رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الرضا.. جنة الدنيا

الرضا جنة الدنيا للمؤمنين .. عن طريقه يلقون هموم الواقع ومشكلات النفس وضيق ذات اليد أو عدم وتأخر تحقيق الأماني ، ويستريحون مع صعوبة أعباء متطلبات الحياة اليومية من تعليم وصحة ومواصلات وسكن وغيرها ،

فالرضا كبسولة الشفاء للنفس وراحة البال وسرور للقلب من أوجاع الحاجة ، وعكسه السخط والقلق والمرض وعدم الإحساس بعطاء الله ونعمته وخيراته  ، وهذا لا يفهمه سوي أولي البصائر الراضين بالمقادير الإلهية، وبقول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم " وارض بما قسم الله لك تكن أغني الناس".   
 

والرضا ليس كلمة تقال ولكنه يقين وقبول لأحكام الله في السراء والضراء ، وأن ما قسمه الخير كله وكما يصف الحبيب النبي " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن إصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وأن إصابته ضراء صبر فكان خيراً له " ، فإذا كنت فقيراً فأنظر لمن حولك تجد من أشد فقرأ ، وإن كنت مريضاً وتشتكي التعب فهناك من هو أكثر مرضاً وربما لا يتحرك أو يتكلم أو يستطيع إيجاد علاجا ودواء ، وإن حس الحزن وكدر العيش فيكون الرضا بما قسمه الله فهناك من أكثر حزنًا وكآبة وبلاء، وكما يري علماء النفس أن كثيراً من المشاكل والهموم والضغوط النفسية للغالبية تظهر نتيجة ضيق الحال وصعوبة الحياة وقصر اليد وأسبابه عدم الرضا والشعور بعدم حصوله علي ما يريد أو خوفه من زوال ما يمتلكه أو عدم اقتناعه بما عنده من نعم ومتع وتمني ما عند غيره .

وربما المصريين الشعب الوحيد علي وجه الكرة الأرضية وبصفه أقدم شعب تجد نسبة السعداء به مرتفعة رغم صعوبة الحياة اقتصاديا واجتماعيا بل وربما الحرمان من متطلبات الحياة الأساسية ، مما يحير الأطباء النفسين في تفسير دوافعه إلا إذا أرجعوا مفهوم السعادة بعدم الارتباط بكثرة المال أو متع الحياة ، ولكن الرضا بالموجود يغني من رب الوجود وغير نصيبك لن يصيبك، وربنا يعطي البرد علي قد الغطاء هي ليست أقوال جوفاء، وإذا أردنا تطبيقه علي حالنا والمطالبة أن نكون كتلة واحدة يستعصى معها التفرقة إلا أن المساواة في الظلم عدل، وعدم كبسولة صبر المصريين بالرضا دون بصيص غد مشرق في عدالة اجتماعية، ولا ندفن رؤوسنا في الرمال فالكثير غاضب وربما يائس، نريد فقط الاطمئنان علي مستقبل أولادنا من العوز والفقر والمرض وتعليم نافع وسكن لائق فلا نقتل في مستشفي أو طريق وعبارة .. نريد أن نكن شركاء كرماء.

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ

رابط دائم: