أكد السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أن عودة و تطبيع العلاقات التركية - الاسرائيلية لم ولن تؤثر علي مصر، حيث ان مصر لا تسمح بالتدخل من جانب أى طرف أو دولة، موضحا أن سبب القطيعة بين تل أبيب وأنقرة فى الماضى يرجع إلي هجوم القوات الإسرائيلية علي سفينة الأغاثة التركية (مافي مرمرة) التي كانت متجهة إلي غزة لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، حيث قامت بسحب السفينة إلي أحدي الموانئ الأسرائيلية وهو ما أدي إلي تصعيد الأزمة بين الجانبين.
حيث طالبت تركيا اسرائيل باعتذار رسمي ودفع التعويضات اللازمة لها،و ظل الأمر بين شد وجذب حتى تم أخيرا التوصل إلي اتفاق بين الطرفين تلتزم فيه آسرائيل بدفع ٢٠ مليون دولار تعويضات لتركيا ومن ثم عودة العلاقات الثنائية . وأشار زهران إلى انه من ضمن العقبات التى حالت دون توقيع هذا الإتفاق من قبل اشتراط تركيا رفع الحصار عن غزة ، قبل أن تعود تركيا وتتخلى عن هذا الشرط ويتم توقيع الاتفاق بدون إلزام اسرائيل بفك الحصار عن غزة.
وفيما يتعلق بصراع تركيا في الأراضي السورية أكد زهران أن مصر من أنصار عدم تدخل تركيا أو غيرها في الشئون السورية ولابدأن نحافظ علي استقلال والسلامة الإقليمية لسوريا ويتوجب علي أطراف الأزمة السورية التوصل إلي تسوية ترضي كافة الأطراف ، بالاضافة إلي رفضنا احتلال آسرائيل مزارع شبعا في لبنان وايضاً احتلال الجولان في سوريا، فمصر ترفض وجُود اسرائيل في أراض عربية محتلة ولا تقبل مصر اكتساب الأرضي عن طريق القوة غير الشرعية .
وعن تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية بعد جمود استمر ٦ سنوات يقول السفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية انه تعبير واضح عن القاعدة الأقدمً في العلاقات الدولية والمتمثلة في انه لا توجد صداقات دائمة أو عداوات دائمة وإنما مصالح دائمة ، وقد تضمنت هذة المصالحة تنازلات متبادلة من الجانبين إلي جانب مكاسب ايضا للجانبين، وأيضا فإن التوجة التركي نحو إسرائيل هو جزء من تحرك تركي أوسع يستهدف خروج أنقرة من عزلتها الأقليمية والدولية من خلال استعادة علاقتها بشركاء سياسيين وإقتصاديين تقليديين مثل اسرائيل وروسيا بعد اعتذار أردوغان عن إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر ٢٠١٥.
وأضاف أنه اذا ما تحدثنا عن الأسباب الكامنة وراء هذا التحرك التركي للمصالحة فسيأتي في مقدمتها حقيقة أن تركيا تعتبر ( تل أبيب) بمثابة جسر لعلاقات انقرة بواشنطن، فالمصالحة بين اسرائيل و تركيا كانت هدفا أمريكيامنذ فترة خاصة بعد الحرب في سوريا وتعقد المشهد هناك وفي هذا السياق يجب أن لاننسي أن الاعتذارالشفهي الذي قدمه نتانياهو لأردوغان عن حادث مافي مرمرة كان بضغوط من أوباما خلال زيارته تل أبيب في مارس٢٠١٣
وأشار السفير عزت سعد إلى أن وراء التحرك التركي نحو التطبيع مع اسرائيل التحولات الجارية في المنطقة والتي دفعت البلدين الي اعادة تقويم العلاقة الإستراتيجية بينهما ولعل ابرز هذة التحولات اولا: الأزمة السورية وانعكاستها السلبية علي تركيا خاصة مع صعود نفوذ حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي الذي يقود معارك ضد داعش بدعم غربي وهو ما تعتبره أنقرة تهديدا لأمنها القومي ، أما التحول المهم الثاني ؛ فهو تداعيات الصفقة الإيرانية النووية مع مجموعةال (٥+١) والتي وقعت في ١٤ يوليو عام ٢٠١٥ حيث تتلاقي المصالح الإستراتيجية لكل من تركيا وإسرائيل .
وأضاف السفير انه من بين الأسباب الرئسية المهمة لتحرك تركيا هو أن للدولتين مصالح أقتصادية مشتركة منها رغبتهما في التعاون في مجال الغاز الطبيعي بمعنى بيع إسرائيل الغاز لتركيا التي تسعي لتنويع مصادر تزودها للغاز لسد احتياجاتها , وبما يحقق حلم اردوغان بأن تصبح بلاده مركزا رئيسيا لتصدير الغاز لأوروبا وهناك مشروع خط أنابيب مقترح لنقل الغاز الأسرائيلي لتركيا عبر المتوسط ، ومشروع اخر لنقل الغاز الروسي لتركيا عبر البحر الأسود كان قد تم الإتفاق بين أنقرة وموسكو عليه قبل تدهور علاقاتهما بعد إسقاط الطائرة الروسية وتعتقد اسرائيل أن أكتشافات الغاز الجديدة لديها تمنحها فرصة كبيرة لتعزيز قوتها وهو ما دفعها لتعزيز تعاونها مع قبرص واليونان لتطوير حقول الغاز ، هذا كلة إلي جانب عودة السياحة الإسرائيلية لتركيا فهذا يعد مكسبا إضافيا لتركيا من وراء المصالحة .
وأوضح السفير عزت سعد أن هذه المصالحة التركية الأسرائيلية لن يكون لها تاثيرات ذات بال علي مصر ومع ذلك يجب متابعة التعاون المنتظر بين الجانبين في مجال الغاز الطبيعي ومدي تأثير ذلك علي مصر في ضوء الاكتشافات الكبري الأخيرة والتي تجعل من مصر قوة كبري في هذا الشأن.
رابط دائم: