غريبة فعلا اختيارات الإنسان، يضحي بالصحة من أجل المال، ويضحي بالمال لاستعادة الصحة، ويضحي بالآخرين من أجل نفسه، ويضحي بنفسه في سبيل المصلحة، ومن حرصه على المستقبل، يهدر الحاضر والمستقبل، يعيش وكأنه لن يموت، وحين يموت يكتشف أنه لم يعش الحياة التي يريدها.
هذا ما نفعله بأنفسنا، نشيد جدرانا ونعيش خلفها، مع أنه لا حياة بلا حرية، ولا حرية بغير مسئولية، لكننا لا نعرف ماذا نريد، ولا نحاول أن نعرف، فالتحديات لا تنتهي، والنتيجة كما ترى، لا أحد يحقق الكثير، وحتى من ينجح ليس سعيدا، الكل يشكو، وما نشكو منه هو محصلة اختياراتنا.
بلا سعادة لا معنى للحياة، والحل ليس في الشكوى، وإنما في التغيير، لكنه طريق صعب، ولا يوجد خيار آخر، المشكلة أننا نقلق لأتفه الأسباب، ولا مشكلة في القلق، بل في كيفية التعامل معه، والحل: اهزم قلقك واقهر مخاوفك، تخيل أسوأ الاحتمالات، ادرسها جيدا، سوف تجد أن مخاوفك في غير محلها.
الإنسان يحب الحياة، وهذا لا يكفي، فالمهم أن يعرف كيف يديرها، ومهما كنت الأفضل، هناك من هو أفضل، لا تدع المنافسة تنسيك حياتك، السعادة أن تفعل ما تحب، وتعيش كما تحب، مع من تحب، عش حاضرك، وخطط لمستقبلك، المهم ألا تخطط للمستقبل على حساب الحاضر.
حين تصبح الحياة بلا طعم، واليوم نسخة من الأمس، فلا مفر من التغيير، وهذا هو التحدي، يمكنك أن تكرر نفسك، أو تجدد حياتك، فالاختيار لك، وكلها اختيارات صعبة.
لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود رابط دائم: