بعد ساعات عصيبة عاشتها تركيا، انقلبت الآية 360 درجة، وفشلت محاولة الانقلاب العسكرى فى الإطاحة بحكم الرئيس رجب طيب أردوغان،الذى أحكم سيطرته على الموقف بنسبة كبيرة أمس، رغم استمرار جيوب للمقاومة من جانب الانقلابيين فى أنقرة واسطنبول، فى الوقت الذى حظى فيه الرئيس التركى بمساندة دولية غير مسبوقة، دفاعا عن «الديمقراطية» و«المؤسسات المنتخبة».
وأعلن أردوغان من اسطنبول صباح أمس أن الانقلاب «فشل»، وأن حكومته هى التى تتولى مقاليد الأمور الآن، وأشار إلى أن القوات المسلحة لن تحكم تركيا، ووصف الانقلابيين بـ«الخونة»، وأكد ارتباطهم بالداعية فتح الله جولن المقيم فى الولايات المتحدة، رغم نفى جولن نفسه لذلك، بل وإدانته للانقلاب شأنه شأن الأحزاب التركية، بما فيها أحزاب المعارضة.
غير أن أردوغان حث فى الوقت نفسه أنصاره على البقاء فى الشوارع لحمايتها، ودعا فى رسالة نصية بعث بها إلى الأتراك إلى «الدفاع عن الديمقراطية»، محذرا من أن هناك موجات انقلابية قادمة ومتوقعة خلال الساعات المقبلة يجب التصدى لها، وأشار إلى أنه ما زالت هناك اضطرابات صغيرة فى أنقرة، وأنه يأمل فى التغلب عليها بسرعة. ومن جانبه، قال الجنرال أوميت دوندار قائد الأركان بالإنابة إن تركيا أغلقت صفحة الانقلابات للأبد ولن تفتحها ثانية، وأرجع الفضل فى فشل الانقلاب إلى رفض كبار قادة الجيش وقوات الشرطة للتمرد منذ بدايته.
وقال رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم إن الحكومة تدرس تعديلا دستوريا من أجل إعدام الانقلابيين، كما طلبت من واشنطن تسليمها جولن، وتقرر تشكيل لجنة من 40 قاضيا لمحاكمة الانقلابيين. وأشارت آخر محصلة إلى ارتفاع ضحايا محاولة الانقلاب إلى 265 قتيلا و1441 مصابا، كما لقى 104 من قادة الانقلاب مصرعهم، واعتُقل حوالى ثلاثة آلاف عسكرى من بينهم الكولونيل محرم كوسا المتهم بتدبير الانقلاب.
رابط دائم: