بطولات عمرها أكثر من نصف قرن ..
حكايات مراسلى ومندوبى «الأهرام» فى المحافظات

..........................................................................

قبل انشاء قسم المحافظات كان للاهرام محاولتان ناجحتان لاصدار صفحة مستقلة للمحافظات بعيدا عن قسم الاخبار، المحاولة الأولى كانت بأسم ( بعيدا عن القاهرة) وتولى اصدارها الاستاذ مكرم محمد أحمد والثانية كانت تحمل اسم «الوجه الآخر» وتولى الأشراف عليها الراحل عبدالوهاب مطاوع صاحب بريد الاهرام .

وكان أول رئيس لقسم المحافظات الراحل العملاق محمود عبد العزيز أستاذ الأجيال -الذي تتلمذت على يديه - ثم محمود مراد أول من أدخل فن الندوات الصحفية وصبرى سويلم وصابر عبد الوهاب القادم من مكتب الإسماعيلية وعبد الفتاح إبراهيم وعبد الناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام السابق واحمد عصمت وإبراهيم سنجاب وأبو العباس محمد ثم كاتب السطور

كانت فترة الستينات من القرن الماضي بداية نهضة حقيقية وتطوير فعال لعمل المراسلين مع انطلاق مشروع بناء السد العالي في اسوان وكان يمثل الاهرام فيها وقتها الراحل الكبير عبدالحميد ابو النيل وهو واحد من أهم رواد الصحافة الاقليمية في محافظات مصر في تلك الفترة حيث كان يتولى رئاسة تحرير صحيفة أسسها وقام باصدارها سنوات طويل .

وقد شارك عبدالحميد أبو النيل مشاركة فاعلة في التغطية اليومية للاحداث ونقلت الصحف والوكالات الاجنبية العديد من الاخبار والموضوعات التي أعدها على مدى سنوات طويلة ولعل أبرزها جنازة الأغا خان ومراسم دفنه في مقبرته التي أعدها لتنفيذ وصيته بدفنه في أسوان كذلك هبوط الطيار اليمني في مطار «دارو» وطلبه اللجوء لمصر هربا من حكم الأمام أحمد حاكم اليمن السابق وهو الحديث الذي كان سببا مباشرا وقتها في تنفيذ الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قرار المشاركة في حرب اليمن في سبتمبر 1962 وقد منحه الراحل الاستاذ هيكل العديد من المكافآت الاستثنائية عن جهوده الصحفية وبما كانت تلك هي السوابق الاولى للمكافآت للمساهمين في العمل اليومي للاهرام من خارج القاهرة .

كذلك اسهم ابو النيل مساهمة يومية في تغطية الاخبار اليومية لمعركة بناء السد العالي بعمود اخباري يومي في اطار الصفحة اليومية التي كان يصدرها الاهرام والتي استمرت لأكثر من 3 سنوات ، ثم تولى المسئولية بعده نجله الزميل موفق أبو النيل الذي سار على نهج والده الراحل لأكثر من 30 عاما ، وأخيرا الحفيد ياسر أبوالنيل .

ولقد واكبت رحلة عبدالحميد أبو النيل مع الصحافة الاقليمية او مشوار مراسلي الاهرام شخصيات مميزة في العمل في محافظات الصعيد ، ففي اسيوط لمع اسم موسى بولس وأسم وداع مينا ثم شقيقه صبحى في المنيا وطلعت العزبى فى دمياط وصفوت عبدالجواد ثم سعيد عبد الرحمن في بني سويف وإبراهيم البليسى فى البحيرة ونبيه فرج فى الفيوم ومحمد عبد الحليم فى المنوفية وأحمد الطبرانى فى شمال سيناء وعبد المجيد الشوادفى بالشرقية

لعل ابرز المراسلين الذين مازالت بصماتهم واضحة في هذا المجال الراحل جابر المجعاوي في مرسى مطروح والذي اكتشفه وبالصدفة مكتشف مراكب الشمس الراحل كمال الملاح خلال احدى زياراته للصحراء الغربية وأكتشف فيه موهبة صحفية نادرة وقدرة على صناعة القصة الاخبارية الطريفة والمشوقة التي اعتمدت عليها ولسنوات طويلة الصفحة الاخيرة التي كان كمال الملاح صاحب فكرتها والتي ما زالت وحتى اليوم نموذجا متفردا في الصحافة اليومية للاخبار الخفيفة والثقافية والفنية وما زالت حكايات المجعاوي وقدرته على صناعة الخبر والموضوع الصحفي والانفرادات التي حققها للاهرام وبخاصة في صفحته الاخيرة نموذجا يحتذى وما زال هو نموذجا أيضا للصحفي الموهوب وقد رحل منذ أكثر من 30 عاما ليكمل المسيرة بعده نجله عاطف المجعاوي والذي تخرج في جامعة الاسكندرية في نفس الفترة التي أبعد المرض والده عن العمل والابداع الصحفي

وكانت تجربة الاهرام في اسوان في معركة السد بداية التفكير في تطوير عمل المراسلين وانشاء مكاتب تابعة للجريدة ليعمل بها ويتولى مسئولية العمل اليومي حيث تم في عام 1964 انشاء اول مكتب للاهرام في الاقاليم وتولى مسئولية العمل فيه الزميل الراحل محمد باشا والذي اصبح بعد سنوات رئيسا لقسم الاخبار ثم مديرا للتحرير حتى رحل عن عالمنا في عام 2006 وفي نفس الوقت تم تعيين الزميل عبدالجواد غيط مديرا لمكتب الاهرام بالاسماعيلية ليتولى العمل بدلا من مراسل الاهرام في تلك الفترة الراحل محمد اليماني الذي ابتعد عن العمل لظروف خاصة بتلك الفترة وبعد فترة قصيرة اجرى الاهرام تعديلا حيث نقل محمد باشا الى الاسماعيلية

وفي عام 1967 وفي الفترة المعروفة بفترة النكسة قدم الثلاثي محمد باشا في الاسماعيلية وحسن غنيمة في السويس وسيد معتمد في بورسعيد نموذجا للتغطية الاخبارية المميزة لهذه الفترة بكل ما كانت في المنطقة من آلام وتدمير وتحركات عسكرية وشملت التغطية المميزة وقتها والتي قدمها الفرسان الثلاثة فترة الاعداد لتجاوز النكسة وهي الفترة التي بدأت منذ عام 1968 وحتى يوم العبور العظيم في اكتوبر 1973 واستمر الحال في التغطية خلال فترة المعارك المجيدة بنفس الكفاءة في الآداء ،وكان المحررون الثلاثة نموذجا للأداء احتذت به كل وسائل الاعلام في تلك الفترة وقد انخرط ثلاثتهم في الحياة العسكرية الصعبة وخلعوا الملابس المدنية ليحل محلها الزي العسكري، وهنا لابد ان نذكر دور الراحل حسن غنيمة المميز في فترة حصار السويس والذي استمر لاكثر من ثلاثة شهور قدم خلالها تغطية مميزة وسط ظروف شديدة القسوة .

وبعد أن تحقق نصر اكتوبر استمرت مكاتب الاهرام فى منطقة القناة فى تقديم نماذج مميزة في التغطية الاخبارية لمعركة جديدة وان كان قد حدث تغيير في المندوبين حيث تولى صابر عبد الوهاب العمل بمكتب الاسماعيلية الذي تولى رئاسة قسم المحافظات فيما بعد بدلا من الراحل محمد باشا الذي ترك الاسماعيلية ليبدأ مشوارا جديدا في عمله الصحفي بالقاهرة وايضا تولي الزميل عمرو غنيمة العمل في السويس بدلا من والده وتحمل الزميل محمد ابو الشهود مسئولية مكتب بورسعيد لتقدم نموذجا جديدا للاداء الصحفي المتميز خلال فترة اعادة تعمير منطقة القناة وسيناء واعادة الملاحة بالقناة وفي هذه الفترة - كما كانت الاحوال في الفترات السابقة - حقق مندوبو الاهرام العديد من الانفرادات الصحفية المميزة والتي لا تكفي السطور المتاحة الان لوصفها الوصف الحقيقي واعطائها القدر الحقيقي له .

ومنذ عام 1975 بدأت ملامح التغطية الاخبارية لجريدة الأهرام في الاقاليم تتغير ملامحها الى الافضل وبدأ الاعداد لانشاء أول قسم للمحافظات بالاهرام بعد أن كان عمل المراسلين والمندوبين في المحافظات تابعا لقسم الاخبار.

وتولى مسئولية رئاسة القسم الاستاذ الكبير الراحل محمود عبدالعزيز محمود والذي شغل لسنوات عديدة قبلها مسئولية رئاسة قسم الحوادث وكانت اهم انجازاته في الفترة التي تولى فيها القسم هو انشاء شبكة جديدة من مراسلي الاهرام من الشباب خريجى اقسام الصحافة والاعلام وحملة المؤهلات العليا وهنا انضم لقسم المحافظات الزملاء احمد طلعت طايع في الفيوم وحسن عاشور في طنطا وعلي داوود في دمياط وعطية عبدالحميد في المنصورة وحجاج الحسيني مدير تحرير الأهرام رئيس قسم المحافظات الحالي في المنيا وعماد حجاب مدير تحرير الاهرام الحالى في الغربية بعد ان تولى حسن عاشور العمل مندوبا للاهرام في وزارة التعمير ثم رئاسة الجمهورية ويحيى توفيق فى قنا وفتحي عبدالعال في جنوب سيناء واحمد سليم وحسناء الشريف في شمال سيناء وعلاء عبدالله فى كفر الشيخ وأحمد أبوشنب فى الغربية والشهيد تامر عبد الرؤوف فى البحيرة حتى يصل هذا التعاقب الى الجيل الحالي من الزملاء الذين ساروا ويسيرون على نهج القدامى وكل ما يسعون اليه أن يقدم الاهرام وباستمرار تغطية مميزة وحية لكل الاحداث كل في محافظته.