رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
حتى لا يزداد الفقراء فقرا!

2 - إذا كانت تقديرات المنظمات الدولية تقول إن ما يقرب من مليار ونصف المليار نسمة يعيشون حاليا تحت خط الفقر فى الدول النامية والفقيرة فإن هذا الرقم سوف يتزايد بنسبة مخيفة مستقبلا.. وربما يزيد من حجم الكارثة أن هذه الزيادة السكانية يقابلها بكل أسف نقص فى الغذاء.. فما هو معنى ذلك?

معناه أن الذين سيتركون الحبل على الغارب لمثل هذه الأوضاع المتردية سوف يزدادون فقرا على فقرهم.. والفقر - والعياذ بالله - آفة مرعبة لأن الفقر ليس مجرد احتياج واستدانة وعجز عن الوفاء بالمطالب الأساسية وإنما الفقر كارثة متعددة الأجنحة.

وليس يخفى على أحد أنه فى ظل الفقر تنتشر أمراض سوء التغذية التى - كما تقول إحصائيات وتقارير المنظمات الدولية - تؤدى إلى توقف عجلة التنمية بشكل عام وانتشار أمراض سوء التغذية وتعذر توفير مساكن لإيواء البشر وتراجع إمكانات توفير فرص التعليم والرعاية الاجتماعية الواجبة فضلا عن تزايد معدلات إصابة الأطفال بالأمراض المعوقة أو بلوغ حالة الوفاة.

وإلى أن يسود العدل الاجتماعى الغائب فى النظام العالمى الذى هو انعكاس لغياب العدل السياسى فإن على الدول الفقيرة والنامية أن تتأهب لمواجهة الأخطار المحتملة من استمرار تفاقم خطر الزيادة السكانية.. ولكن تلك أيضا مسئولية يجب أن تتحملها الدول الرأسمالية الغنية لتفادى مخاطر تزايد معدلات الهجرة غير الشرعية وشيوع ثقافات الفوضى والعنف والإرهاب!

وأظن أنه ليس بمقدور أحد أن يجادل في أن كل مشكلات الفقر والجوع في العالم ترجع في المقام الأول إلي سيطرة الاقتصاد العالمي الذي تدير الدول الغنية دفته منفردة وبالذات في مجال الغذاء إلا أن ذلك لا ينفي مسئولية استسلام الدول النامية لهذا الواقع الذي بدأ في شكل استسلام سياسي واقتصادي مخيف أسهم في توفير التربة الملائمة لنمو جماعات العنف والتطرف والإرهاب.

ومع كل الاحترام والفهم والتقدير لأى جهود أو مبادرات ذاتية نقوم بها في مصر لاحتواء خطر الزيادة السكانية فإن التركيز فقط علي البعد الاستثماري واستمرار إغفال البعد الاجتماعي يظل بمنزلة نقطة ضعف تستوجب البحث عن رؤي وأفكار جديدة في ضوء تضاعف عدد السكان في 30 عاما فقط من 45 مليونا عام 1986 إلي 90 مليونا عام 2016!

خير الكلام:

<< الأرض المبتلة تحتاج إلي ماء قليل!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: