«تنويع مصادر الطاقة لتوليد الكهرباء بهدف حماية البيئة، والاعتماد على الطاقات المتجددة، للوصول إلى نسبة «صفر كربون» من الانبعاثات»، كان هو الهدف الذى سعت إلى إبرازه دراسة أعدها المركز العلمى الألمانى بالقاهرة، بمشاركة خبراء طاقة مصريين وألمان، قاموا بوضع سبعة سيناريوهات لإنتاج الطاقة فى مصر، داعين إلى التغلب على العقبات التى يمكن أن تواجهها.
فى البداية أوضحت «لورا أوكسل»، المستشار العلمى للسفارة الألمانية بالقاهرة، أن أهم هذه العقبات هى العقبات الاجتماعية، المتمثلة فى سعر الطاقة، التى تعد مشكلة فى مصر، مقارنة بألمانيا، التى نوقشت فيها، زيادة الضرائب على الطاقة لمواجهة تلك المشكلات.
أما فى مصر فلابد من مواجهة أزمة الطاقة، والسعى لزيادة الإنتاج، كما تقول، مع البحث عن وسائل أخرى، علما بأنه يمكن للطاقة النووية أن تكون البديل وفق استراتيجية السيناريوهات المدروسة.
فى حين أشارت الدكتورة منى الطوبجى، نائب رئيس المعهد العلمى الألماني، إلى أن كل الدراسات أكدت حتمية تطبيق الطاقة الشمسية فى مصر مع ضرورة دراسة المعوقات، ومدى قدرة مصر على مواجهتها.
كفاءة الطاقة
وعن أنماط سيناريوهات الطاقة المستخدمة فى مصر أشارت إيزابيل بوتومس، مستشار الطاقة الدولية، إلى أنه لا يوجد أداء تقويمى لتحديد مصادر الطاقة فى مصر، حيث يوجد نقص فى المعلومات الخاصة لمعرفة مصادر الطاقة.
وأضافت أنه من التحديات أن نبحث عن كيفية وضع حلول لدعم الطاقة مع هذا النقص فى المعلومات، مشددة على أنه لابد من الاهتمام بتحديد العلاقة بين مصادر الطاقة، وكفاءة الطاقة.
وأوضحت أن السيناريوهات هى خليط من الأفكار، مع أهمية تناول الطاقة من خلال البيئة، والحفاظ على معدلات عدم التلوث، أو تقويم حجم التلوث البيئي، مؤكدة أن موضوعات الطاقة تستلزم الحوار المجتمعي، والمشاركة المجتمعية، وتعاون المجتمع المدنى مع المسئولين لاختيار الأنسب من خلال نشر الأفكار، والوعى بموضوع الطاقة .
7 سيناريوهات
من جانبه، استعرض المهندس محمود الرفاعى، خبير الطاقة، سيناريوهات الطاقة الممكن تنفيذها فى مصر، وفق الدراسة التى قام بها الخبراء، مشيرا إلى بعض النقاط المنطلقة منها قاعدة الدراسة، وتتمثل فى مشكلة البيئة التحتية، وإتاحة الطاقة، وصنع فرص عمل، على النحو التالي:
السيناريو الأول: أن تسير الأمور على حالها، وعندئذ لابد من تخفيض استخدامات الطاقة، مع التوفير فى إعداد العمالة فى مجال الطاقة، وذلك حتى عام 2035.
السيناريو الثاني: إدخال الفحم كمصدر لإنتاج الطاقة، وذلك سيؤدى لارتفاع الكربون، وتلوث الهواء والمياه، مع ضعف فرص العمل.
السيناريو الثالث: نحو «صفر كربون»، حيث يقل استخدام الغاز، باستخدام الطاقات المتجددة (الشمس - الرياح).
السيناريو الرابع: يتم فيه استخدام الطاقة النووية، الذى سيزيد من استهلاك المياه مع ارتفاع نسبة المخاطرة، وكذلك ارتفاع التكلفة فى إنتاج الطاقة، فضلا عن تقليل الانبعاثات الكربونية.
السيناريو الخامس: من خلال استخدام الطاقة الشمسية بتقنية الألواح الضوئية، وخصائص هذا السيناريو استخدام المياه بمعدل متوسط، ومن الناحية الاقتصادية هى ثانى أعلى تكلفة، واقل استخدام للزيت، مع ارتفاع نسبة خلق فرص عمل.
السيناريو السادس: نحو استقلال الطاقة، وهو يهدف لصنع فرص من خلال تحسين كفاءة الطاقة، مع استخدام أقل للوقود، وتواصل حل مشكلات الكتل الحيوية.
السيناريو السابع: نحو طاقة لا مركزية، وهو سيناريو يهدف لتغيير أسلوب الحياة من خلال المشاركة المجتمعية، وهو سيناريو يهدف لاستهلاك أقل للغاز والزيوت مع صنع فرص عمالة، علما بأن الطاقة اللامركزية هى السبيل لحل مشكلات قطاع الطاقة بمصر، من خلال التحاليل المالية للطاقة مع الخبراء والمستثمرين فى مجال الطاقة.
الوقت.. والتعاون
وعن إمكان اختيار مصر لأى من تلك السيناريوهات أشار غالى، إلى أنه لابد من الأخذ فى الاعتبار عامل الوقت فى سيناريوهات الطاقة، وأنه لابد أيضا من التعاون بين الحكومة والمستثمرين فى مجال الطاقة.
ويذكر أن الدراسة شملت موضوع التمويل والتكاليف لإجراء المقارنات الفنية بين تلك السيناريوهات.
ويعتبر السيناريو الثالث هو الأفضل من خلال استخدام الطاقات المتجددة كخطوة كبيرة، فضلا عن صنع فرص عمل جديدة، أما استخدام الطاقة النووية فهى عالية التكلفة. وفى ختام الدراسة وضعت توصيات عدة كان من أهمها ضرورة وضع لوائح تضمن كفاءة الطاقة، مع تغيير أسلوب التعامل، وأن تكون البيانات والقوانين وفق المعايير الدولية، مع إعادة هيكلة الأهداف، ورفع الوعي، وكفاءة الطاقة، وأهمية الطاقات البديلة والمتجددة، مع نشر برامج الترشيد فى استخدامات الطاقة.
رابط دائم: