حالة حوار
احتفالات «بالغزو» العثمانى أفندم!

ولفتنى خبر صغير من أخبار الصباح فيها يوم الخميس الفائت يخبرنا بأن (المكتبة العامة) ستقيم ندوة فى نفس اليوم بمناسبة مرور خمسمائة عام على (الفتح) العثمانى لمصر.

والحقيقة أننى استهولت الخبر عدة مرات، أولاها لأن كلمة (الفتح) لا ينبغى أن يطلقها أحد على (الغزو) العثمانى لمصر، وثانيتها أننى أريد ـ فعلا ـ أن أعرف من الذى له مصلحة فى تسويق العثمانية فى مصر والآن بالذات، والثالثة أننى أريد التأكد من أن المكتبة المذكورة احتفلت بعيد ثورة 30يونيو العظمى وعيد ثورة 23يوليو وعيد تأميم قناة السويس، وقبل ذلك هل احتفلت بذكرى حطين أو عين جالوت أو مواقع إبراهيم باشا المذكورة على قاعدة تمثاله.

لقد دفعنى الخبر إلى تصفح جديد لكتاب (أوهام الخلافة) الذى أصدر الدكتور رفعت السعيد أربع طبعات منه أيام حكم جماعة الإخوان الإرهابية ووزعها مجانا، إذ فيه تسجيل دقيق لواقعة (الغزو) العثمانى لمصر الذى احتفلت به المكتبة العامة التى يديرها صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة ومنظمة برتسلمان الأهلية الألمانية وجمعية الرعاية المتكاملة، ولما كانت المؤسسة الألمانية ـ قطعا ـ ليست صاحبة دعوة إقامة الاحتفال (بالفتح) العثمانى حتى لو أيدت ألمانيا النظام التركى الحالى ضد الانقلاب، لأن الأدبيات الألمانية والأوروبية تحفل بالنقد اللاذع للعثمانيين، فإن الموضوع محصور إذن بين (صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة) و(جمعية الرعاية المتكاملة) ونحن نريد مسئولا يتمتع بأى قدر من الشجاعة الأدبية أو احترام النفس ليخرج ويعلن أمام الرأى العام أنه مسئول عن تلك (العَملَة) لماذا؟.. هذا ما يخبرنا عنه كتاب رفعت السعيد، فقد أصدر مفتى الأستانة فتوى بوجوب غزو مصر لأن أهلها (قطاع طرق) والحرب ضدهم (جهاد) والمقتول فيها (مجاهد). وكان أول ولاة العثمانيين فى القاهرة قاسيا أعمل السلب والنهب وباع الصبيان والبنات الأسرى والسبايا بوصفهم أبناء كفار.

لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع