رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

آخر حبة فى مسبحة عمالقة التلاوة
الطبلاوى: أشكو بثى وحزنى إلى الله

حوار: أمانى ماجد
يأخذك صوته الفريد وأداؤه المميز وهو يتلو كلمات الله عز وجل إلى دنيا الله وسمائه الرحبة ويعلو ويصفو بوجدانك إلى أبعد الحدود،لتجتاز عالما آخر ليس له نهاية و»تسرح «فى ملكوت الله،وتتمنى أن يطول بك المقام لتنهل من متعة لا تذهب حلاوتها مهما مرت السنون..إنه صوت أمير التلاوة شيخ مشايخ المقارئ ونقيب القراء الشيخ محمد محمود الطبلاوى ،إنه الحبة الاخيرة فى مسبحة عظام القراء كما كان يقول عنه الكاتب محمود السعدنى..

أناشد الرئاسة النظر للمقرئين والمحفظين ..لا يعقل أن يكون معاشنا 40 جنيها

القرّاء المصريون ما زالوا فى الصدارة.. والاستماع للخليجيين يذكرنا بالحرمين الشريفين

أنصح الرئيس بالاهتمام بالفقراء وتشغيل الشباب.. وأحبه وأدعو الله أن يبعد عنه شياطين الإنس

«سيدنا» فى الكتاب كان يتقاضى «تعريفة» عن تحفيظ كل طفل ..ووالدى منحه قرشا ليهتم بى

أول مكافأة أخذتها كانت 5 قروش .. والآن أنا « ع المعاش»

أفضل مكان تلوت فيه القرآن الكريم كان جوف الكعبة.. وأتمناها مرة أخرى

أسمع الشيخ الدمنهورى الشامى وعبد الباسط .. وولد الهدى لأم كلثوم
 

التقينا الشيخ الطبلاوى فى منزله قبل أيام،نقلب معه صفحات من حياته،بين ذكريات الماضى الجميل مع «سيدنا»شيخ الكتاب،والـ 5 قروش أجر أول ليلة يحييها، والحاضر المؤلم الذى يحصل فيه القارئ على 40 جنيها معاشا،والمستقبل الذى يتمناه لحملة القرآن الكريم،مناشدا الدولة النظر بعين الرضا لهم ،كما يقول... فى هذه السطور.

> بداية ..من هو «الجواهرجى» الذى اكتشف صوت الشيخ الطبلاوى ؟

الشيخ غنيم عبيد الزهوى رحمه الله،شيخ الكتاب، الذى كنت أحفظ فيه القرآن الكريم فى قريتنا؛ ميت عقبة التابعة للجيزة، فهو حقا «جواهرجى»،كان يكتشف بالفطرة والخبرة المواهب ويصنف الاصوات ويقول هذا صوت رخيم وآخر نحاسى إلخ،فعندما سمعنى أول مرة قال»الواد الطبلاوى ده صوته طيب»،وكان يعتنى بالاطفال الموهوبين بشكل خاص ،فبعد انتهاء جلسة التحفيظ للجميع ،كان يمنح لنا وقتا اضافيا، وكان والدى يهتم كثيرا بى أيضا وبرعاية موهبتى، فكان «سيدنا» يأخذ تعريفة من كل طفل يوم الخميس أجر التحفيظ ، لكن والدى رحمه الله، كان يعطيه قرش صاغ، للمزيد من الرعاية. وعلى فكرة انا كنت» وش السعد» على سيدنا ،فعندما يأتى أحد من الازهر ليختبرنا ويحدد منحة له، كان يطلب منى أن أتلو القرأن وبالتالى كان يأخذها.

واذكر اننا كنا نكتب ٨ أو ١٠ آيات تقريبا على لوح صفيح، والاغنياء منا كانوا يستخدمون لوحا خشبيا، ونعرض ما كتبناه على سيدنا ويصححه لنا، ثم نحفظه،ونسمعه،ومن يخطئ كانت تنتظره العصا، فكانت عقوبة الخطأ فى التشكيل ٤٠ عصا والخطأ فى الآية ١٠ عصى وعندما أتممت حفظ القرآن الكريم أقام أبى وليمة دعا إليها سيدنا وكبار رجال القرية، فهو حدث جلل ، وكنت فى التاسعة من عمرى تقريبا،وانتهت أهم مرحلة فى حياتى ،وهى الإعداد.

> وهل كنت تتلو القرآن الكريم فى المناسبات فى تلك السن المبكرة؟

طبعا، وأخذت أول مكافأة فى حياتى ، وكانت ٥ قروش وهى فى الأربعينيات مبلغا معتبرا.. ينفق على المنزل طوال النهار، ويكفى احتياجاته من مواد غذائية ولحوم، وغيره، و أنا من صغرى كنت أنفق على البيت، وتزايد الاجر تدريجيا مع الايام،وكنت فى كل الاحوال راضا،وما كنت أسعى إليه هو التميز فى الاداء.

> الـ 5 قروش أول أجر ،وماذا عن الآن؟

أنا « ع المعاش «.

> على المعاش.. كيف؟

نعم،ع المعاش منذ عامين، لا أقرأ فى المناسبات.




رحلة الإذاعة

> بعد أن جاب الشيخ الطبلاوي محافظات مصر والدول المختلفة،وسمعه القاصى والدانى، ماذا عن النقلة التالية التى كان يسعى لها أى مقرئ وهى الالتحاق بالإذاعة؟

لم يكن الالتحاق بها سهلا أبدا، فالاذاعة كان لها شأن كبير، ولا ينتسب اليها إلا القارئ « التمام» ، فقبلها كنت أصدح بالتلاوة فى كل الدول وفى العديد من المناسبات، وحينما تقدمت للجنة الاذاعة نجحت بامتياز فى الحفظ والاحكام والتلاوة .. لكنى رسبت فى الانتقال النغمى، بمعنى « أنى مش دارس موسيقى»، وكان رأى اللجنة «يعاود بعد سنة»، وظللت عاما وراء عام أذهب للإذاعة وتعترض بسبب حكاية الانتقال النغمى.

ثم تدخل بعض المشايخ مثل عبد الفتاح القاضى ومحمد الغزالى، وقالوا للجنة الاختبار إنى أصلح و»الإذاعة ستخسر الطبلاوي» ، وفعلا تمت الموافقة بعد 9 سنوات من الرفض ،وأوصوا بان ادرس الموسيقى، وطبعا لم أدرسها.

> لماذا؟

القرآن الكريم بطبيعته منغم،ولا يحتاج القارئ لدراسة الموسيقى .

> هل فضيلتك راضٍ عن لجنة الإذاعة اليوم، وهل تتشدد كما كانت؟

لا ، بل أرى أنه يتم إجازة مقرئين يقلدون، فحين تستمعين مثلا لأصوات القراء قديما، تقولين هذا الشيخ عبد الباسط أو الشيخ المنشاوي او الشيخ الطبلاوي وهكذا، بمعنى ان كل شيخ له بصمته، اما الآن فالكثير من المقرئين مقلدون، وهذا ليس فى صالح المقرئ، فيجب أن تكون له شخصية مستقلة وهذا ما كان يتميز به جيلنا.

> ألا تفسر مسألة التقليد هذه بالالتفاف حول القرّاء السعوديين المميزين بأصواتهم وما يقال من أن البساط قد سحب من تحت أقدام القرّاء المصريين ؟

كلامى لا يعنى هذا، بل إن القرّاء المصريين مازالوا فى الصدارة، فالاستماع الى الاخوة السعوديين يذكر المصريين بالحرمين الشريفين ،لكن ما زالت مصر لها الصدارة،فلا أنسي قط مقولة الملك خالد بن عبد العزيز لى أثناء غسل الكعبة حيث قرأت القرآن الكريم بجوفها، وهو المكان الذى أعتز بتلاوة القرآن فيه، حيث قال « لقد نزل القرآن فى مكة وطبع فى اسطنبول وقرئ فى مصر»، أى ان أفضل قراء فى مصر .

> تعتز بالتلاوة فى جوف الكعبة..فما المكان الذى تتمنى أن تتلو فيه القرآن؟

جوف الكعبة أيضا.

> ما أهم المواقف التى يسعد بها الشيخ الطبلاوى ؟

من أهم ما أتذكره وأعتز به إسلام البعض بسببى، فكنت أتلو القرآن فى صلاة الجمعة فى مانهاتن بنيويورك وبعد ختام الصلاة وجدت المصلين يقولون: «الله اكبر ،أسلم أربعة بسبب الشيخ الطبلاوي»، وسألت فعلمت أن مجموعة من الأمريكان كانوا يسيرون ترافقهم مصرية، وسمعونى أتلو القرآن وسألوها، فقالت لهم إنه قرآن المسلمين، وأرادوا الاستزادة إعجابا بالتلاوة، ثم دخلوا الاسلام، وكذلك فى واشنطن كنت أقرأ القرآن وعلمت أيضا أن 11 من فلاديفيا أسلموا، و فرنسا، وغيرهم، والحمد لله.

مولانا «زعلان»

> تجاوزت الآن الثمانين من العمر متعك الله بالصحة والعافية،قضيتها فى خدمة القرآن الكريم،فهل منحتك الدولة المصرية أو منحت أحد عمالقة التلاوة رحمهم الله وساما من أوسمة الجمهورية الكثيرة أو جائزة الدولة التقديرية ؟

لا وسام جمهورية ولا جائزة تقديرية لى أو لأحد من رفاقى المشايخ، فقط منحنى الرئيس الراحل محمد أنور السادات جواز سفر دبلوماسيا تكريما لى، وكرمت بشهادات تقدير فى زمن الرئيس محمد حسنى مبارك ، وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي منحنى شهادة فى أثناء الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج .. ولم أذهب إلى شرم الشيخ لتسلمها .

>لماذا ؟

كنت مريضا وتسلمها من الرئيس الدكتور مختار جمعة وزير الاوقاف.

> أنت « زعلان» يا مولانا؟

طبعا، لكن لما أزعل ممكن أعمل إيه، إننى أشكو بثى وحزنى إلى الله، زى سيدنا يوسف.

> هل قابلت الرئيس السيسي؟

والله ،انا اعلم انشغاله المستمر ،وكان الله فى عونه، وانا احبه وأدعو له بظهر الغيب ،لأن الله عز وجل أكرمنا به، وانا أطلق عليه المنقذ، فقد انقذنا من الضياع، وأدعو ان يحميه و»يتركوه الجماعه اللى بيحاربوه».

> تقصد من؟

ربنا يكفيه شر شياطين الانس، فشياطين الجن سهل الحماية منهم بقراءة آية الكرسي، اما شياطين الانس، فهم كثيرون ويعلمون أنفسهم ..ولا تسألينى عن أى اسماء او تيارات، «واللى على راسه بطحة يحسس عليها» .

> وجهت كلاما سابقا للرئيس وقلت له:«أفتكر إن فيه شيخ اسمه الطبلاوي كنت بتيجى تسمعه زمان فى الأزهر»... لماذا نبرة الحزن هذه؟

ابتسم الشيخ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال» أهل القرآن ،أهل الله وخاصته ،من أكرمهم أكرمه الله».

> هل القرّاء مظلومون ؟

مبتسما بأسى : « مش مظلومين أوى».

> يعنى مظلومين؟

طبعا مظلومون، وأتمنى أن تنظر الدولة بعين الرضا للقراء والمحفظين، فهل يعقل أن يكون معاش القرّاء والمحفظين ٤٠ جنيها ؟

> ابتسمت .. هل تتقاضى ٤٠ جنيها ؟

لا أخذها طبعا، الحمد لله عندى اكتفاء ذاتى، وبالطبع أغلب القرّاء لا يأخذونها..»هم دول حاجة؟» فهل يتحمل القارئ مشقة السفر من محافظته الى القاهرة ليتقاضى هذا المعاش؟

أما الظلم الآخر،فيتعلق بالعلاج، فطالبنا بعلاج القرّاء والمحفظين فى مستشفى الدعاة ولكن دون مجيب،وكذلك مقر نقابة القرّاء الحالى غير المناسب الموجود فى السيدة زينب وهو مؤجر ب ١٧٠٠ جنيه ، وناشدنا وزير الأوقاف باعتباره المشرف على النقابة ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية منذ عدة أشهر إصلاح تلك الاوضاع، ولم يستجب لنا.

> كم عدد القرّاء والمحفظين الأعضاء بنقابة القرّاء،وما قيمة المكافأة التى يتقاضاها المحفظ فى الكتاب؟

8 آلاف قارئ تقريبا، والمحفظ يأخذ من الطفل حسب مقدرته، وأحيانا البعض لا يدفع، فيجب على الدولة أن تهتم بالكتاتيب، ويمنحوا المحفظ ٣٠٠ جنيه على الأقل، حقيقة، فأغلب القرّاء مظلومون، ما عدا ٧ أو ٨ قراء نطلق عليهم « الصييتة».

> القرّاء إذن يعيشون فقط على إحياء الليالى فى مصر والدعوات فى الدول العربية؟

على فكرة الليالى هنا فى المحافظات أحسن من الدول العربية ألف مرة ، فمحمد الطبلاوى ابنى بياخد فى بعض الليالى ما بين 10 و15 ألف جنيه، وطبعا هذا يرجع لاسم أبيه وموهبته.

> لقد أثقلنا على فضيلتكم .. وأنهى حوارى الذى كنت أتمنى أن يطول بأسئلة سريعة..

تفضلى.

> لمن يستمع الشيخ الطبلاوى ؟

للشيخ منصور الشامى الدمنهورى وعبد الباسط عبد الصمد وصديق المنشاوى.

> هل تسمع الأغانى؟

أم كلثوم فقط فى ولد الهدى والاغانى الدينية عموما، مش «أروح لمين».

> هل يجوز للمرأة أن تتلو القرآن فى حضور الرجال؟

بشرط عدم الخضوع فى القول والطهارة.

> بما تنصح الرئيس السيسى؟

أن يقدم المزيد من العناية للفقراء والمحتاجين ، وأعلم أنه يقيم المشروعات، وآخرها « الفرافرة» لكن أتمنى المزيد من الرعاية ، كما أنصحه بأن ينظر للشباب ويفتح لهم أبواب الرزق ،فهم عماد المجتمع ، وانا سعيد بالمشروعات التى يفتتحها الرئيس من آن لآخر ،لكن نحن فى حاجة الى المزيد ، وعلى الشباب أيضا ان يستثمروا هذه الفرصة ويقتنصوا فرصة وجود رئيس مصرى محترم ويراعى الله فينا مثل السيسى .

> كل عام وفضيلتكم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم.. ماذا تقول للمصريين ؟

كل عام وأنت وجميع المصريين والعرب والمسلمين فى مختلف أصقاع العالم بخير.. أقول لهم عليكم بالقرآن الكريم،ليس فى رمضان فقط،بل طوال العام ، فالبيت الذى يقرأ فيه القرآن هو بيت عامر، واهتموا بتعليم وتحفيظ أبنائكم القرآن، ولشبابنا أقول لا تتركوا القرآن ،فهو سلاحكم فى الحياة ،فما زلت حتى هذه السن أختم القرآن أسبوعيا،فأقرأ 5 أجزاء يوميا ،والحمد لله على نعمه التى لا تعد ولا تحصى.

>>> ولـ»الاهرام «كلمة:

إن «الأهرام» يضم صوته إلى صوت الشيخ الكبير محمد الطبلاوى ويناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي إصلاح أوضاع قراء القرآن الكريم والمحفظين،ونقول للدولة :هل من المنطقى أن يكون معاش القارئ يكفى بالكاد لشراء «نصف كيلو لحمة»،وهل بعد هذا العمر لا يجد القارئ مكانا يعالج فيه؟ وكيف يحصل الفنانون على أوسمة الدولة وجوائزها التشجيعية والتقديرية ولا يحصل عليها حملة القرآن الكريم؟

 

4 محطات

-في عام 1970 اعتمد الشيخ «الطبلاوي» قارئا بالإذاعة وقام بتسجيل أكثر من تلاوة قصيرة قوبلت بالإعجاب والاستحسان من قبل ملايين المستمعين .

-زادت شهرته من خلال برنامج «من إذاعتنا الخارجية» في إذاعة صوت العرب ،ووجهت الدعوات إليه من جميع الدول العربية والإسلامية والاوربية.

- أصبح نقيبا للقراء عام 2011 خلفا للنقيب السابق الشيخ أبو العينين شعيشع.

 

الطبلاوى الابن: لست مقلدا .. بل امتداد لوالدى

نفس حلاوة الصوت وقوته وجاذبيته..فحينما تستمع إليه يعود بك إلى الزمن الجميل،وتقول "الله يا مولانا"،ظنا منك أن مولانا هو الشيخ محمد محمود الطبلاوى لكن وهو فى ريعان شبابه،

،لتفاجأ بأن القارئ هو الشيخ محمد الطبلاوى ،لكنه الابن محمد الطبلاوى،الذى قال عنه أبيه "أرى فيه شبابى".
الطبلاوى الابن الشيخ محمد وهو من مواليد عام ١٩٨٩، وحاصل على بكالوريوس تجارة ، قال لنا إنه ورث عن أبيه الصوت الرخيم ، مشيرا إلى أن رحلته مع القرآن الكريم بدأت منذ ان كان فى السابعة من عمره ،فتولاه والده بتحفيظ القرآن الكريم بنفسه ،ليبدأ بـحفظ " ربع الحزب" ثم يتابعه ويسمعه.


