رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
المسلسلات الافتراضية وثقافة «الكومباوند»

نعيش فى عالم افتراضى عجيب لا علاقة لمعظمه بواقعنا، عبر بضعة عشرات من المسلسلات أُلقيت على أدمغتنا من خلال عرضها على امتداد أيام الشهر الفضيل.

أغلب هذه المسلسلات مقتبس من حلقات بوليسية أجنبية، وتم «مطه» من حيز ثلاثة أرباع الساعة إلى حجم 20-25ساعة تذاع على مر ثلاثين يوما.

هذا الاغتراب الثقافى الذى تسببت فيه تلك العملية تم إكثاره وتناسله عبر تغييب كامل عن قصد وتدبر للشعب المصرى الذى أجبر على مشاهدة ذلك الغثاء، إذ لا حضور لهمومه أو ـ حتى إهتماماته فى مثل تلك المسلسلات الافتراضية التى صاغها منتجوها تعبيرا عن حفنة من سكان «الكومباوند» وبلغة تناسبهم وتتساوق مع طرائق تعبيرهم ولولا عدد من الممثلين العباقرة (سأعرض لاثنين منهم غدا وبعد غد) لما صار لمثل تلك المسلسلات الافتراضية أى قيمة أو ثقل.

نحن ـ بالعربى أمام أسوأ موسم درامى تليفزيونى رمضانى منذ عقود طويلة ونتجلى فيه نتيجة غياب قطاعات إنتاج تليفزيون الدولة عن تقديم أى شيء ينقذ صناعة الدراما

يا أساتذة.. يا فنانين مصر فى حالة حرب ضد الإرهاب، ودماء أبنائها تسيل كل يوم فى قصص بطولة مذهلة و(درامية جدا) أكرر (درامية جدا)، ولكننى لم أر مسلسلا واحدا يوحد المولى يتعرض لقصص أبطال مصر وإلهامات بطولاتهم..

نحن نعرف أن قطاعات الإنتاج وبالذات مدينة الإنتاج الإعلامى لطعت شعارها على بعض مسلسلات القطاع الخاص وشاركت فى إنتاجها حتى لا يُقال إنها مفلسة لم تنتج شيئا، ولكنها ـ بذلك ـ سددت طعنة أخرى لما يمكن تسميته (المشروع الوطنى للدراما) لصالح ثقافة الكومباوند والمسلسلات الافتراضية

ثم ما كل ذلك الترصد المريض للشرطة وضباطها وممثليها فى معظم المسلسلات، ما هو الهدف من ذلك الهراء؟ هل قرر المسئولون عن الموجة الجديدة فى المؤامرة ضد مصر أن يركزوا على استخدام المسلسلات فى ضرب مؤسسات الدولة بدلا من الصحافة والبرامج التى «يتنطط» فيها أراجوزات التوك شو؟


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: