رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بيان إلي كل من يهمه الأمر‏!‏

هذا البيان عن القضايا التي رصدت وقائع وأحداث جماعية وقعت إبان الثورة‏,‏ ومازالت المحاكمات عنها دائرة‏,‏ سواء

كانت أمام محكمة النقض‏,‏ أو أمام محكمة الجنايات‏,‏ أو معادة إليها بعد نقض الحكم‏,‏ هذه القضايا جمعت وقائع وأحداثا مهمة‏,‏ ليست ككل القضايا التي نظرتها أو تنظرها محكمة الجنايات‏,‏ مهما كانت القيود والأوصاف التي رصدتها الجهات الرقابية والأمنية بالبلاد‏,‏ وحققتها النيابة العامة‏,‏ وأمرت بإحالتها إلي محكمة الجنايات‏,‏ ونظرتها وأصدرت فيها حكمها‏,‏ لأنها قد انفردت برصد وقائع جماعية وتاريخية مؤثرة في تاريخ البلاد‏.‏
هذه القضايا وقعت أحداثها خلال الفترة منذ يناير‏2011‏ حتي الآن‏,‏ رصدتها الأجهزة المعنية في البلاد‏,‏ وتناولتها سلطات التحقيق بالأدلة والمستندات‏,‏ وشهود العيان‏,‏ والتقارير الفنية‏,‏ ودفاع المتهمين‏,‏ مثل هذه القضايا لا يصح أن تضاف إلي قوائم الحفظ بعد الانتهاء منها‏,‏ لتنضم إلي الملفات التي تأكلها الفئران‏.‏
أكتب ذلك بمناسبة مطالعة مدونات الحكم الصادر في إحدي القضايا من هذا النوع التي ترصد الوقائع والأحداث في كيفية اقتحام السجون إبان اندلاع أحداث الثورة في‏29‏ و‏30‏ يناير‏2011‏ سجن المرج‏..‏ وسجن أبوزعبل‏..‏ ووادي النطرون‏,‏ وهي الجناية المقيدة برقم‏2013/56460,‏ جنايات قسم أول مدينة نصر‏,‏ ونظرتها الدائرة‏15‏ جنايات شمال برئاسة المستشار شعبان الشامي‏,‏ وعضوية القاضيين ياسر الأحمداوي وناصر بربري‏,‏ وصدر فيها الحكم بجلسة‏2015/6/16,‏ ومازال الطعن عليها أمام محكمة النقض‏,‏ وقد بلغت صفحات الحكم‏332‏ صفحة كاملة‏,‏ وبلغ عدد المتهمين فيها‏129‏ متهما‏,‏ منهم‏27‏ داخل السجون‏,‏ بينهم المتهم محمد مرسي العياط رقم‏81,‏ الذي صار بعد ذلك رئيسا للبلاد بالبلطجة والتزوير‏,‏ وغيره من قيادات الإرهابية‏,‏ وباقي المتهمين هاربان‏.‏
جمعت صفحات الحكم تصوير الأحداث والوقائع التي تناولتها المحكمة واستمعت فيها إلي الشهود‏,‏ ورأت المشاهد والوثائق التي تعكس خطة مدبرة وممنهجة لإسقاط الدولة‏,‏ وحتي صفحة‏188‏ تعرض المحكمة لهذه الوقائع‏,‏ وكيف أحكم تدبيرها تخطيطا وإخراجا بواسطة جماعات إرهابية في الداخل والخارج‏,‏ تمكنوا من التسلل داخل البلاد بمعدات وأسلحة ثقيلة قاموا بإطلاق القذائف الـآر بي جي‏,‏ والأعيرة النارية‏,‏ واستعمال مركبات وميليشيات بالاشتراك مع قيادات حزب الله اللبناني‏,‏ وحركة حماس‏,‏ والجهاديين‏,‏ والتكفيريين‏,‏ والإخوان المسلمين‏,‏ والتنظيم الدولي للإخوان‏,‏ وشاركوا جميعا في إعداد وتنفيذ مخطط إجرامي‏,‏ وبتمويل وإمكانات تفوق إمكانات السلطات في البلاد‏,‏ وتمكنوا بنجاح من تنفيذ مخططهم الإجرامي بالتسلل داخل البلاد‏,‏ وباقتحام السجون‏,‏ والإفراج عن المعتقلين في توقيت واحد‏,‏ وبغرض إحداث الفوضي في البلاد‏.‏
يأتي رصد وتوثيق تلك الوقائع والأحداث التي تناولتها الأحكام‏,‏ بحسبانها جزءا مهما من تاريخ الوطن وذاكرته‏,‏ في أخطر مرحلة تعرضت لها مصر في تاريخها اعتبارا من ثورة‏2011,‏ مثلما تعرضت له مصر من قبل من هجوم وحروب في تاريخ الاحتلال‏,‏ أو العدوان الثلاثي علي مصر عام‏1956,‏ وحرب يونيو‏1967,‏ والانتصار في أكتوبر‏1973,‏ لأن قضية اقتحام السجون‏,‏ وقضية التخابر وقتل المتظاهرين والتخريب والإتلاف‏,‏ وغيرها من القضايا المهمة والكثيرة التي تشكل علامات في تاريخ البلاد‏,‏ لا يصح معاملتها معاملة باقي القضايا الجنائية المقيدة بجداول محاكم الجنايات مهما كانت خطيرة‏,‏ والتي تنتهي إلي الحفظ أو الحرق‏,‏ ولا يبقي منها إلا ما تقرره من مبادئ قانونية في الإدانة أو البراءة‏,‏ لكن الذي أدعو إليه في هذا البيان‏,‏ المحافظة علي تاريخ البلاد بتوثيق وقائع الأحكام‏,‏ وترجمتها إلي جميع اللغات‏,‏ وتصديرها إلي السفارات بالخارج وتسليط الأضواء عليها‏,‏ وطرحها علي الإعلام ومراكز صنع القرار‏,‏ وقوي الضغط‏ThinkThank‏ لتحظي بالعلم والمعرفة‏,‏ وبالتحليل التاريخي والأمني بالبلاد‏,‏ وتدرج في ذاكرة الوطن والمواطن‏,‏ وفي مواجهة الإعلام المضاد بالداخل والخارج‏.‏
حضرات السادة‏:‏ لا تتعاملوا مع وقائع وأحداث قضايا الإرهاب الجماعية‏,‏ والأحكام الصادرة فيها‏,‏ معاملة القضايا الجنائية العادية التي تنتهي إلي الحفظ بعد صدور الأحكام‏.‏

لمزيد من مقالات د . شوقى السيد

رابط دائم: