رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
وتطوره ورفعته لن تتحقق إلا إذا أعيدت الخلافة وتوحد العالم الإسلامى تحت رايتها مثلما كان الأمر من قبل، حيث عرف المسلمون الازدهار وانتشر الإسلام فى أرجاء العالم سواء بإعمال السيف أو على يد التجار المسلمين. وهكذا ببساطة تصوروا أن الخلافة هى أساس الازدهار والنهضة، دون أن يعرفوا حقائق الواقع والتاريخ على امتداد هذه العصور. ونقطة البداية هنا هى معرفة أن النظام السياسى الإسلامي، بدأ بدولة المدينة التى اقامها الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم فى القرن السابع الميلادي، بعدها تحولت هذه الدولة إلى امبراطورية مترامية الأطراف، سواء على يد الخلفاء الراشدين الذين تحملوا المسئولية بعد وفاة المصطفى محمد بن عبدالله، أو على يد من أتوا بعدهم من أمويين وعباسيين وغيرهم، واستمرت دولة الخلافة إلى أن آلت إلى آل عثمان، الذين حافظوا على الخلافة، إلى أن أقدم كمال أتاتورك على إلغائها عام 1923 بعد نهاية الحرب العالمية الأولي. والسؤال الأول الذى تجب الإجابة عليه هو، من هم الخلفاء الذين ساروا على نهج الخلفاء الراشدين الأربعة أو خامسهم عمر بن عبدالعزيز؟ وتتضمن صفحات التاريخ اسماء آلاف الخلفاء الذين تحملوا المسئولية على امتداد أكثر من 13 قرنا، فكم عدد من اقتدوا بالراشدين؟ هل هناك من يملك الإجابة؟ والسؤال الثانى عن الخلفاء الذين التزموا بمنهج القرآن الكريم وسنة الرسول المصطفى أثناء فترات حكمهم؟! علينا أن نوضح أن العصر الأموي، هو العصر الذى تلى عصر المصطفى والراشدين، أى كانوا الأقرب إلى عصر الرسالة والنبوة، ومع ذلك أدار خلفاء بنى أمية فيما عدا عمر بن عبدالعزيز ظهورهم للقرآن والسنة. وإذا كانوا لم يتركوا كبيرة أو صغيرة إلا واقترفوها، فإن من أتوا بعدهم فى معظمهم لم يختلفوا عنهم كثيرا. والايجابى تمثل فى التوسع والاهتمام بالعلوم وبروز عدد من الفقهاء الكبار كمالك وأبوحنيفة وابن جنبل، وازدهرت الترجمة واشرقت شمس الفلسفة الإسلامية، وعلى ايدى المعتزلة تطور التفكير وشق العقل طريقا مقابلا لمنهج النقل. المهم أن الامبراطورية الإسلامية التى توسعت فى كل الاتجاهات طوال فترات الصعود سرعان ما بدأت فى الانحسار والتقلص فى فترات التراجع والانكسار، وبلغ الانكسار الذروة بهزيمة الامبراطورية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى وتفككها، وقبل انطواء صفحة الامبراطورية دولة الخلافة بأكثر من قرنين من الزمان كانت قد دخلت فى مراحل التخلف والظلام وقتها سميت برجل أورد بالمريض. وعاشت المرحلة الأخيرة، لأن الدول الطامعة فى وراثتها لم تتفق والظروف الملائمة لم تكن قد حانت. وهذا الظلام والتخلف، انتشر فى كل ولايات دولة الخلافة، وبعد الانهيار خضعت معظم الولايات للاستعمار الأوروبي. ولا يمكن القول ان خلفاء آل عثمان قد طبقوا القرآن والسنة، أو ان أيا منهم قد اقتدى بأى من الخلفاء الراشدين. وكان ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان قد واجه ثورة الأمصار، فنصحه الناصحون أن يتخلى عن الخلافة حقنا للدماء وحرصا على حياته، فقال للناصحين كيف أخلع قميصا ألبسنيه الله؟!! وكانت الجملة أول تعبير عن أن الخلافة والخليفة اختيار إلهي، ولا دخل للبشر فى ذلك حتى لو مارسوا البيعة أو الشورى. لمزيد من مقالات عبده مباشر