رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

معاناة «طبيب معاق» حاربه الجميع وانتصر
نبيل سليمان: أكملت دراستى رغم سخرية التلاميذ والأساتذة!

«بكينا اليوم، غدا سنضحك، تعبنا اليوم غدا سنرتاح، تألمنا اليوم غدا سننسى، أصبنا اليوم الحزن غدا سيعانقنا الفرح .. ﻻ شىء يظل ويستمر» هذه الكلمات البسيطة في شكلها، القوية فى معانيها، كانت سلاح نبيل سليمان فى مسيرة حياته، بها تخطى جميع العقبات التى وضعت أمامه بفعل فاعل، بها تحدى سخرية التلاميذ فى المرحلة الابتدائية، والأساتذة فى كلية الطب، حتى تخرج فيها وأصبح طبيباً تخصص «أسنان» رغم أنف الإعاقة وعراقيل الروتين الجامعى والسخرية المجتمعية التى آن لها أن تتوقف.

يروى نبيل قصته منذ البداية قائلا: بدأت اصابتى بشلل الأطفال بالساقين فى عمر العامين، ﻻن معظم التطعيم فى تلك الفترة كان غير فعال، ومنذ ذلك الوقت بدأت حياتى معلقة بالمستشفيات، فدخلت معظم مستشفيات مصر، من أجل البحث عن علاج، وكنت اذهب يوميا إلى مستشفى شبين الكوم لعمل علاج طبيعى حيث تقيم اﻻسرة هناك.

وأضاف: لم أعش فترت طفولتى كمعظم الأطفال الذين فى مثل عمرى، بل عشتها بين أروقة المستشفيات وأيدى الأطباء، وعندما وصلت للعام السادس من عمرى وجهزت نفسى لدخول المرحلة الابتدائية، أقترح عمى أن أظل بالمنزل، حتى لا اتعرض لمضايقات من بعض الزملاء، ولكن أبى أصر على دخولى المدرسة، فكنت وحيدا فى الفصل، ﻻ احد يصاحبنى مثل باقى الطلبة.

ويكمل: كنت أحاول الهرب من التلاميذ فى المدرسة، ﻻنهم يقومون بتقليد حركتى أثناء المشى، حيث كنت أستخدم جهازا حديديايثبت فى الساق، وكان ظاهرا أثناء الحركة، ولكن هذا الأمر زاد من قوتى وإيمانى بقدراتى الداخلية، وأخذت قراراً بينى وبين نفسى، وهو أن أثبت للناس جميعا أنى مثلهم، بل أفضل منهم، فوضعت كل همى فى الدراسة، وتفوقت من السنة الأولى حتى السادسة، وحصلت علي المركز الأول علي مستوي المدرسة، وانتقلت بعد ذلك للمرحلة الإعدادية، ودخلت فصل المتفوقين، ثم المرحلة الثانوي، وحصلت فيها على مجموع أهلنى لدخول كلية طب الأسنان جامعة طنطا.

ويواصل نبيل حديثه: من المعوقات التي قابلتني فى بداية دخولى الجامعة، كانت من أحد الاساتذة بالكلية، حيث قال لى: أنا شايف أن الكلية صعبة عليك نظرا لظروفك الصحية، ويا ريت تنتقل لكلية أخرى تناسب ظروفك»، ولكنى قولت له: « يا دكتور ربنا يقويني عليها»، وسبحان الله في العام الثالث حصلت علي الطالب المثالي علي مستوي الكلية، وأنهيت دراستى فيها بحصولى على المركز السادس في التقدير العام.

وأوضح أنه كان لديه أمل كبير أن يتم تعيينه ضمن أعضاء هيئه التدريس بالكلية، ولكن الله لن يريد، وبعد ذلك انهي فتره الامتياز في الكلية، بدأ حياته العملية، وتم تعيينه في مديرية الشئون الصحية بالمنوفية، وكان ضمن أوراق التعيين مثل أى موظف إنهاء أوراق التقديم الصحي الخاصة به، وهنا تأتى أضحوكة «القدر» حيث كانت نتيجة الكشف الطبي الخاصة بالتأمين الصحي، أنه غير لائق طبياً لوظيفة طبيب.

وقال نبيل لـ «صفحة صناع التحدى»، «بالطبع صعقت من هذا القرار، ودخلت للطبيب المختص، فقال لى: « هذا قانون يا دكتور، وأنا أقوم بتطبيقه فقط»، ما هذا الذي يحدث، فهل هذا قانون حقاً؟، هل هذا مكافأة لى على كفاحى؟، ولم أتخاذل أو أسكت على حقى، وصعدت الموضوع إلى لجنة التأمين الصحي الأعلى، وكانت النتيجة الرفض أيضا، ثم قابلت المدير المسئول، وقال لى: «أنا سوف أوافق لك على مسئوليتى، ولكن هذا غير قانوني»، وأخيرا وبعد معاناة أنهيت أوراق تعييني وكذلك انتقلت إلي مستشفي شبين الكوم التعليمى».

لم يتوقف طموح نبيل العلمى عند هذا الحد، بل تقدم لنيل درجة الماجستير فى «العلاج التحفظي» وحصل عليها بعون وفضل من الله من جامعة طنطا، وكان عانى كثيراً نتيجة السفر يوميا من مدينه شبين الكوم التى يقيم فيها، إلي مدينة طنطا حيث مقر الكلية عبر عدة وسائل مواصلات منها «الميكروباص» والأتوبيس، كما حصل أيضا علي درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة فى «العلاج التحفظى للأسنان» أصبح استشاريا علميا بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.

قام نبيل أخيرا بالحصول على قرض من أحد البنوك، وحقق حلم حياته بفتح عيادة خاصة به يمارس من خلالها المهنة التى يحبها « طب الأسنان»، وأعطاه الله رزقاً وفيرا، وقابل ذلك بمراعاة ضميره فى عمله ومراعاة ظروف المرضى المالية.

ويختتم نبيل حديثه قائلا: «استطعت أن أدخر بعض الأموال، وفكرت فى الزواج، وتقدمت لإحدى الفتيات، وكانت من احدى المترددات على العيادة، الحمد لله تم الزواج، ورزقنى الله بثلاثة أطفال، وقمت بشراء سيارة لتقليل عناء السفر فى المواصلات العامة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق