كل يوم
أين ملفات يوليو ووثائقها؟

6 - وأصل اليوم إلى ختام هذه الإطلالة الضرورية مؤكدا اعتزازى بثورتى 23 يوليو 1952 و30 يونيو 2013 ثم لعلى أعيد مجددا التأكيد على أن قراءة ملف يوليو بكل تجرد ونزاهة وموضوعية لابد أن تصل بنا إلى نتيجة مؤداها: إن الخريطة الاجتماعية والسياسية لمصر قد تغيرت نحو الأفضل لمصلحة الأغلبية العظمى من شعب مصر - رغم أى ملاحظات أو تحفظات - وإنه إذا كان هذا التغيير قد حدث على حساب امتيازات مجتمع الصفوة فى مرحلة ما قبل يوليو فإن تلك ضريبة كانت واجبة السداد ولكن تحصيل الضريبة لم يكن يستلزم إفراز شهوة الانتقام عند بعض المحصلين!

ثم إن قراءة ملف يوليو بكل تجرد ونزاهة وموضوعية لابد أن تصل بنا إلى إدراك الحقيقة القائلة إن هذه الثورة أحدثت انقلابا خطيرا فى أرقام المعادلات السياسية سواء فى الشرق الأوسط أو إفريقيا أو أمريكا اللاتينية فى مرحلة كان اليأس فيها قد بلغ مداه من إمكان إنهاء عصر الاستعمار الأجنبى الذى كانت ترزح تحته بلدان كثيرة.

وأظن أن من حق ثورة يوليو ومن حق أبطالها أن تقال اليوم كلمة الحق الواجبة عرفانا بالفضل مهما يكن الرأى فى بعض الممارسات ومهما تكن درجة التحفظ على أهمية وضرورة بعض ما تحقق من إنجازات.

ثم إننى أظن كذلك أنه قد آن الأوان لكى تخرج الملفات والوثائق الرسمية لثورة يوليو إلى النور حتى يمكن كتابة التاريخ الصحيح لهذه الحقبة التاريخية بعيدا عن هوجة كتاب المذكرات الذين تناولوا أحداث الثورة برؤاهم الذاتية سواء كانت منطلقة من مكاسب فردية أو مرارات شخصية.

لقد آن الأوان بالفعل لكى يعرف الشعب التاريخ الصحيح لثورة يوليو وساعتها يمكن أن يجيء الجواب الصحيح عن السؤال المطروح: «ماذا حققت ثورة يوليو».

خير الكلام:

<< وإذا صفا لك من زمانك واحد فهو المراد وعش بذاك الواحد!