رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رؤيه حره
زيارة لمسجد «يانج هانج» بالصين!

خلال زيارتى الأخيرة للصين، أتيحت لى الفرصة لزيارة العديد من المدن والمناطق التى يعيش بها مسلمون، كما زرت العديد من المتاحف التى تضم آثارا إسلامية ومواقع أثرية إسلامية، ومقابر قديمة لتجار مسلمين قدموا إلى الصين منذ قرون عدة، بهدف التجارة ونشر الدين معا، وكذلك لرواد صينيين ممن خاطروا بحياتهم وحاولوا التواصل مع العالم الإسلامى والتعرف على ثقافته، فى وقت لم تكن هناك طائرات تنقلهم خلال ساعات أو بواخر تقلهم خلال أيام، ولم يكن سوى الدواب والجمال والخيل، وكانت الرحلة أو المغامرة تستغرق شهورا وربما سنوات.. وقد يعود منها المغامر حيا وقد لا يعود، ولكن ذلك لم يمنع المسلمين الأوائل من اقتحام «أسوار» الصين العظيمة وطلب العلب منها، ونشر دينهم بين سكانها. وفى مدينة أورومتشى عاصمة إقليم شينجيانج، الذى يتمتع بالحكم الذاتى منذ 60 عاما وذى الأغلبية المسلمة التى يصل تعدادها لأكثر من 22 مليون نسمة، زرت العديد من المعاهد الإسلامية، والمساجد، وتجولت مع أعضاء الوفد الإعلامى من تركيا وأفغانستان فى شوارع وأسواق المدينة، وتحدثنا سواء معا أو فرادى مع السكان، والمسئولين وأئمة المساجد عن أحوال المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم، وقدرتهم على ممارسة شعائرهم بحرية، وتضم مدينة أورومتشى وحدها نحو 450 مسجدا، فى حين يصل عدد المساجد فى إقليم شينجيانج البالغ مساحته مليونا و600 ألف كيلومتر مربع (خُمس مساحة الصين)، نحو 24 ألف مسجد.

لكن مسجد يانج هانج ـ يطلق عليه البعض اسم مسجد «البخاري»، الواقع فى قلب المدينة ووسط آلاف المصلين، يظل الأكثر تميزا وروحانية، حيث يتسع المسجد لأكثر من 5 آلاف مصل فى ثلاثة طوابق غير ساحته الرحبة، ثم إن الصلاة ـ خاصة صلاة الجمعة ـ امتدت إلى الشارع الرئيسى الذى يطلق عليه المسجد، حتى إن السلطات عطلت المرور به حتى ينتهى المصلون من أداء صلاة الجمعة، فى مشهد روحانى رائع لا تحسه إلا فى المساجد الكبرى مثل الحرم المكى أو الجامع الأزهر أو مسجد السلطان حسن.

وكان أغلب المصلين يرتدون الملابس البيضاء، ويضعون «طاقية» صغيرة بيضاء أيضا على رؤوسهم وتفوح منهم رائحة العطر، فضلا عن رائحة البخور الذى يفوح من كل ركن فى المسجد، ولاحظت أن هؤلاء المسلمين أكثر خشوعا وورعا فى صلاتهم من كثير منا. بقى أن تعرف أن الإسلام وصل إلى تلك المنطقة المترامية البعد عن مولده، فى عهد الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه، أى لم يكن قد مر على مولد الإسلام أكثر من 30 عاما فقط!

لمزيد من مقالات منصور أبو العزم

رابط دائم: