رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تهديدات الأمن القومي الخليجى وأثره على استقرار المنطقة
الولايات المتحدة أدركت القدرة العربية بعد حرب اكتوبر فوضعت خططها للسيطرة على البترول الخليجى

> تقرير يكتبة ــ جميل عفيفى
تتعرض دول مجلس التعاون الخليجى للعديد من المخاطر التى تؤثر بشكل مباشر على أمنها القومي، وهذه التهديدات داخلية وخارجية،

وخاصة فى الوقت الذى تمر به منطقة الشرق الاوسط بحالة من عدم الاستقرار، من خلال الحروب وظهور جماعات ارهابية مسلحة اصبحت جزءا اساسيا فى معادلة عدم الاستقرار، وبما ان الامن القومى الخليجى مرتبط بشكل مباشر مع الامن القومى المصرى فان هذه التهديدات ستشكل عبئا على الدولة المصرية، فى حال عدم التعامل معها بالشكل السليم، وبصورة مباشرة.

فقد يتخيل البعض ان الولايات المتحدة الامريكية هى الحليف الاستراتيجى الاول والاخير لدول مجلس التعاون الخليجى بناء على التاريخ وما قدمته الولايات المتحدة لتلك الدول وبخاصة مع تشكيلها تحالفا دوليا فى عام 1990 لانهاء الاحتلال العراقى لدولة الكويت الا ان ما حدث كان مخططا له بعناية لدخول الولايات المتحدة المنطقة وانشاء قواعد عسكرية بها والسيطرة على البترول الخليجي، وضمان عمليات الامداد بعد ان قطعته من قبل دول الخليج فى حرب اكتوبر المجيدة عام 1973.

لقد وضعت الولايات المتحدة والغرب بعد حرب اكتوبر خطة بعيدة المدى للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط بالكامل وبخاصة منطقة الخليج العربي، فاذا تركت تلك المنطقة فستتحول الى قوة عظمى فتمتلك المنطقة القدرة الاقتصادية الضخمة وذلك فى منطقة الخليج العربي، بجانب القدرة العسكرية المتمثلة فى الجيش المصرى والعراقى والسوري، فاخذت على عاتقها فى تلك الخطة وضع يدها على المواقع البترولية الاستراتيجية فى دول الخليج، وبالتوازى محاولات بث الفرقة بين الدول العربية ، ومحاولات استنزاف جيوشها القوية حتى يسهل تدميرها.

وكانت البداية بدعم العراق فى الدخول فى صراع مسلح مع ايران بعد الثورة الايرانية، من خلال حرب بالوكالة ضد ايران واضعاف القدرة الايرانية، وعلى الجانب الآخر تدمير القدرة العسكرية العراقية،وبعد الانتهاء من تلك الحرب التى انهكت القدرة العسكرية العراقية بعد حرب ضروس لمدة 8 سنوات لم يخرج منتصر فيها، حرضت الولايات المتحدة العراق لاحتلال العراق عن طريق السفيرة الامريكية فى بغداد عام 1990،وكانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر المنطقة العربية، وبدأت فى تنفيذ المخطط الجهنمى ببناء قواعد عسكرية امريكية فى دول الخليج العربى تحت مسمى الدفاع المشترك عن امن تلك الدول، ولكن فى الاساس غل يد تلك الدول فى التلويح بسلاح البترول مرة اخرى، ومنع تصديره الى الدول الغربية.

ومنذ عام 1991وبعد الانتهاء من حرب الخليج الثانية كرست الولايات المتحدة وجودها فى دول الخليج وقامت بانشاء اكبر قاعدة عسكرية لها خارج اراضيها، فى السيلية والعيديد بدولة قطر، ونفذت من خلال تلك القواعد حربا استنزافية على العراق لمدة 12 عاما ، حتى جاء عام 2003، وتم احتلال العراق واتخاذ القرار التاريخى التخريبى بحل الجيش العراقي، لتفتح الولايات المتحدة الامريكية المجال لنوع جديد من التهديد فى المنطقة وهو الارهاب العابر للحدود والى تعانى منه دول منطقة الشرق الاوسط حتى الآن.

لقد اصبحت دول الخليج العربى فى الوقت الحالى وبسبب المخططات الغربية التى تم تنفيذها بعناية بالغة وبالتعاون مع دول خليجية تنفذ السياسة الامريكية دولة قطر فى مرمى الخطر، ويوميا يتم تهديد امنها القومى بعد تنامى الدور الايرانى فى المنطقة بشكل كبير ومحاولاتها السيطرة على المنطقة وفرض سيطرتها على دول الخليج، ولا يمكن ان ننسى ما حدث فى مملكة البحرين عام 2011، ودعمها للحوثيين فى اليمن .

ان الامن القومى الخليجى مرتبط بشكل وثيق مع الامن القومى المصري، وهذا ما تؤكد عليه القيادة المصرية دائما وابدا، وهو ما تأكده قيادات تلك الدول دائما ايضا عدا دولة قطر .

ان السياسة الامريكية واهدافها واطماعها هى الخطر الاول على الامن القومى الخليجي، فلها العديد من المآرب لقلب الانظمة وتصدير الثورات الى تلك الدول واحداث الفوضى بها واعادة تقسيمها مرة اخرى، واذا نظرنا بشكل اعمق فنجد ان الولايات المتحدة نفذت بدقة ما فشلت به ايران العدو الاول لدول الخليج العربي، فايران فشلت فى اسقاط نظام صدام حسين، ولكن امريكا حققت هذا الهدف ، كما ان ايران فشلت فى الدخول من قبل الى العراق وحققته لها امريكا وقت الاحتلال وانشاء مكاتب للمخابرات الايرانية فى الجنوب العراقي، تحت سمع وبصر القوات الامريكية، واصبحت تلك المكاتب هى المحرك الاول للجنوب العراقى وهى من انشأت الميليشيات المسلحة والتى تحولت بعد ذلك الى جماعات ارهابية، للسيطرة على الدولة العراقية.

كما ان الولايات المتحدة الامريكية فى الوقت الذى تحاط دول الخليج بالعديد من المخاطر التى تحاول ان تصدرها ايران للخليج، رفعت جميع العقوبات عنها، وبعد ذلك يتحدث جون كيرى ان الارصدة الإيرانية فى الخارج التى تم رفع الحظر عنها سيتم استخدامها فى دعم الارهاب فى الخليج، اذن فامريكا لاتعمل لمصلحة الدول الخليجية كما تدعى ولكنها تعمل لمصلحتها فقط.

التهديد الثانى المباشر لدول الخليج العربى يتمثل فى الجمهورية الايرانية التى ترغب فى تصدير ثورتها الى دول مجلس التعاون الخليجى واثارة الكثير من البلبلة فى الوقت الحالى وهى ما حاولت ان تفعله فى مملكة البحرين عن طريق دعم عناصر شيعية لمحاولة قلب نظام الحكم لمصلحتها، الا ان التدخل من قبل قوات درع الجزيرة كان له الاثر الاكبر فى احباط ذلك المخطط، الا ان هناك العديد من المخاطر المصدرة من قبل ايران وأهمها تبعية العراق للسياسة الايرانية مما يشكل خطرا داهما على المنطقة، بالاضافة الى التدخل لإيرانى بشكل مباشر فى اليمن من خلال الحوثيين ومحاولة ان يكون لايران اليد العليا فى تلك الدولة فهى من تمد الحوثيين بالسلاح والعتاد للسيطرة على مقاليد الحكم ويكون لها اليد الطولى فبذلك تكون المهدد الحقيقى للملكة العربية السعودية ومحاولة السيطرة على باب المندب الذى يهدد ايضا الامن القومى المصري.

ومن أخطر التهديدات للأمن القومى الخليجى ان تلك الدول ليست على قلب رجل واحد، فهناك قطر هى التى تغرد خارج السرب فهى المنفذ الاول لتعليمات الولايات المتحدة فى المنطقة، بالاضافة الى اسرائيل التى تقيم معها علاقات، بالاضافة الى علاقاتها مع ايران التى تنصب العداء لدول مجلس التعاون الخليجيي، كما أنها تدعم عناصر ارهابية متطرفة وجماعات ارهابية، وتحتضن على أراضيها مجموعة من الارهابيين القتلة، وعلى رأسهم شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، وبالطبع فان أى دولة تتبنى الفكر الارهابى سيعود بالضرر على المنطقة بأسرها وستكون له عواقب وخيمة.

والخطر الحقيقى الذى يهدد استقرار دول الخليج هو تأجيج النزاعات والصراعات الطائفية داخل الدول، فمن المعروف ان هناك نسبة ليست بالقليلة ممن يعتنقون المذهب الشيعى فى أغلب دول الخليج العربي، مما يدعو بعض الدول وبخاصة ايران الى استغلال تلك النقطة لاثارة الفتن وتهديد أمن واستقرار الخليج فما حدث بعد واقعة اعدام نمر النمر فى المملكة العربية السعودية، وما فعلته ايران واتباعها أكبر دليل على ذلك ومن قبلها أحداث البحرين، والأعمال الارهابية التى تنفذ حاليا، مما سيكون له الاثر السلبى على أمن واستقرار المنطقة بأسرها فى حال حدوث صدام بين السنة والشيعة فى دول الخليج العربي.

ان كل ما سبق وغيره كثير هو مهدد لأمن واستقرار دول الخليج العربي، وبالتبعية فهو أيضا مهدد للامن القومى المصرى المرتبط بشكل وثيق مع تلك المنطقة، فمحاولات تصدير الثورات أو الدخول فى حرب طائفية او تنامى النفوذ الايرانى فى الخليج العربى الهدف منه اثارة الفوضى واضعاف تلك الدول اقتصاديا والسيطرة على مواردها الطبيعية، وتهديد المجارى الملاحية وامداد العالم بالطاقة، وزيادة أعمال العنف والارهاب فى المنطقة، وإضعاف تلك الدول وتدمير قدرتها العسكرية، ليكون المحرك الاول والمسيطر على مقدراتها هى الولايات المتحدة الامريكية، ومن بعدها ايران التى ستتحالف مع امريكا فى القريب العاجل .

gafifi@ahram .org .eg

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    يوسف ألدجاني
    2016/06/13 02:09
    0-
    2+

    أذا كانت هذه ألمخاوف حقيقة ؟ فهل من موقف موحد مصري ــ خليجي لبناء حائط منيع ضد ألمخططات ألعدوة ؟
    لا بد من تنشيط عمل ألمخابرات ألحربية , وألمخابرات ألعامة , لكشف عملاء ألأعداء وكشف مخططاتهم وزرع ناشطين بينهم لكشف مخططاتهم وضربها قبل أن تنفذ / لا نوم للأجهزة ألأمنية ألعلنية وألسرية .. ورأي ألأهرام أليوم هو ألأمن ألداخلي وألخارجي / لا ثقة في أي جهة حتىى تثبت برائتها / سد ألمنافذ .. وسد ألحدود .. وأستطلاع دائم للأعداء برا وبحرا وجوا مطلوب .. ولا تهاون في ألحفاظ على ألأمن ألقومي ألعربي ؟ وعلى ألمملكة ألعربية ألسعودية زيادة ألأستطلاع على حدودها مع ألعراق كما وحدودها مع أليمن / ومصر وحدودها مع ليبيا وألسودان وغزة / وألله خير حافظا وأللع أعلم بأعدائنا .. وعلى ألمملكة ألعربية ألسعودية ودول ألخليج أن تستضيف قوات ألتحالف ألأسلامي ليظل على أرضها فلا أحد يعلم ساعة ألصفر ؟
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق