للعقل فقط
ليليان داود .. تحية واجبة

قبل سنوات وأثناء عملها فى الـ «بى بى سي» فاجأتنا ليليان داود بمواجهة مثيرة لقضايا المثليين فى العالم الإسلامي، وبطريقة هادئة بعيدة عن التشنج والانفعال والافتعال تحاور المتحاورين وكان هناك حرص من منطلق مهنى ألا يكون ثمة انحياز لفريق دون آخر، وعلى هذا النحو الجاد سارت ليليان، وفى كل اسبوع نكون معها على موعد مع برنامجها وفيه أطروحات غير تقليدية تصب جميعها فى هموم المجتمع العربى إجمالا ، والأمر لم يختلف بعد خروجها من هيئة الإذاعة البريطانية واشتغالها فى شبكات فضائية أخرى، ولأن الموضوعات تثير وجهات نظر متباينة فبالقطع وارد أن يحدث خلاف واختلاف تجاه إشكاليات بعينها، وربما كان الشطط عنوان بعضها إلا أن هذا يظل مقبولا ومستساغا ويمكن الرد عليه فى مجتمع ينشد الديمقراطية والتنوع.

لكن أن يذهب أفراد من قوات الأمن لمنزلها واصطحابها للمطار بهذا الشكل الذى سمعناه فهذا لا يليق فضلا على انه يسئ لسمعة الدولة التى ليست فى حاجة للمزيد، ويكفى المتربصين الذين يريدون جنازة كى يشبعوا فيها لطما، وقد حدثت بالفعل متاجرات مبتذلة ومزايدات رخيصة كنا فى غنى عنها .

ومع افتراض وجود أسباب أخرى لا نعرفها، كان يمكن التعامل مع الاعلامية المرموقة بطريقة أفضل كثيرا من تلك التى اتسمت بالفظاظة وعدم الكياسة أما مسألة الإقامة فلدينا آلاف بدون إقامات منهم من يقومون باعمال غير محترمة ليلا ونهارا. باختصار ماحدث لا يليق ببلد خاض ثورتين خالدتين من أجل الحرية والدولة المدنية الحديثة ، ولا يسعنى سوى أن اتوجه لليليان داود بكل التقدير والاحترام.

لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد