رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
شركات المحمول ..وكل هذا السفه !

لا يستقيم هذا الهدر الباهظ للأموال التى تنفقها شركات المحمول فى مصر على الإعلانات التليفزيونية سواء مع جلال شهر رمضان وما يحمله من قيم التعاطف مع المحتاجين والزهد والترشيد،

كما لايستقيم هذا السفه مع أحوال البلاد وانكماش الاقتصاد وتفاقم العجز المالى ويتناقض مع الدعوات الحكومية التى تطارد المواطنين ليل نهار فى جميع وسائل الإعلام للتبرع من أجل المشاركة فى إعادة البناء ودعم الأسر البسيطة.

ماهى الرسالة التى ترغب شركة محمول فى توصيلها وهى تستعين فى إعلان رمضانى بنحو 10 نجوم صف أول تقاضوا نحو 60 مليون جنيه ناهيك عن أجور بقية عناصر الإعلان الأخرى وهى لا تقل عن 5 ملايين أخري,لا أعتقد أن هدفا تسويقيا مهما وراء مثل هذه الإعلانات السفيهة فى ظل سوق شبه متشبعة بالمشتركين فى الشركات الثلاث، وبالتالى لن يخرج الغرض الحقيقى من وراء مثل هذه الإعلانات عن الرغبة فى المكايدة بين تلك الشركات، خاصة أن مضامين إعلانات كل منها تحتوى غالبا على تلميحات تنال من المنافسين وتبتعد فى معظم الأحيان عن المنافسة الشريفة فى ظل غياب حقيقى للرقابة على المضامين الإعلانية.

الغريب أن هذا الإنفاق الإعلانى الباهظ لشركات المحمول الذى يتجاوز حجمه الإجمالى خلال شهر رمضان حاجز النصف مليار جنيه واكبته شكاوى بالجملة من جانب العملاء بسبب عروض وهمية لجوائز ودقائق مجانية فضلا عن تعسف فى طرق المحاسبة التى تتبعها تلك الشركات نحو مشتركيها، تأكيدا لحقيقة أن المشترك وقع فى الفخ فى ظل التداخل الأبدى لاستخدام المحمول فى تفاصيل الحياة اليومية,الأمر الذى حمل على لسان المشتركين المغلوب على أمرهم اتهامات لتلك الشركات بالسفه فى الإنفاق الإعلانى من جيوبهم مع الصرامة فى حساب المشتركين حتى آخر قرش. قد يكون «جنون المحمول» الذى أصاب قطاعا كبيرا من المصريين مسئولا عن جموح شركات المحمول، التى لم نسمع عن مشاركة حقيقية لها فى خدمة المجتمع وإنهاضه اللهم إلا ببعض المساهمات المحدودة التى لا تتناسب مع مدخولاتها الهائلة، لكن قصور عمل أجهزة رقابية مثل جهاز تنظيم الاتصالات أو جهاز حماية المستهلك بسبب قلة الإمكانيات وتضخم الشكاوى أو غياب الإرادة لدى تلك الأجهزة لخدمة المجتمع ربما تكون مجتمعة وراء اجتراء تلك الشركات على المشتركين مع توارى الحماية الحكومية لحقوقهم.
[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: