من غير المعتاد ان ينهي ممثل كوميدي عملا بالصراخ والعويل وناس يحملون نعشا بين طرقات المدافن، لم يكن فأل خير، هكذا علق البعض علي المشهد الأخير لمسلسل «مأمون وشركاه» لعادل امام، حتي بدا المشهد يحمل وصية عادل متعه الله بالصحة وليس مأمون، كان تقليديا لو انتهي المسلسل بمشهد زفاف مأمون وحميدة (لبلبة) التي احسنت أداء المرأة العجوز قبل ان تتصابي، لكن النهاية التي اختارها عادل امام مع الكاتب، أخرجته من شخصية «مأمون» وهو يتلو بصوته الوصية في اثناء تشييع الجثمان، ويسدي النصح لأولاده وشكر الله علي ماأنعم به عليه من ثراء وحب جمهوره العريض، كان المشهد مؤثرا وكئيبا بعد ان اختلطت فيه المشاعر بين الحقيقة والتمثيل، وتذكرت مقولته الساخرة «شفتني وانا ميت».ندين لكل إنسان أدخل السعادة لحظة في حياتنا، فما بالك بمن أسعدنا لنحو نصف قرن من الزمان، بداية من أفلام الأبيض والأسود التي تربينا عليها، وننتظر منه أعمالا مبهجة تخفف من توتر الواقع الذي فاق تراجيديات شكسبير. انتقاد العمل لا يقلل من قدر صاحبه، فكرة المسلسل نبيلة، العلاقات المتشابكة بين معتنقي الاديان السماوية وغير السماوية، ونظرية الاستحواذ والهيمنة الأمريكية، لكن الصياغة عملت علي تسطيح الفكرة، هذه نقطة ضعف كتابات يوسف معاطي، يمتلك أفكارا جيدة ولايحسن صياغة بعضها، اعتقادا بأن العمل الكوميدي لايحتاج عمقا حتي لايجهد عقل المتفرج! وان كان كثير من الأعمال الكوميدية تثبت العكس. رغم ذلك ليس من الانصاف ان يختزل تاريخ طويل في عمل واحد، ويتحول النقد إلي جلد للفنان, فقط عليك تغيير عتبة الكاتب.
لمزيد من مقالات سمير شحاته رابط دائم: