رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
وعلى الرغم من بداهة السؤال وبداهة الاجابة عليه ممايحدث حولنا وبنا .. فمن الصواب ان نحاول الاجابة عنه هنا فى هذا المحيط العربى الممتد فى المنطقة العربية من ايران شرقا الى موريتانيا غربا ومن اليمن جنوبا الى اسطنبول شمالا.. فى هذه الرموز السيريالية الباهتة ..إن سوريا ــ على سبيل المثال ـ تتعدد فيها الآن اكثر من هوية ، لاهوية سورية معروفة ، إننا امام اكثر من ( عشرين ) هوية نشير فيها الى العرقية والمذهبية والدينية والجنسية والاقلية والقومية :عرب ــ بدو ــ اكراد ـ سريان ــ تركمان - ثم سنة وشيعة وعلويون ومسيحيون ودروز واسماعيليون، بل ان اللغة السورية المعروفة تبددت قى لهجات شتى فنحن امام لهجات جبلية ولهجات ادلبية ولهجات ساحلية وتتداخل اللهجة العربية بالكردية بالايرانية ، بل ان الحرب الاهلية شهدت هجرات بين المدن مما زاد من تفاقم خسائر اللغة العربية اذ زاد من تغيب اللغة الانحسارات الداخلية بالتبديد باللغات الخارجية. ومايقال عن تغيب الهوية السورية يقال عن تغيب الهوية الليبية و اللبنانية والعراقية واليمنية .. الى آخر هذه المنظومة التى تسود الآن فى المنطقة العربية. والصورة تزداد قتامة حين نعاود الرجوع الى الهوية الواحدة فى المنطقة، الهوية العربية ، فالمعروف ان الشرق ينتمى الى هذه الوحدة التى تعود الى «الابراهيمية» كرمز لهذه الهوية التى بدأت فى الشرق (الشرق) منذ آلاف السنين ، والتى نعدد الآن المناطق والشظايا الجغرافية التى تشهدها المنطقة العربية دون ان نذكر ان هذه المنطقة لها هوية واحدة منذ آلاف السنين التى يمكن التعبير عنها بالقرآن الكريم .. الواقع اننا لانستطيع ان نجيب عن السؤال دون ان نعيد صياغته ، فبدلا من ان نسأل عن (تغيب) الهوية يمكن ان نعود ونسأل عن(التغييب): هل تغيب الهوية العربية ؟ من المسئول الأول عن هذا التغييب ؟ الاجابة اكثر بداهة ولا تحتاج لاجابة ، فنحن جميعا يمكن ان نعيد طرح السؤال ؛ ونحاول الاجابة عليه .. نحن اصحاب اللغة والهوية والمستقبل !! لمزيد من مقالات د.مصطفى عبدالغنى