سألته " الوالد كان سيدنا فى الكتاب يضربه بالعصا، فهل ضربك الشيخ الكبير بسبب الأخطاء؟".. يضحك، ويقول: "آه طبعا انضربت ،عادى بس على خفيف، وده طبيعى، كنّا أشقياء ،وماكنتش بأزعل ".

ويكمل حديثه" أتممت الحفظ فى الثانية عشرة من عمرى، وبالطبع اكتشف والدى موهبتى وحلاوة صوتى،وأنا أيضا كنت أحب التلاوة فى المناسبات ومعجب بوالدى، وكنت أستمع الى شرائط الكاسيت الخاصة به فى زمن الكاسيت" وبدأت أسير على دربه، لكن مع اجتهادى الشخصى،وانتشر أسمى فى المناسبات العامة والليالى،اولا بفضل شهرة أبى وثانيا للموهبة والاجتهاد .

قلت له طبعا انت من مدرسة الطبلاوي ، فاجاب : دون شك، لكننى لست مقلدا لوالدى بل امتداد له، وارتجلت فى مدرسته وأضفت اليها بشغف وحب ، ليصبح لى بصمة مميزة،بعكس القراء الحاليين فليس لهم بصمة مميزة،وللأسف أصبحوا مقلدين لكبار المشايخ فلا شخصية لهم فى التلاوة.

وعن وضع القرّاء فى مصر، قال الطبلاوي الابن، إن القرّاء مظلومون، وحقهم مهضوم، والدولة لم تكرم أبى ولا كبار القرّاء التكريم اللائق بهم.

تطرق الحديث إلى مغالاة القراء المشهورين فى أجورهم وإلى أين وصلت الآن،قال الطبلاوى الابن " أنا لا أشترط على أحد أى رقم، بل أحيانا أحيى الليالى مجانا،فالبعض يقول لى إن والدته كانت قد أوصت بأن أقرأ فى سرادق عزائها، وإمكانياته لا تسمح، وألبى طلبه، أما شباب القرّاء فغالبا يصل أجرهم إلى ١٠ آلاف جنيه، أو حسب الاتفاق".

واشار الطبلاوي الابن الى انه قارئ فى صلاة الجمعة بمسجد الفتح ويسعى حاليا للالتحاق بالإذاعة، مشيرا الى صرامة لجنة الإذاعة سابقا فى قبول القرّاء المتقدمين، بخلاف ما يحدث الآن، لافتا الى ان تلاوة القرأن الكريم، للأسف أصبحت الآن " مهنة ما لا مهنة له"،وقال ان بعض القرّاء أصبحوا لا يراعون أحكام القرآن .

وعن علاقته بأبناء المشايخ الكبار ،قال ان العلاقة معهم مستمرة، وأضاف انا مثلا على علاقة بأبناء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله، وهم أصدقاء ولا تنافس بيننا قط، بل تجمعنا علاقات ود وذكرى الآباء العمالقة.

 

 


وأذكر أننى لم أستمع له فى بداية أمره  ، والذى لفت نظرى إليه هو الأستاذ الشاعر العراقى الكبير حميد سعيد الذى طلبنى ليعرف رأيى فى صوته . ولما أبديت جهلى به .. أندهش كثيرا ، وقال معلقا :عندما أسمعه أنفجر باكيا ، وأضاف : إن صوته يحمل هموم وأحزان كل العرب القدامى والمحدثين ، وبعدها قررت أن أستمع إليه ، وجاءنى صوته فى الصباح الباكر عبر إذاعة الكويت ، ولم أبك كما فعل حميد سعيد ، ولكنى تأكدت تماما أن مصر ولادة .. وأنها رغم المحنة وغدر الزمان قادرة على العطاء

                                                                                                            محمود السعدنى " الحان السماء"

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    علي حسن
    2016/06/03 08:45
    0-
    1+

    تاريخ مشرف
    مقالة رائعة وكلمات مباشرة نقية على الفطرة.. شكرا لكم وأعتقد أن هناك جزءا مبتورا من المقال خاصة قبيل نهاية كلام الطبلاوي الابن.. مع الشكر
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق