رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
فى الوقت الذى تنظر فيه الدولة بكل اجهزتها الى محدودى الدخل وتسعى الى توفير المسكن اللائق بهم، ونقلهم من المناطق العشوائية والقضاء على البطالة والفقر، نجد هناك يوميا جرعة متزايدة من الاستفزاز تصل الينا عبر الاعلانات التليفزيونية، فتلك الاعلانات تنقسم الى جزءين الاول منهما اعلانات عن الفلل لاصحاب الملايين فقط وعددهم محدود جدا فى مصر فى دولة تعانى ازمات عديدة، والثانية فاصل غير منقطع من الشحاذة للفقراء والمساكين، ممثلة بذلك قمة التناقض والتنافى مع الواقع. لقد أصبحت الاعلانات التى يتم تجريع المشاهد لها يوميا دليلا واضحا على حالة الانفصام فى الشعب المصري، أو من هم قائمون على الترويج الاعلانى فى مصر، فمصر اما اغنياء ومليونيرات وهذا غير حقيقى بالمرة، وإما فقراء وغارمات، وغير قادرين على إعالة اسرهم، وما بينهم من الطبقة الوسطى التى تمثل اغلبية الشعب المصرى لا وجود لها أو تم تجاهلها عن عمد. ربما تخيل اصحاب الاعلانات ان الطبقة الوسطى فى مصر ليس لها وجود او لا يهم مخاطبتهم نهائيا، فهم لا يملكون اى شئ يمكن ترويج الاعلانات لهم لهذا السبب فهم خارج جميع الحسابات. انما الغريب فى الامر هو الكم المهول من الاعلانات التى تدعو الى الزكاة او التبرع بالملابس أو غيرها، والتى تتكلف ملايين الجنيهات، فى شهر رمضان فقط، فماذا لو تم تغيير مسار تلك الاموال بدلا من صرفها على الاعلانات يتم توجيهها الى أعمال الخير مباشرة اليس ذلك سيكون فى مصلحة الفقراء بدلا من اسلوب التسول على الفقراء؟!. إن الواقع فى مصر يتناقض تماما مع ما تصدره وسائل الاعلام للداخل والخارج، فمصر شعبها ما له وما عليه فهو ليس متعاليا وليس فى نفس الوقت يعتمد على التسول. لمزيد من مقالات جميل عفيفى