رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هوامش حرة
مصر التى أعرفها

هناك أموال عربية كثيرة شاركت فى إنتاج مسلسلات هذا العام والتى تجاوزت 30 مسلسلا بلغت تكاليفها 2 مليارين و200 مليون جنيه لم أشاهد فى كل هذه المسلسلات مشهدا واحداً يتحدث عن مشكلة أو ظاهرة فى دولة عربية .. ان كل الكوارث والفضائح والخيانات والإرهاب والدم فى مصر كأننا نتلقى كل هذه الأموال فقط لنشوه صورة بلدنا ونتاجر بفضائحنا..ان كل الخيانات الزوجية مصرية وتبدأ بالخيانة بين الأقارب وتنتهى بعشرات الخيانات الأخرى رغم ان الخيانة ظاهرة إنسانية وضيعة يمكن ان تكون فى اى بلد آخر..وفى دنيا المخدرات وهى كارثة عربية بل دولية كل المساطيل مصريون والدخان والسموم يطوف فى الشوارع .. والانفلات الامنى والقتل والإرهاب يحدث فى كل العواصم العربية ولكنه فى المسلسلات نشاط مصرى خالص فى ظل غياب للأمن بصورة لا يصدقها احد خاصة إذا تجاهلنا مئات الآلاف من رجال الشرطة الذين يطوفون فى الشوارع ليلا ونهارا فما بالك بمئات الشهداء فى سيناء الذين دفعوا حياتهم فداء للوطن..ان الأسوأ من ذلك كله ان المسلسلات تتاجر بهموم الشباب وتفتح لهم أبواب الأمل فى طريق واحد وهو الانحراف والجريمة والتجارة فى كل شئ فى الآثار والمخدرات والقتل والإرهاب ودعوات صريحة لممارسة العنف وكأننا نعيش فى دولة خارج التاريخ ووطن خارج الزمن..كنت أتصور ان يكون للعالم حولنا نصيب مما نقدمه من دراما خاصة إذا كان الأشقاء العرب مشاركون فى إنتاج هذه الأعمال ودفعوا ملايين الجنيهات لنجومنا الكبار لنشر فضائحنا .. أحيانا كنت أشاهد المسلسلات وأتساءل كيف يرانا العالم العربى الآن وهم يشاهدون كل هذا الإسفاف وهذه الخيانات وهل هذه هى المرأة المصرية التى صنعت ثورتين وأسقطت طاغيتين وقدمت للعالم أروع النماذج فى الشهادة جنودا فى ساحة الدفاع عن الوطن وشبابا مات فى سبيل الحرية والكرامة..المرأة المصرية الأم والابنة والزوجة المكافحة ليست سكان المنتجعات وجلسات المخدرات والخمور والخيانة الزوجية لو ان أعداء مصر قدموا هذه المسلسلات ما جاءت فى هذه الصورة التى أساءت إلى كل شئ فى هذا البلد والله عيب وحرام.
[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: