رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أزمة السياحة.. من «التوك شو» إلى التذكرة بريال

< كتبنا الأربعاء الماضى على هذه الصفحة مقالا عن أهمية تنويع الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر حتى لا نظل أسرى الأسواق الأوروبية التقليدية الكبرى وما يحدث فيها من تقلبات..

وقلنا حسنا تحرك وزير السياحة يحيى راشد وقام بزيارة إلى ألمانيا لمقابلة منظمى الرحلات الكبار هناك، وفى الاتجاه نفسه أعلن أهمية السوق العربية ودعم مبادرات القطاع الخاص لتنشيط السياحة فى موسم الصيف المقبل. . لكن هذه التحركات لابد أن تعقبها تساؤلات منها: هل تم حل مشكلات منظمى الرحلات الكبار فى ألمانيا؟ وهل تم حسم موضوع دعم أو تحضير الشارتر والحملات الإعلانية المشتركة؟ وهل تم حل مشكلة المكتب السياحى؟ إننا نرجو ألا تكون الأمور معلقة حتى يمكن أن يتحرك هؤلاء معنا فى اتجاه استعادة الطلب على مصر.. وإذا كان الوزير قد طلب منهم التقدم بطلباتهم ومشكلاتهم لحلها.. فهذا جميل.. لكن الأهم أن تحل المشكلات فورا لأن هذا هو الذى سيولد الثقة والمصداقية بين الطرفين، وبالتالى يمكن أن يقوم التعاون لاستعادة الطلب على مصر.. تلك هى القضية.. استعادة الطلب!!

< فى الإطار نفسه فإن منظومة العمل فى السوق العربية تحتاج إلى إعادة نظر.. صحيح أن وزير السياحة نفى علاقته بمبادرة بعض شركات السياحة والطيران التى أعلنت أنها ستبيع تذكرة الطائرة فى السعودية بـ «ريال» كنوع من التسويق السىء الذى أحدث سمعة بالغة السوء للمقصد المصرى.. لأن السعودية ليست هى المكان الذى تعلن فيه مثل هذه المبادرات.

لكن الأهم عندى أن الأمر يجب ألا يتوقف أبدا على «حسن النية» عند وزير السياحة عند التعامل مع القطاع الخاص ومن يقرأ ما كتبه السعوديون أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعى من رفض لهذا الأسلوب فى التسويق يتأكد أن هذه المبادرة لا يمكن أن تكون أبدا إنقاذا لموسم الصيف المقبل، بل لخدمة أصحابها، تماما مثل الذين يخرجون علينا يوميا من رجال القطاع الخاص والغرف السياحية فى برامج «التوك شو» وهدفهم الترويج لمصالحهم لكنهم يغلفون كلامهم بأن السياحة ستعود إلى مصر وأن مصر أهم دولة سياحية فى العالم وكلام من عينة «أنا شجيع السيما» وبدون عمل وبدون كيف ستعود؟ وكله فهلوة فى فهلوة فى زمن أصبح لا يعتمد إلا على العلم والعمل.

< اقرأوا معى سطور هذه الرسالة المهمة التى أرسلها لى الأخ مصطفى خليل، أحد شباب أبناء السياحة المتميزين

الأستاذ/... العلم والعمل كلمتان حروفهما واحدة فى العدد وتختلفان فقط فى ترتيبها، وهما سر تقدم الدول فبدونهما أو بدون إحداهما ترتبك الدول وتدور فى فلك العشوائية.

عاش ويعيش قطاع السياحة فترات عصيبة بسبب عدم وضوح الرؤية سواء على المستوى القريب أو البعيد، تمر الأيام والشهور والسنين ونحن واقفون بلا حراك وينظر إلينا العالم متعجبا على لومنا له.. ويتساءل: ماذا يريدون منا؟ وننتظر الصفح الروسى والعفو الإنجليزى لعودة السياحة.

لقد امتنع الروس أيضا عن السفر إلى تركيا.. فهل تأثرت تركيا بتوقف حركة السياحة الروسية كما تأثرنا؟ الإجابة لا.. على الرغم من أن أعداد السائحين الروس إلى تركيا تفوق أعداد الروس إلى المقاصد المصرية.. وهل درسنا لماذا لم تتأثر تركيا إلى هذا الحد الذى تأثرت به الصناعة المصرية؟.. وأخيرا أردوغان يعتذر لبوتين ويعلن إستعداده لدفع تعويضات لضحايا الطائرة الحربية الروسية .. طبعا علشان السياحة إن الاختلاف هنا فى كيفية إدارة الأزمات!!!

أما فى مصر فقد عكف القائمون على صناعة السياحة المصرية على الظهور فى برامج «التوك شو» وبرعوا فى إظهار العبارات البراقة وأن السياحة قادمة، وأن لدينا أفضل مقاصد سياحية لا يمكن أن يستغنى عنها السائح، كل ذلك يسمى طريقة عاطفية لا تبشر بأي نتائج إيجابية .

ولعل مايحدث مع السوق العربية ولست من المتخصصين فيها من إستخدام أفكار وأدوات قديمة عفى عليها الزمن، وهى عرض تذكرة الطيران إلى شرم الشيخ من منطقة الخليج بريال أو درهم أو دينار!!! ووجدنا أن شركات الطيران تقوم بدور شركات السياحة وأن الفنادق تبيع بأسعار زهيدة، إنها الطريقة المعتادة لدينا منذ عقود «تخفيض الأسعار» والتى دهورت الصناعة وجعلتها كسيحة بلا قواعد أو أسس صلبة.

< إن دول المجر، سلوفاكيا، سلوفينيا، التشيك، بولندا، بلغاريا، ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا، أرمينيا، أوكرانيا، جورجيا، أذربيجان، كازاخستان، أوزبكستان، بيلاروسيا، أوكرانيا، رومانيا، السعودية، الكويت، الإمارات، المغرب، الجزائر، بالإضافة إلى الهند والصين على سبيل المثال... نموذج لأسواق فى نطاق ساعات الطيران من 3 ـ 6 ساعات ما عدا الصين والهند، لم تكن لديها مشكلة فى تسيير الطيران إلى المقاصد السياحية المصرية، تركناها لأنها أسواق ليست مليونية مثل روسيا، ولم نطبق القواعد العلمية ولم نعمل بها ولم نتخذ التنوع منهجا، حيث إن التنوع فى المنتج والتنوع فى الأسواق هو أساس الاستدامة فى تدفق حركة السياحة.

الأمر المثير للدهشة أن القطاع بكامله درس وتناقش فى آلية علمية تسمى Stimiulus Package لتحفيز الصناعة بدلا من الدعم تشارك فيه شركات السياحة المصرية، وكذلك الفنادق المصرية، بالتعاون مع شركات الطيران المصرية وصندوق تنشيط السياحة، فمنذ أكتوبر 2015 تم وضع الآليات بشكل علمى وتمت دراسته مع الغرف وتم استطلاع الرأى مع شركات السياحة والفنادق وشركات الطيران وتم تحديد الأسواق المزمع البدء بها وتم تحديد آلية الصرف من الصندوق والسداد إليه طبقا للقوانين ووافق عليها القطاع بكامله، إلا أن الوزارة رأت أن تتريث لأنها تعمل على مشروع آخر، وكأن الآليات المتنوعة هى كالمعادلة الصفرية إما، أو، ونتساءل: لماذا لم يتم العمل بتلك الآلية؟

< شكرا للخبير السياحى مصطفى خليل.. لكن بالفعل تبقى قضية العلم والعمل هى الأصل لمستقبل أفضل.. وعلى رافعى راية «التذكرة بريال» والفهلوة فى برامج «التوك شو» وأصحاب المصالح الخاصة أن يتواروا خجلا مما اقترفت أيديهم فى حق السياحة المصرية!!

لمزيد من مقالات مصطفى النجار

رابط دائم: