رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ازدواجية المعايير

السؤال الذى يتردد الآن فى العقول وعلى الألسنة هو: أين شهامة وعنترية هيئات ومنظمات حقوق الإنسان الأمريكية والغربية مما يجرى فى تركيا الآن؟ كل يوم نسمع ونقرأ عن انتهاكات لا آخر لها فى كل أوساط الدولة التركية، فإذا التفتنا إلى قلعة الديمقراطية، وحاملة رايات الدفاع عن حرية الإنسان (أمريكا)، لا نسمع إلا همهمات وهمسات خافتة على استحياء.. فلماذا هذه الازدواجية؟

وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء، عندما خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه، يرفض تسلط وتحكم الجماعة الإرهابية إياها، إذا بالغرب ينتفض رافضا صارخا، مع أن كل ما جرى من محاكمات، تم تحت إشراف القضاء، ووفقا لمبادئ قانونية ارتضاها الشعب المصرى لنفسه.. فلماذا تلك الازدواجية؟

عناوين صحف العالم كلها خرجت بالأمس تتحدث عن بدء محاكمة 21 صحفيا تركيا، بينهم الصحفية الشهيرة نازلى أليجاك، ومع ذلك لم نسمع عن إدانات لهذا الإجراء القمعى من منظمات حقوق الإنسان العالمية، ولم نر مظاهرات تجتاح الشوارع دفاعا عن حرية الصحافة.. كما لم نقرأ فى صحف الغرب مقالات وتحليلات تشجب هذه الانتهاكات الفاضحة.. فلماذا يا ترى تلك الازدواجية؟

إن ازدواج المعايير لدى منظمات الحريات فى أمريكا والغرب، يفقد هذه المنظمات مصداقيتها، ويدفعنا إلى البحث عن السبب الحقيقى وراء هذا النفاق، وأغلب الظن أن كلمة السر فى هذه الازدواجية هى «المصالح».. ولتذهب إلى الجحيم شعارات الدفاع عن الإنسان وحريته وحقوقه، وما دامت المصالح هى التى تحكم أصول اللعبة فإن أى مستبد أو ظالم سوف يستطيع الإفلات من العقاب!

وبناء على ذلك فإن من الفطنة والذكاء إعادة التفكير فى الأهداف الحقيقية للغرب، وهو يلعب بورقة حقوق الإنسان التى تصدعت بها رءوسنا، إن ما يجرى فى تركيا الآن فاق حدود الخيال، حيث امتدت يد أردوغان إلى كل مؤسسات الدولة تعيد تشكيلها دونما أى اعتبار لقانون أو أخلاق، أو شعارات طنانة يتشدق بها الغرب المتقدم.. فلماذا هذا الصمت الغربى المريب؟ سؤال يبحث عن إجابة!


لمزيد من مقالات رأى الاهرام

رابط دائم: