رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ديمقراطية أردوغان .. وقانون «زينب»!

إذا أردت أن تعرف إذا كان ما حدث في تركيا «انقلابا» أو «تمثيلية»، «إبحث عن المستفيد»، وستعرف الإجابة!

قبل الانقلاب الفاشل، أو «التمثيلية»، كانت شعبية أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» تتآكل، ولكن بعد أحداث الجمعة 15 يوليو، بلغت شعبيتهما عنان السماء، وأصبحت سلطاتهما مطلقة، وتحولت أحزاب المعارضة إلى «كومبارس» و«مطبلاتية» للحزب و«السلطان»، وكله باسم القانون والديمقراطية!

ميليشيات أردوغان اعتقلت سبعة آلاف إنسان، وعزلت مثلهم من الشرطة، ومعهم مئات القضاة، و70 محافظا، وما زالت تمارس إجراءاتها الإرهابية ضد كل معارضيها من عسكريين ومدنيين حتى يومنا هذا، بحجة أنهم «انقلابيون»، ولا أحد يتنفس الآن في تركيا ضد أردوغان، ومع ذلك، «ترتعش» دول العالم الحر في مطالبتها لإردوغان بضرورة احترام القانون وحقوق الإنسان، على طريقة «ادبح بس بشويش يا معلم»!

أردوغان عازم على استئناف تطبيق عقوبة الإعدام لتصفية كل معارضيه، فهي فرصة العمر، ومع ذلك، أمريكا لم تعترض، بل وأعلنت أنها تدرس طلب تسليم فتح الله جولن لأنقرة، أما أوروبا فتعاملت مع تركيا منذ بداية الانقلاب بطريقة «أطبطب وأدلع»، وكانت اعتراضاتها على القمع وانتهاك القوانين هناك «أداء واجب»!

وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أدلى بتصريح لا يمكن أن يصدر من دولة تزعم أنها ديمقراطية، قال فيه إن «مجرد انتقاد إجراءات مقاضاة مدبري الانقلاب يرقى إلى دعم الانقلاب نفسه»، وهو نفس مبدأ جورج بوش الإبن عندما قال بعد هجمات سبتمبر «من ليس معنا فهو علينا»، وأيضا كله باسم الديمقراطية، التي ما زال البعض يدعو لأن «نجربها»!

لم نر في مشاهد الاعتداء على جنود الانقلاب التركي شعبا، بل مسلحين ودواعش ومافيا شوارع وميادين وفيسبوك حفظنا أشكالهم وأساليبهم، ومع ذلك، لم يستح الإعلام الغربي من تكرار الحديث عن أن سبب فشل الانقلاب هو «توحد الأتراك بكل طوائفهم خلف رئيسهم المنتخب»، و«نزولهم للشارع دفاعا عن الديمقراطية»، والغريب أن وكالات الأنباء العالمية تستعجل عودة السياحة لتركيا «الآن»، و«رويترز» تمتنع حتى يومنا هذا عن وصف جرائم ميليشيات أردوغان الحالية بـ»القمع» أو «التنكيل»، وتصر على استخدام كلمة «التطهير»!

أما «العفو الدولية»، «هيومان رايتس ووتش»، البرلمان الأوروبي، وكل منظمات الدفاع عن الديمقراطية والصحافة في الدول الغربية، فصمت تام، لا حس ولا خبر، فانتهاكات تركيا لا تعنيهم، وليست مدرجة على جدول أعمالهم، فهم مع بعض الدول «عنتر» ، ومع تركيا التي ذبحت الأرمن وآوت داعش ودمرت سوريا وقصفت العراق وخربت مصر واعتقلت معارضيها، يتحولون إلى «.....»!!

وحسنا فعلت «سي.إن.إن» عندما اعترفت في مقال للكاتب بين ويدمان بأن ما حدث في مصر يوم 30 يونيو نجح بفضل المساندة الشعبية الهائلة على الأرض التي سبقت تحرك الجيش بأشهر بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية البائسة، وهو عكس ما جرى في انقلاب تركيا من فشل وفوضى ودماء! وحسنا فعلت الدبلوماسية المصرية في الأمم المتحدة أيضا عندما منعت مهزلة صدور بيان أمريكي «معيب» من مجلس الأمن يندد بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، لتضمنه عبارة «مريبة» تدعو إلى «احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا»، لأن صكوك الديمقراطية والشرعية ليست وظيفة مجلس الأمن أصلا!

إن ما حدث في تركيا مهزلة حقيقية باسم الديمقراطية، وقد لخصها ابني الصغير ذو السبع سنوات بسؤاله لي : «بابا، هو ممكن حد شرطة يقبض على جيش»؟!

ومن شرطة تركيا إلى شرطة مصر المعتدى عليها باسم الديمقراطية تبقى كلمة أخيرة : قديما قالوا «القانون مافيهوش زينب»، أما الآن، القانون فيه «زينب» و«حسام» و.. و..!

لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: