماذا؟!.

توضح القصة أن المطرب الشهير كان وقتها ضحية مرض شائع؛ مرض لا يعيره معظم الناس أدنى اهتمام، لكن عندما يتعلق الأمر بسيناترا فإن تلك الوعكة يمكن أن تغرقه فى بئر من الآلام؛ فى بحر من الكآبة العميقة، أن تجعله مذعورا، بل وغاضبا. كان فرانك سيناترا مصابا بنزلة برد.

نعم، هذا كل ما فى الأمر، ولكن هل كان ذلك هينا؟!

يقول جاي تاليز بكلمات حاسمة: «سيناترا بالبرد يشبه بيكاسو دون ألوان، فيرارى دون وقود، بل وأسوأ، حيث أن نزلة البرد العادية تنزع عن سيناترا جوهرته النفيسة؛ صوته، وتغوص كالطعنة فى قلب ثقته بنفسه......إن سيناترا المصاب بالبرد يمكن أن يرسل ذبذبات تربك صناعة الموسيقى والسينما والاستعراض وما وراءها من صناعات، تماما كما يمكن لوعكة مفاجئة أصابت رئيس الولايات المتحدة أن تهز الاقتصاد القومى بأكمله».

(7)

والآن.. هل ترى أن بداية قصة كهذه يمكن أن تكون جاذبة لك لمتابعة القراءة؟.

بالنسبة لى، كانت الإجابة واضحة، وهى: «نعم بالطبع»، حتى إن لم تكن لى علاقة سابقة بحياة فرانك سيناترا ذاته، لكننى وجدت نفسى أمام قصة أدبية كاملة، لكنها قصة لاخيالية، أو هى بالأحرى قصة الحقيقة. وجدتنى شغوفا بمعرفة كيف واجه سيناترا أزماته تلك، فى حالته تلك. وفى أثناء متابعتى، وشغفى، غصت فى عالم المطرب الشهير؛ شخصيته وحياته ونزواته، عمله وأسرته وأصدقائه والعاملين معه. وفى أثناء انجذابى، وإلهامى، كان القرار يتبلور بداخلى.. «أريد أن ألتقى بأولئك الذين راهنوا على نقل وتقديم هذا التحدى فى الكتابة للقارئ المصرى، والكاتب المصرى أيضا».

فى اليوم التالى، أرسلت بريدا الكترونيا، على الموقع الخاص بالبرنامج المصرى لتطوير الإعلام. لم يأتنى الرد فى ذات اليوم. وبالصدفة وجدت اسم صديق، لم ألتق به منذ فترة، ضمن أعضاء المكتب التنفيذى لمنتدى المحررين المصريين، هو المصور أحمد منتصر. اتصلت به، وشرحت الموضوع، سعد هو بالتواصل، وحددنا موعد اللقاء.

(8)

فى تمام الساعة الثانية ظهرا، بعد ذلك الاتصال بأيام، كنت أقف أمام مقر البرنامج المصرى لتطوير الإعلام، فى العقار رقم 10 بشارع علوى فى وسط البلد، وداخل شقة بالدور الأول، التقيت بمؤسسه ورئيسه التنفيذى طارق عطية، ومنسق منتدى المحررين المصريين طارق سعيد، وإيهاب عبدالحميد مترجم قصة تاليز ومستشار تحرير نشرة «منطقتى» الصادرة عن البرنامج، وأحمد منتصر عضو المكتب التنفيذى.

خلال اللقاء، دار حوار طويل، طرحت فيه تساؤلاتى، كما تلقيت أيضا كثيرا من الاستفسارات حول واقع الصحافة فى الوقت الراهن، وكان مما سمعت خلال الحوار هو أن هدفهم، بل حلمهم، الارتقاء بمستوى المنتج الإعلامي المقدم للجمهور فى مصر، وأن المنتدى يقدم نفسه شريكا لكل الجهات العاملة في صناعة الإعلام، لا منافسا لها أو بديلا عنها، حيث يعمل على إيجاد تعاون مهني بين قادة الرأي وأصحاب القرار في وسائل الإعلام المختلفة، مع الحفاظ على استقلالية هذه الوسائل، وتبادل المعرفة والتدريب لأجل تحقيق هدف تنمية وسائل الإعلام.

هذا كلام عام، ولكن كيف يمكن التطبيق على قصة جاي تاليز حول سيناترا؟

(9)

يرى القائمون على البرنامج والمنتدى أن الاستثمار في الوقت والمال والجهد لاشك أنه أتى بثماره بالنسبة لمجلة «اسكواير» ومحرريها، والكاتب تاليز ذاته، فأين تجد قصة صحفية نشرت في مجلة وما زال يُحتفى بها بعد كتابتها بخمسين عاما؟، إذن فالأعمال الإبداعية غير الخيالية، أو هذا النوع من القص الأدبى فى الصحافة قد يكون إحدى بطاقات العبور - هنا فى صحافتنا- إلى مستقبل أكثر إشراقا. وبدلا من أن تعمل الصحف على إدارة «مصنع لإنتاج المحتوى» يعمل فيه عشرات الصحفيين لإنتاج عشرات الموضوعات الصحفية كل يوم، فلماذا لا تبطئ الإيقاع قليلا بعدد من القصص المختارة بعناية؟.

ويحاول المتحدثون إقناعى بفكرتهم: «نقول لكل مسئول صحفى وإعلامي: هذا هو استثمارك. ربما صحفي واحد - أو صحفية واحدة- يستطيع أن يحقق لك ذلك. وربما فريق عمل متكامل. لكن المؤكد هو أن القصة التي سيعودون بها، سوف تستحق بضع صفحات في الصحيفة، أو بضع نقرات على الموقع الإلكتروني. هذا هو استثمارك. فهذه القصة ستصبح ملكية فكرية خاصة بالمؤسسة، مما سيترتب عليه زيادة إخلاص القراء وارتباطهم بها، كما سينعكس بصورة إيجابية على اسم الصحيفة أو المنبر الإعلامى أيا ما كان. كل ذلك مع احتمال إعادة إنتاج القصة فى صورة كتاب أو فيلم أو مسلسل تليفزيونى».

فى ختام اللقاء، يقول المتحدثون: «نحن جميعا كصحفيين قصاصين، شأننا شأن المؤلفين والأدباء وكتاب السيناريو. الفارق أننا نعمل مع الحقائق. وكل ما ندعو إليه هنا هو استخدام أدوات وتقنيات الأدب الخيالي من أجل سرد قصص حقيقية. فهل هناك من هم مستعدون للتحدى؟!».

(10)

أخيرا.. انتهى الحوار. وغادرت عائدا إلى صحيفتى سيرا. تعصف التساؤلات بى حول ذاك التحدى، وحول المستعدين له، والقادرين عليه، أو الراغبين - من الأصل- فيه. ويتعالى زخم التساؤلات فى رأسى مع تصاعد أصوات أبواق السيارات فى الرابعة عصرا بشارع 26 يوليو.. «كيف أكتب فى الموضوع؟!».. هل تكون الكتابة عن فرانك سيناترا ذاته الذى ألهبت أغانيه وموسيقاه مشاعر الشباب والفتيات عبر العالم طويلا ولاتزال؟ أم عن قصة جاي تاليز التى اعتبرت أفضل قصة صحفية فى مجلة «اسكواير» على مدار 50 عاما؟ أيهما يجذب القارئ أكثر؟ وكيف ستكون الكتابة؟ فى أى قالب صحفى؟.. «هل أنا مستعد للتحدى؟!».

وهكذا.. جاءت الكتابة فى هذه الصورة.. ولست واثقا من نجاح المهمة.. أو إدراك النتيجة المطلوبة.. لكن ما يمكننى قوله هنا هو أن جاي تاليز ذاته - فى قصته العظيمة تلك- لم يتمكن من لقاء فرانك سيناترا نفسه، الذى رفض إجراء مقابلة معه، وهو ما دفع الكاتب لأن يقول لرئيس تحرير المجلة: «الإبداع في الصحافة يكمن فيما تفعله بما هو متوافر بين يديك. ربما لم أحصل على القصة التي كنا نتمناها- فرانك سيناترا الحقيقي - لكن ربما بعدم حصولي عليها سوف نقترب أكثر من حقيقة هذا الرجل».

وهذا أيضا ما أتمناه هنا.. أن أكون قد اقتربت من حكاية القصة الصحفية الأعظم على مدار نصف قرن.. لعل بها ما قد يفيد أحدا.. لأجل المستقبل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق