رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

يعمل «مبرمج كمبيوتر» رغم إصابته بضمور فى الأطراف
حسين جمال: أحلم بابتكار تقنيات تقلل معاناة ذوى الإعاقة

حسين فى أثناء ممارسة عملة على جهاز الكمبيوتر
يسير فى الحياة ونظره إلى الأمام دائما، لا يلتفت إلى المعوقات التى تواجهه منذ أن كان طفلا صغيرا، دخل عالم «البرمجة»، وتفوق فيه، ويحلم بأنتكون له بصمات فى الحياة مثل بيل جيتس و ستيف جوبز، اللذين أفادا البشرية بما قدماه من تقنيات حديثة غيرت وجه العالم، كما يحلم أيضا بأن يقدم للعالم ما يخلد اسمه، ويجعله راضيا عن مسيرة حياة.. إنه الشاب حسين جمال، الذى لم يستسلم للإعاقة، بل انتصر عليها وبرمجها لتصبح طوع استخدامه.

فى البداية يقول حسين «23 عاماً» لـ «صفحة صناع التحدى»: « ولدت مصاباً بتشوه فى الأطراف الأربعة، اليدين والرجلين، وضمور فى عظام الأطراف، ولم يستطع أى طبيب تحديد السبب حتى الآن، وبعضهم أرجع هذه الإصابة إلى زواج الأقارب، الذى كان يجمع بين والدى ووالدتى». وأضاف: بعد مضى عدة شهور، اكتشف والدى أن عظام قدماى صغيرة، وغير طبيعية، مما جعلنى أواجه صعوبات فى أثناء السير عليهما، ولا استطيع السير على بطن الرجل، مثل الأشخاص الطبيعيين، ولكن أسير على «العظمة» الجانبية من بطن الرجل، التى تتحمل كل ثقل جسمى، وهذا يسبب لى ألما من الصعب تحمله فى حالة السير لمسافات طويلة.
ويضيف: عندما كان عمرى 5 سنوات، بدأت أسرتى البحث عن حضانة لكى انتسب إليها، ولكن للأسف الشديد لم توافق أى حضانة على قبولى بسبب الإعاقة، وخوفا من تحمل المسئولية ناحيتى، ثم بدأت مرحلة البحث عن مدرسة لدخولها، ولكن أيضا لم يتم قبولى فى جميع المدارس الحكومية والخاصة لنفس المشكلة، فاضطر والدى إلى الحاقى بمدرسة خاصة بذوى الإعاقة.
ويوضح حسين أن والدته كانت تحمله على كتفها وقت الذهاب إلى المدرسة، وعندما وصل عمره إلى 7 سنوات، بدأت أسرته من جديد رحلة البحث عن طبيب ليضع حلا لمعاناته، وبعد محاولات عديدة فى البحث والاستشارات الطبية، توصلوا إلى شركة أطراف صناعية المانية، فذهبوا إليها، وبعد فحصه تبين أنه يحتاج إلى تركيب أطراف صناعية فى الرجلين، وبالفعل تم تحديد المقاسات وعمل الأطراف له..
ويؤكد حسين، أن الشخص الذى قام بتصميم الأطراف الصناعية له هو مصرى اسمه هاني مصطفي، أو «مستر هاني»، كما يطلقون عليه فى الشركة الألمانية، وهو من قام بتصميم قالب توضع فيه رجلي بطريقه معينة، ويتم ربطه بقدم صناعية، لكى أتمكن من السير على باطن الرجل دون الشعور بألم، واستمررت فى المتابعة مع منذ أن كان عمرى 7 سنوات حتى الآن.
ويضيف حسين، عندما كان عمرى 8 سنوات، سافر والدى فى إعارة إلى أحدى دول الخليج، وكانت مخاطرة كبيرة أن أترك مدرستى الوحيدة التى قبلتنى واذهب معه، وأثناء وجودى هناك بحثنا عن مدرسة لالتحق بها، تم رفضى فى السنة الأولى، وبعد عام حاولنا مرة أخرى حتى تم قبولى.
ويوضح حسين أنه منذ الصغر كان يحب الكمبيوتر، والعاب الفيديو، وكان يتسبب فى اتلاف كمبيوتر والده بسبب عشقة للالعاب، وعندما وصل إلى المرحلة الإعدادية كان يقوم باصلاح الكمبيوتر بنفسه إذا حدث به عطل، ويقول بعمل الصيانة اللازمة سواء من ناحية السوفت وير أو الهارد وير، وهذا ما جعل تعلقه بعالم الكمبيوتر والبرميجات يزداد مع مرور الوقت.
ويضيف حسين، بعد أن حصلت على الشهادة الإعدادية من الدولة الخليجية، عدنا إلى مصر، والتحقت بمرحلة الثانوية العامة، وتخصصت فى فرع علمى رياضة، ومجموعى أهلنى لدخول كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة قسم علوم الحاسب، وفى أثناء العام الأول بالجامعة شاركت فى مسابقة (ACM) وهى مسابقة عالمية للبرمجة، وتتم على المستوى المحلى أولا ثم على مستوى الشرق الأوسط، ثم على مستوى العالم، وشاركت في المسابقة علي مستوي مصر ومثلت كليتي في المسابقة مع فريق “FCI juniors”.
ويعترف حسين بأنه فى أثناء فترة الجامعة كان لا يهوى المذاكرة، ولكن اهتم أكثر بتنمية مهاراته فى مجال البرمجة، مما جعله يشارك فى جميع «الدورات» الخاصة بالبرمجة التى تقدمها الكلية، حتى أصبح من المتفوقين فى مجال «برمجة تطبيقات الأيفون» مما جعله بعد التخرج يعمل مهندس برمجيات بإحدى شركات الاتصالات، وأصبح حاليا من المبرمجين الذين يقومون بتصميم مواقع الشركات، وقام بتصميم موقع لشركة «مستر هانى» الذى صمم له الأطراف الصناعية وهو طفل.
حسين الذى يعشق القراءة وسماع الموسيقى وهوى السباحة، يطبق فى حياته مقولة «ستيف جوبز» مؤسس شركة أبل «وقتك محدود فلا تضيعه بمعيشة حياة شخص آخر»، ويحلم حسين بأن تصبح مصر بلدا منتجة ومتقدما وتحترم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص وحقوق الإنسان بشكل عام ويصون كرامته، كما يحلم بأن يترك له بصمه فى الحياة تضيف للبشرية شيئا مفيدا من خلال ابتكار تقنيات جديدة تخفف معاناة ذوى الإعاقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق