رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فاتن والفرعون

خالد شفيق
إهداء لروح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ( الغائبة الحاضرة ) كان خالد مولعا بمشاهدة برنامج خمسة سياحة، وكان كلما شاهد قناع الفرعون الذهبى الصغير توت عنخ امون فى تترات البرنامج قال لزوجته مبتسما مندهشا :(بذمتك مش قناع وجه توت عنخ أمون يشبه ملامح وجه فاتن حمامة؟!) .

وكانت زوجته ترد عليه بابتسامة مؤيدة لخياله فهى تشاركه مثل الملايين حب سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.. وأصبح خالد مولعا بهذا التشابه الذى صدقه وجدانه وخياله واصبح عائشا وهائما مع خياله وعشقه لهذا التشابه بين هاتين التحفتين، وجه أعظم أثر عرفه العالم والتاريخ الفرعون المصرى الصغير الملك الذهبى توت عنخ أمون ووجه فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية وازداد حبا لفاتن حمامة كقيمة فنية عظيمة مثلها مثل شوامخ مصر الخالدة أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم والهرم الأكبر وأصبح يتابع أخبار تكريمها فى كل مكان، فهو بالتأكيد يراها بعيون غير عيون الناس ويعيش معها ومع قناع وجه توت عنخ أمون ( أهم قطعة اثرية فى العالم أجمع ) ومع خياله حالة حب فريدة بعد أن تأصل فى وجدانه تطابق ملامح قناع وجه توت عنخ أمون مع ملامح وجه فاتن حمامة.

تملكته رغبة شديدة فى مقابلة فاتن حمامة لينقل لها اكتشافه هذا ومشاعره الجياشة ولكن كيف الوصول إليها فهو أمر فى غاية الصعوبة، فهو يسمع مثل الملايين أن فاتن حمامة تسكن فى عمارة ليبون فى حى الزمالك الراقي، وأرسل لها عدة خطابات بالبريد السريع بها صورها وصور قناع توت عنخ أمون على هذا العنوان وعلم مؤخرا أنها اقامت فى مكان جديد وبعد محاولات عديدة قرر المغامرة والأخذ بنصيحة صديقه المخرج السينمائى الشاب بترك موضوع البريد والذهاب مباشرة إلى بيتها بعد أن أخبره بعنوانها الجديد .. فى الرابعة عصرا كان خالد واقفا مبهورا أمام منزل سيدة الشاشة فاتن حمامة حاملا ملفا يضم صورا كثيرة لوجه فاتن حمامة وقناع وجه توت عنخ أمون .. وعلى درجات السلم الاولى اصطدم خالد بحارس العمارة الذى منعه من الصعود لشقة سيدة الشاشة وقام باستدعاء سيارة مستشفى المجانين له وقد تجمع المارة حول السيارة، يستطلعون الأمر وفى هذه اللحظات كانت سيدة الشاشة قادمة وخرجت من سيارتها وسألت الحارس بطريقتها المميزة : ( مين اتجنن فى العمارة ياعم يوسف؟) قال الحارس : ( دا واحد مجنون عايز يقابلك ياست هانم) اقتربت سيدة الشاشة من خالد وقالت له انت المجنون بتاع البريد السريع .. سيب خالد ياعم يوسف .. مش خالد برضك ؟ .. أنا عازماه على فنجان شاى .. طارخالد من الفرحة بعد أن تحقق حلمه .. وفى صالون سيدة الشاشة الفخم تجاذبت سيدة الشاشة اطراف الحديث مع خالد وأخرج لها صورتها ووضعها إلى جانب صورة قناع وجه توت عنخ أمون وقال لها : إتفضلى قارنى بنفسك شبه كبير بين ملامح وجهك وملامح قناع وجه توت عنخ أمون .. أعتقد إنكما توءم ..قالت سيدة الشاشة : أنا معاك فيه شبه كبير .. بس إزاى أكون توأم توت عنخ أمون وأنا بينى وبينه آلاف السنين .. قال خالد : حضرتك التوءم الروحى ياست الكل .. بلاش توءمه إنتى حفيدته وشاربين من نيل واحد وواكلين من أرض واحدة وملامح وجهكما من شمس مصر الذهبية ويخلق من الشبه أربعين.. قالت سيدة الشاشة : عموما أنا باشكرك على مشاعرك الجميلة دى واعذرنى إنى ماردتش على خطاباتك اللى أرسلتها لى .. لأنى كنت مشغولة الفترة اللى فاتت بضيوف أصدقاء من فرنسا مجنونين زيك بحضارة مصر وآثارها العظيمة خاصة كنوز توت عنخ امون جايين مصر عشان يطمئنوا على كنوزه بعد الهجوم اللى أتعرض له المتحف المصرى على يد الجماعات المتطرفة والبلطجيةاللى لوثوا الثورة بجهلهم.

قال خالد : أنا عارف إن الشعب الفرنسى مولع بحب تاريخ مصر وآثارها .. قالت فاتن حمامة : دا من حبهم ضافوا كلمة جديدة للقاموس الفرنسى عارفها ياخالد ؟ قال لها مبتسما :

( الولع بحب مصر ) ماتخافيش انا مذاكر كويس، قالت فاتن حمامة : شعوب الدنيا مبهورة ومجنونة بتاريخنا وآثارنا وبتعمل متاحف للاثار المصرية اللى بتتهرب وبتتسرق من مصر .. وإحنا عندنا مخربين حاولوا تدمير المتحف وهدم تاريخنا .. على فكرة إنت حظك حلو ياخالد اصدقائى الفرنسيين حاروح بكرة الصبح معاهم المتحف المصرى .. إنت معزوم معانا بكرة الساعة تسعة الصبح .. داخل المتحف وقفت سيدة الشاشة مع اصدقائها الفرنسيين ومعهم خالد، واقتربت بوجهها البشوش من قناع وجه توت عنخ أمون ولاحظ الجميع التشابه بين ملامح الوجهين وصفقوا بشدة والتقطوا الصور التذكارية لهذا الحدث الجميل، وكاد خالد يطير من الفرحة من صدق اكتشافه للتشابه الواضح بين ملامح الوجهين وقام بالتقاط الصور السيلفى لهذ الحدث المثير، وقالت فاتن حمامة لاصدقائها بالفرنسية : الفضل يعود للاستاذ خالد .. هو صاحب الاكتشاف ده .. صور ياخواجة كويس واعمل سبق صحفى ببلاش وابعته بسرعة للموند والفيجارو والبركة فى الاستاذ خالد. وتناقلت وكالات الانباء ووسائل الإعلام والفضائيات والفيس بوك هذا الحدث الجميل ووصلت برقيات تهنئة وإعجاب لسيدة الشاشة من مختلف دول العالم، ومن السيد الرئيس وفى صالون شقتها قامت سيدة الشاشة بوضع صورة كبيرة لها من الصور التى تم التقاطها فى المتحف فى مكان بارز، وتأملت وجهها بجوار قناع وجه الفرعون المصرى الذهبى الصغير توت عنخ امون، وقالت مبتسمة : حقيقى خالد ده مجنون : فعلا يخلق من الشبه أربعين ياريت كل شباب مصر يكون عندهم الحس الوطنى الجميل ده والوعى برموز مصر وتاريخها العظيم زى خالد كده .. فعلا الفنون جنون ! شوف ياحضرة المجنون بسيدة الشاشة خد المفاجأة دى بكرة من النجمة حاتيجى معانا أنا وضيوفى الفرنسيين مجانين زيك بحب توت عنخ امون وتوأمه رايحين الاقصر نزور توءم روحى توت عنخ آمون مفاجأة حلوة مش كده ؟! اكتسى وجه خالد بالفرحة والذهول قالت فاتن حمامة :على فكرة اصدقائى دول ممكن ياخدوك معاهم فرنسا من كتر هوسهم بحضارة وآثار مصر، إنت بقيت تحفة بالنسبة لهم وفى منطقة وادى الملوك حيث توجد مقبرة توت عنخ أمون قال خالد وهو يدقق النظر فى وجه فاتن حمامة : هنا اكتشف لورد كارنافون وهوارد كارتر الإنجليزيان فى العشرينيات مقبرة توت عنخ أمون.. وقالت سيدة الشاشة ضاحكة : واليوم وبعد حوالى قرن من الزمان اكتشف المصرى خالد توءم توت عنخ آمون وضحك الجميع .. وفى داخل مقبرة الفرعون الذهبى الصغيرة فى مساحتها والكبيرة فى قيمتها ذات النقوش المبدعة صاحت سيدة الشاشة، وقالت : شايف ياخالد توت عنخ امون أهو ماشى فى موكبه العظيم .. شايف البنت الصغيرة اللى ماشية وراه وبتعزف على الهارب دى تشبه لى قوي.

استيقظ خالد من النوم وعيونه تذرف الدمع بعد ان عاش حلما جميلا وذهب لزيارة قبر فاتن حمامة ليترحم على روح سيدة الفن الرفيع التى سكنت وجدانه إلى الابد .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق