عندما تقرأ خبرا عن افتتاح المهرجان السادس لـ»الرقص الشرقي» بمشاركة 30 دولة عربية وأوروبية بمصر، لابد أن تتساءل: لمن يقام هذا المهرجان، ولا يقول قائل إنه لجذب السياحية، لأننا نعلم حجم السياحة الحالى، ولأننا نملك ثلث أثار العالم، وشواطىء ممتدة بين بحرين ابيض واحمر، وصحراء لسياحة السفارى والعلاج وغيرها ما يغنينا عن هذه المهرجانات الغريبة.
فاذا أضفنا لهذا الخبر، أخبارا أخرى، مثل مسابقة ملكة جمال الكلاب، وملكة جمال المحجبات، فلابد أن تتساءل: هل المصريون شعب واحد؟
وبالطبع هناك فرق كبير بين أن يكون المجتمع طبقات، غنية ومتوسطة وفقيرة، وبين أن يكون هذا المجتمع مجموعة من الشعوب تعيش فى وطن واحد.
فهل انقسم المصريون لشعب مرفه يعيش بمسابقات ملكات جمال الكلاب والمحجبات والرقص الشرقى فى كيماوندات مغلقة، منفصلا تماما عن الشعب الاخر الذى يعيش معاناة يومية من تضخم اقتصادى وثبات للدخول وإرتفاع الأسعار. انه نفس الانفصال الحادث بين تصريحات المسئولين وبين الواقع الذى نعيشه، فوزير الكهرباء يقول إن رفع أسعار الكهرباء الحالى لا يمثل عبئا على محدودى الدخل وهى تعادل «ثمن كوباية شاى»، ويعلن وزير المالية بفخر أن المواطن هو الذى يطالبه برفع الدعم، ولم يقل لنا أى مواطن؟ وتقول وزيرة التضامن أن المواطن المصرى الفقير، أكثر استعدادا للتحمل عن المصرى الغني، بينما تعلن وزيرة الاستثمار أن إعلان افلاس مصر خطوة على طريق التقدم! أما وزير التموين سألوه عن ان كيلو الارز اصبح بعشرة جنيه فيرد بأن طن الحديد انخفض ١٠٠ جنيه، ونسى أن يوضح لنا هل نأكل الحديد بدلا من الأرز؟
لمزيد من مقالات جمال نافع رابط دائم: