شجعته والدته على مواصلة حياته بصورة طبيعية، لم تشعره فى يوم من الأيام أنه معاق، كانت تشاركه فى كل مسئوليات الحياة، يفكران معا، ويأخذان القرار بالتشاور، حتى استطاع أن يواصل مشواره ــ بعد وفاتها ــ ويعتمد على نفسه فى حياته العملية والرياضى فى الوقت نفسه، لم ينتظر وظيفة الـ 5% التى يطول انتظارها.
فقام بشراء "توك توك" بالتقسيط ليعمل عليه، وبالتوازى خاض مشوار ممارسة الرياضة وحقق فيها انجازات كثيرة ..أنه رجب فتحى الذى تحدى الجميع .. وانتصر فى النهاية.
يقول رجب «37 عاماً»: ولدت طفلا طبيعياً، وفى عامى الخامس إصبت بشلل نصفى فى الأطراف السفلى وضمور فى العضلات نتيجة أعطائى حقنة بطريق الخطاً، وأصبحت لا أتحرك إلا بمساعدة الآخرين أو على كرسى متحرك، ورضيت والدتى بقضاء الله وقدره، ومرت الأيام بحلوها ومرها، وواصلت رحلتى فى التعليم حتى حصلت على دبلوم المدارس الفنية التجارية، وعندما أصبحت شابا فى عمر 17 عاما نصحنى بعض الناس بممارسة الرياضة حتى استطيع الاختلاط بالآخرين وتحقيق ذاتى، وبالفعل التحقت بمركز شباب أوسيم فى عام 1997، وبدأت ممارسة رياضة ألعاب القوى، وأعطيت للرياضة كل وقتى ومجهودى، وبدأت المشاركة فى البطولات المحلية التى تقام فى مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، ووفقنى الله فى مركز شباب اوسيم وحصلت على 4 ميداليات، وفى 2000 انتقلت لنادى إتحاد الشرطة ولعبت ضمن فريق رفع الأثقال حتى موسم 2002 ثم أنتقلت لفريق ألعاب القوى ولعبت له منذ 2002 حتى 2014 وحققت 20 ميدالية متنوعة، ثم رجعت إلى بيتى نادى فرسان الإرادة بأوسيم منذ 2014 وحققت فيه 8 ميداليات فى السنتين الماضيتين وآخرهم كأس مصر 2015- 2016 وحققت فيه ذهبية دفع الجلة وبرونزية رمى الرمح فئة طبية F53 ، ووصل مجموع الميداليات التى حصلت عليها بفضل الله حتى الآن إلى 30 ميدالية متنوعة فى ألعاب القوى رمى الرمح ودفع الجلة، كما حصلت على دورات تدريبية فى ألعاب القوي، وحاليا أعمل مدربا مساعدا لألعاب القوى بنادى فرسان الإرادة بأوسيم.
ويضيف رجب: نظرا لعدم توافر فرص العمل ولو حتى بنسبة الـ5%، فأضطرتنى الظروف إلى الاعتماد على نفسى، ورغم إعاقتى قمت بشراء "توك توك" بالتقسيط لأعمل عليه وأساعد نفسى بنفسى دون انتظار عطف من أحد، ووفقنى الله تعالى، وتزوجت من شريكة حياتى، وأنجبنا ولدين وبنتين هم أملى فى الحياة.
ويكمل رجب: أتمنى أن يسمع المسئولون عن رياضات المعاقين صوتى، فقد ضاع حلمى فى الانضمام لمنتخب مصر لألعاب القوى بسبب تغيير وإعادة تصنيفى فى كل موسم رياضى رغم أنى مصنف منذ عام 2001 من قبل المصنف الأول والدولى المعروف دكتور حسام الدين مصطفى ومع ذلك أيضا بفضل الله مازالت احقق واحصد الميداليات رغم قلة الإمكانيات والظروف الاجتماعية والاقتصادية.
ويوجه رجب فى نهاية حديثه رسائل شكر للكابتن يوسف الزينى والكابتن محمد عطوة والكابتن هانى عيسى والكابتن أيمن محمد على والكابتن محمد العطفي، على رعايتهم الرياضية وتشجيعهم الدائم، ولوالدته رحمة الله عليها فكان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى نجاح مسيرتى وتاريخى الرياضي.
رابط دائم: