رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

شباب البرنامج الرئاسى

سعدت بلقاء شباب البرنامج الرئاسى يومين شبه كاملين خلال فعاليات محاكاتهم لعمل الحكومة والبرلمان، تلك النخبة الشبابية الواعية المثقفة المختارة بعناية من خيرة شباب مصر فكرًا وثقافًة ووطنية ورؤية وروحًا وثَّابًة نحو المستقبل، يتدربون على القيادة العصرية على يد نخبة من خيرة المدربين والمفكرين والعلماء المتخصصين، فى أسلوب ونمط عصرى حداثى غير تقليدى يصلح أنموذجًا لتطوير مؤسساتنا التعليمية، لتخريج القادة والمفكرين لا مجرد الحفظة أو المقلدين، بعيدًا عن الحفظ والتلقين قصد الحصول على أعلى الدرجات فحسب، ثم سرعان ما يتبخر هذا التلقين الذى قد لا يترتب عليه أى تكوين مهارى يهيئ الدارس لسوق العمل. لقد أسهم شباب البرنامج الرئاسى برؤى ودراسات متميزة لكثير من القضايا فى المجالات المختلفة، وأبهرنى ثقتهم فى أنفسهم، وقدرتهم على التواصل، وكان مُعدو البرنامج أكثر توفيقًا فى ترتيب فقراته التى بدأت فى يومها الأول بورشة عمل حول «أهمية الثقافة والأخلاق»،وحُق لهم، فالدول التى لا تقوم على القيم والأخلاق تحمل عوامل سقوطها فى أسس قيامها وأصل بنيانها، ويكفى أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن الهدف الأسمى لرسالته لم يقل بعثت لأعلم الناس الصلاة، أو لأعلم الناس الصيام، أو لأعلم الناس الحج، مع أهمية كل هذه العبادات، إنما قال صلى الله عليه وسلم: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ولما سئل النبى ما أكثر ما يدخل الناس الجنة يا رسول الله؟ قال: «حسن الخلق»، وقال:» إن أحبكم إليّ وأقربكم منيّ مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا « ولم يقل: أكثركم صلاة ولا صيامًا ولا حجًا ولا زكاة.فقد قدم شباب البرنامج المتميز رؤية دقيقة لبعض القيم الأخلاقية التى يجب سرعة العمل على استردادها وإحيائها فى نفوسنا، وتحويلها إلى واقع فى سلوكياتنا وحياتنا اليومية.

وفى رؤيتهم الشاملة قدموا تصورات رائعة لجودة التعليم والنهوض به، والعمل على سرعة معدلات تحقيق جودته، كما قدموا رؤى متميزة حول العدالة الاجتماعية، والتأمين الصحي، والرعاية الصحية المتكاملة، والاهتمام بتطوير العشوائيات، وآليات الحد من الهجرة من الريف إلى الحضر، وقد حاكى بعضهم فى هذه المواقف دور السادة النواب فى مناقشة بيانات الحكومة فى روح وطنية وأدب جم ونموذج يحتذى به فى التكامل والتعاون بين أبناء الوطن الواحد ومؤسسات الدولة الوطنية، وبما يحقق شمولية الرؤية فى ضوء عموم الفهم وخصوصية التكاليف والمشاركة فى اتخاذ القرار، وفى إطار ثقافى متوازن ينطلق من قاعدة أن تعرف شيئًا عن كل شيء، وأن تعلم كل شيء عن شيء، أو تعمل على ذلك وتسعى إليه على أقل تقدير، لتلم بكل أبعاده وأطرافه فى إطار منهجية ثقافية وعلمية وتخصصية متكاملة ومتوازنة، وحتى ندفع بهؤلاء الشباب إلى الأمل فى المستقبل وإلى مصادر اتخاذ صنع القرار اقترحت وما زلت أقترح أن يتضمن هذا البرنامج التأهيلى جانبًا عمليًا تطبيقيًّا ميدانيًّا يقوم على إلحاق كل مجموعة متخصصة فى مجال من المجالات بالوزارات والمؤسسات والهيئات والجهات والشركات الحكومية والخاصة ذات الصلة باختصاصها، سواء على مستوى دواوين الوزارات أم المناطق والإدارات، ليقفوا عن كثب على آليات دوران دولاب العمل الحكومى بكل هذه الجهات ويسهموا فى تطويره، ويهيئوا أنفسهم للتعامل معه، مع رصد أهم العقبات والمعوقات والعمل على إزالتها وتقديم المقترحات للقضاء عليها، كما يتعرفوا على جوانب التطوير والتحديث ويعملوا على تعظيمها والإسهام فى المزيد من تطويرها وتحديثها، بحيث لا تقل مدة هذا التدريب الميدانى عن شهر كامل، ويمكن أن يكون جزء من التدريب الميدانى بالجهات الحكومية وجزء آخر بالمؤسسات الخاصة والأهلية ومنظمات المجتمع المدنى وشركات قطاع الأعمال والقطاع الخاص ليكتمل التصور الذهنى لآليات عمل الدولة ومؤسساتها، بما يمكن من التعامل الدقيق معها، واقتراح الحلول المناسبة لحل مشكلاتها ولتطويرها وتحديثها، بما يؤدى فى النهاية إلى النهضة والتقدم والرقى وسرعة تحقيق الأهداف المنشودة والمرجوة.

لمزيد من مقالات د . محمد مختار جمعة

رابط دائم: