رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الحلم الكبير

أنا فتاة فى سن الخامسة والعشرين‏,‏ نشأت في أسرة بسيطة لأب يعمل أرزقيا‏,‏ وأم ربة منزل لا دراية لها بأمور الحياة‏,‏ ولا تغادر البيت أبدا‏,‏ وثلاثة أشقاء بمراحل التعليم المختلفة‏,‏

وكان أبي يواصل عمله ليلا ونهارا لكي يوفر نفقات الأسرة, ويشتري لنا ما نحتاجه من كتب وأدوات دراسية, ومرت الأيام عادية ونحن راضون بما قسمه الله لنا, وجاء يوم شعر أبي فيه بالتعب فلم يستطع الخروج إلي العمل فحملناه الي المستشفي، وبدأ الأطباء في سلسلة من التحاليل والأشعات لتشخيص حالته, ولم يمض وقت طويل حتي فاضت روحه إلي بارئها وسبحان من له الدوام, وأخذت حياتنا شكلا جديدا, وأصبح علي أمي التي لا تعرف شيئا خارج جدران المنزل أن تتحمل المسئولية، وبدخل بسيط هو معاش الضمان الاجتماعي, وبعد شهور حصلت على الثانوية العامة بمجموع أهلني للإلتحاق بمعهد عال للهندسة بالمصروفات, ولكن كيف لمن هي في مثل ظروفي أن تفكر في دخوله، ومن أين لها بمصاريفه الباهظة؟

المهم أنني لم أستبق الأحداث وقررت ان أمضي في تقديم أوراقي إلى المعهد, وأنتظر ما سيحدث لي، وبعد قبولي فيه حان موعد دفع المصروفات.

ومضت أسابيع وأنا أرى الأمل يتبدد أمامي, وفجأة طرق بابنا رجل طيب علم بظروفنا, وقال لي انه سدد مصروفات الدراسة داعيا لى بالتوفيق, وغادرنا الرجل ولا أعرف إلي أين ذهب، لكني احسست بفرحة غامرة لم أشعر بها من قبل, وطرت إلي المعهد، وأقبلت علي الدراسة بشغف, وكدت التهم الكتب التهاما، ومر العام الدراسي سريعا, ونجحت بتفوق, ثم اسودت الدنيا أمامي من جديد مع بداية العام التالي.

وبمرور الشهور فقدت الأمل في مواصلة الدراسة بسبب المصروفات, وأدركت انني تماديت في أحلامي، وتقوقعت في المنزل, وكلما نظرت إلي اخوتي أحس بغصة في حلقي وتنساب الدموع من عيني, وقد أصابني الهزال وحاصرتني الأمراض, وأصبت بنزيف مستمر في اللثة, فذهبت إلي المستوصف الخيري القريب منا, فقال لي الطبيب انني مصابة بورم في فمي ولابد من استئصاله فورا, حتي لا تتفاقم حالتي, وعلم بعض الجيران الطيبين بما أنا فيه فجمعوا المبلغ المطلوب للجراحة, ودخلت غرفة العمليات وأزال الطبيب الورم, وانتظرت بعدها ان يتوقف النزيف ولكن لم يحدث, بل لقد زادت آلامي، وتبين أنني في حاجة إلي أشعات وفحوص جديدة لبيان سبب متاعبى المستمرة، فأصبت بصدمة شديدة دمرتني نفسيا, وضاعفت عذابي, وسألت نفسي كثيرا: ماذا أفعل؟.. وهداني تفكيري إلي أن أطرق بابكم عسي أن أجد لديكم من يعينني علي تخفيف آلامي، فذهبت إليكم ذات صباح, ووجدت في انتظاركم أشخاصا كثيرين لكل منهم طلب خاص فجلست بينهم أنتظر دوري، ومرت ساعة سمعت خلالها روايات بعض من أتوكم طلبا للمساعدة, ووجدتهم جميعا يعيشون مآسي وأمراضا خطيرة, وأشد مني حاجة أعانهم الله علي ماهم فيه، فخجلت من لقائكم وأنا أري حولي كل هؤلاء المطحونين والبؤساء، فخرجت من الباب الذي دخلت منه وعدت إلي المنزل, وحاولت أن أتحمل آلامي, لكنها ازدادت قسوة, وزاد النزيف بشكل مخيف, وجدد الأطباء تحذيرهم لي من أن العواقب التي سوف تنعكس علي صحتي ستكون وخيمة اذا لم تجر لي الفحوص والجراحة اللازمة لى، فهل هناك أمل في انتشالي من آلامي, وكفاني ما لقيته في حياتي من هموم وأحزان؟

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

< في الحياة دائما متسع لتحقيق الأماني بشرط الصبر والعزيمة والإصرار, وأنت مثال للفتاة الدؤوب الطموح التى رسمت لنفسها هدفا فى الحياة وسوف تحققه بعون الله، فبقدر سعى الإنسان فى الأرض يوفقه سبحانه وتعالى، ويكتب له من لدنه أجرا عظيما، وكلى يقين بأنك سوف تشقين طريقك في الحياة، وتنفضين عنك الهموم والأحزان، فالحق تبارك وتعالى يقول فى كتابه الكريم" ان مع العسر يسرا" فالحياة مزيج من السعادة والحزن، والضيق والفرج، كما يقول عز وجل "لقد خلقنا الإنسان فى كبد" فلا شقاء إلى الأبد، ولا راحة دائمة، فانظري إلي الدنيا بعين جديدة غير تلك العين اليائسة، وسوف تتفتح لك أبواب السكينة والطمأنينة، بعد أن ييسر الله لك الأمور, فتفضلي بزيارتي في بريد الأهرام، وليدبر الله أمرا كان مفعولا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    هو الرزاق
    2016/07/01 13:45
    0-
    0+

    شفاك الله
    نريد ان نساهم ونساعد كيف السبيل الى ذلك
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    نصر ابراهيم
    2016/07/01 02:34
    0-
    2+

    الحلم الكبير
    انا اريد ان أتحمل مصاريف دراستها وعلاجها وانا مقيم في سيدني تليفوني ٠٠٦١٤١٣٠١١٣٩٢
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق