رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
فى توقيت بالغ الأهمية لأبناء القارة السمراء، يجتمع رؤساء الدول والحكومات الأفارقة فى قمة جديدة بالعاصمة الرواندية كيجالى يومى الأحد والإثنين المقبلين (17 و18 يوليو) لبحث أولويات واهتمامات الشعوب المختلفة فى القارة التى ما زالت محطاً لاهتمام القوى الاقتصادية العالمية وتبشر أرضها بمستقبل تنموى واعد فى العقود المقبلة فى ظل طفرة سياسية واجتماعية كبيرة فى مختلف دولها. عودة مصر من جديد بقوة إلى مجالها الحيوى فى إفريقيا فى العامين الماضيين تجرى وفقاً لرؤية واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يوجه ناظريه صوب الأشقاء الأفارقة ليس بدافع المصلحة الوطنية الخاصة فقط ولكن عن وعى بأن مساهمة مصر فى عملية البناء والتعمير والتنمية هى واجب ومهمة لم يكن يصح أن تتخلى مصر عنها يوماً، ومن تلك الرؤية السياسية، التى تتطور يوما بعد يوم، انطلقت آفاق التعاون الاقتصادى مع دول حوض النيل وتضع الشركات المصرية أقدامها بقوة فى مناطق مختلفة من القارة وأصبحت لغة الصداقة وبناء الثقة والمصلحة المشتركة عنواناً ظاهراً يعيد الاعتبار لعلاقات إستراتيجية أصابها الإهمال سنوات طويلة. وقد كانت مصر سباقة لبناء جسور على أسس جديدة عندما استضافت فى مطلع العام الحالى مؤتمر الاستثمار فى إفريقيا تتويجا لمرحلة الانفتاح على القارة وجاءت اجتماعات وزراء الدفاع بدول الساحل والصحراء فى شرم الشيخ لتؤكد أن رفع مستويات التنسيق السياسى والتعاون الاقتصادى والتجارى والعلمى والتكنولوجى بين الأفارقة لن يتحقق بشكل فعال دون رؤية أمنية واستراتيجية تصل بنا إلى منظومة متكاملة للتعاون تراعى حق المواطن والمجتمع فى توفير الحماية والأمان وهى المنظومة التى يعكف زعماء القارة على تطويرها حالياً، وليس غريبا أن تتفق الحكومات على اعتماد عام 2016 عاماً لحقوق الإنسان والتركيز على حقوق المرأة كعنوان وشعار للقمة القادمة الـ 27 فى كيجالي. وتعد زيارات الزعماء ورؤساء الحكومات وكبار المسئولين الأفارقة للقاهرة فى العامين الماضيين خير شاهد على التطور فى العلاقات الثنائية والعلاقات المتعددة الأطراف فى القارة الإفريقية وعودة مصر إلى لعب أدوار فى حل النزاعات والوساطة الموثوق فيها فى كثير من القضايا فيما تؤكد الدبلوماسية المصرية طوال الوقت أن رؤية مصر تقوم على الاحترام المتبادل والصداقة العميقة المخلصة ولا تعكس بعض الكتابات السطحية ـ أو التقارير المنقولة عن وسائل إعلام أجنبية، تعبر عن مصالح دول وجماعات مصالح فى الخارج ـ السياسة الرسمية، والشعبية، المصرية التى تنظر إلى تعظيم الفوائد من العلاقات الثنائية والقارية دون الانجرار وراء فخاخ ترمى إلى بث الفرقة والشكوك بين الأفارقة. تلك رسالة حب وتقدير من «الأهرام» الصحيفة الأكثر ارتباطا على مدى تاريخها بقضايا القارة ورسالة حب من المصريين إلى الشعوب الإفريقية الشقيقة وقاداتها الذين يبادلون مصر، تاريخياً وحاضراً، الاحترام والتقدير والتمنيات الخالصة بأن تحمل العقود القادمة حظوظا أفضل لأبناء إفريقيا على جميع الأصعدة كثمرة للصداقة والتفاهم وإعلاء قيمة العيش والمصالح المشتركة. نحن نتطلع جميعا إلى إفريقيا الجديدة ومصر لم ولن تبخل عن دعم ومساندة أشقائها لأنها بلد صاحب رسالة راقية منذ القدم. تحية إلى إفريقيا.. لمزيد من مقالات محمد عبد الهادى علام