تواصل مصر بناء علاقات شراكة قوية مع شركات عالمية فى مرحلة دقيقة من التحول الإقتصادى وعملية إعادة بناء قدرات الدولة، ومن أهم الشركاء الدوليين مجموعة جنرال إلكتريك الأمريكية GE ، التى تعد الشركة الأكبر فى العالم اليوم. وقد أستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأول، السبت، السيد جيفرى إيمليت رئيس مجلس الإدارة وعدد من قيادات الشركة وإستعرض معهم مجالات التعاون والاستثمار فى مجالات حيوية منها قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة، والنقل والسكك الحديدية والرعاية الصحية والطيران.
وخلال اللقاء، أشاد الرئيس بنشاط الشركة خاصة فى ظل توجه الحكومة لإنشاء مناطق صناعية جديدة، وفى مقدمتها منطقة قناة السويس فيما أبدى إيمليت تأكيده إهتمام جنرال الكتريك بزيادة نشاطها فى السوق المحلية المصرية. إلتقت "الأهرام" برئيس مجلس إدارة جنرال إلكتريك بعد مقابلة الرئيس السيسى فى حوار حول العلاقة الإستراتيجية بين المجموعة العملاقة والحكومة المصرية والتى كانت أخر نتائجها المساهمة فى حل أزمة إنقطاع الكهرباء بتوريد "توربينات" عملاقة ويتحدث "إيمليت" عن تطوير الشراكة وبناء مركز متعدد الأغراض فى السويس يقوم بتصنيع اجزاء من التوربينات ويؤسس لبرنامج تدريب واسع النطاق فى مجالات التكنولوجيا يخدم شريحة الشباب المصرى بإستثمارات تصل إلى ٢٠٠ مليون جنيه ويتناول "إيمليت" فى حواره الموقف على صعيد الإقتصاد العالمى وتوجه شركته إلى "التصنيع المحلي" فى الدول التى تعمل بها جنرال إلكتريك والتى تملك ٤٢٠ مصنعا فى جميع أنحاء العالم وهو ما يعد مكسباً كبيراً فى حالة مصر ويتطرق أيضا إلى حالة الإقتصاد الدولى ورأيه فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
فإلى نص الحديث:
- الأهرام: السيد جيفرى إيمليت، فى محاضرة أخيرة بجامعة نيويورك NYU تحدثت عن تطوير تواجد جنرال الكتريك فى الأسواق الدولية وجزء من عملكم بالنسبة لشركة عملاقة هو تحسين الوجود فى "الأسواق المحلية" فى الدول المختلفة من خلال ما تطلق عليه Localization Strategy. فكيف ترى مصر فى ظل هذه الاستراتيجية؟
أنا أفكر بطرق مختلفةـ تعتبر مصر نموذجًا مثاليًا لما أعنيه بالعولمة والسر وراء هذه الاتجاهات العالمية الكبرى أو منافذ البيع التجارية وما شابهها. فالموضوع اليوم يتعلق بالمشكلات السيادية المحلية، فعندما أزور مكانًا مثل مصر، ينحصر الموضوع فى ثلاث أفكار رئيسية:
تتعلق الفكرة الأولى بالاحتياجات المحلية؛ فهناك حاجة إلى الكهرباء، والرعاية الصحية، والصناعة، وغيرها.
بينما تدور الفكرة الثانية حول كيفية التمويل، ومن ثم فهناك حاجة للتوافق مع الخدمات الاستشارية وخدمات التصالح والتحكيم العالمية، ووكالات التصدير، والبنوك المركزية. كما جاء فى كلمتى التى تحدثت فيها عن التمويل كأساس لبقاء العولمة اليوم.
وتتناول الفكرة الثالثة خلق فرص العمل؛ حيث تحتاج كل دول العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ومصر، ودول أوروبا إلى إيجاد طرق لخلق فرص العمل. ومن ثم، فأنا أرى أن النجاح يكمن فى الربط بين هذه الأفكار من خلال إيجاد طرق لحل المشكلات المحلية وتمويلها وخلق فرص العمل. ويجب أن يُنفذ هذا النموذج من خلال كل دولة على حدة. وبالتالي، يجب أن يقدم لى كل فريق محلى الأفكار حتى أتمكن من مساعدتهم فى كيفية الربط بينها.
قبل وضع استراتيجية التوطين المحلى فى الشركة Localization، نحن نرى العالم الآن بطريقة مختلفة بسبب "سياسات الحماية الاقتصادية" والتى لا تشمل اختيارات فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم يتم نقل أجزاء من المنشأت الصناعية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بينها المركز المتعدد الأنشطة Multi-model فى السويس فى مصر. فهذا هو الاتجاه المستقبلى فيما يتعلق بالتوطين.
وسيتعلق الأمر أكثر بخلق حلول إقليمية ومحلية متبادلة مقارنة بوجود منتج وحيد فى كافة أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، إذا صنعنا قاطرات فى المنشأة المتعددة ، سننقل بعض المكونات من الولايات المتحدة الأمريكية ونجمعها هنا فى مصر. قد يخلق ذلك بعض الوظائف فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه سيخلق أيضًا فرصًا للعمل على المستوى المحلي. ومن ثم سيمكنك تصنيع منتجات فى مصر ونقلها إلى باقى أنحاء القارة الإفريقية. فأنا أرى العالم اليوم يحتاج إلى مثل هذه العلاقات المحلية المتعددة، وبناء شراكات جديدة، ومحاولة دمجها فى إطار عمل عالمي، وهو ما نملكه فى جنرال إلكتريك فى شكل استراتيجية موحدة وما شابهها. تعد الاتجاهات العالمية اليوم شديدة الاختلاف عما سبق ولكن مصر تعد مثالاً رائعًا لما تحدثت عنه يوم الجمعة الماضي.
ــ فى اجتماعك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما هى النقاط الأساسية التى دارت حولها المناقشات؟ وما هو انطباعك حول هذه المناقشات؟ وكيف تختلف عن الاجتماعات السابقة؟
لقد قابلت سيادة الرئيس آخر مرة فى أوائل عام 2015 فى المؤتمر الاقتصادي، والذى عقد فى شرم الشيخ؛ حيث كان التركيز الأساسى على الطاقة. وكانت المناقشات فى حينها متمركزة حول هذا الموضوع، وبعد ذلك اتفقنا على مشروعات الطاقة التى بدأت فى عامى 2015 و 2016. وأنا أعتقد أنها كانت خطوة أولية ناجحة، ولكننا بالأمس انتقلنا إلى المرحلة التالية، فهناك على المدى الطويل قائمة من المشروعات الأساسية للشعب المصرى والتى تتعلق بالنية التحتية والإنتاجية.
ونحن نؤمن بقدرتنا على إيجاد حلول مالية فى هذا السياق تتعلق بتوفير التمويل. أما المرحلة الثالثة فتتعلق ببناء مرفق النماذج المتعددة، والذى يمكنه القيام بالتجميع محليًا، والاستثمار فى مصادر البرمجيات، والخدمات المشتركة فى مصر. فلقد ناقشت مع سيادة الرئيس أمس تمويل المشروعات وخلق فرص العمل. ومن ثم فنحن فى جنرال إلكتريك نرى فرصة عظيمة لنكون أكثر تركيزًا ونفعًا فى مصر حاليًا.
ـــ دعنا نتحدث أكثر عن مركز التصنيع والتدريب فى السويس التابع لكم، فهمت أنه بإمكانه أن يكون بمثابة مركزًا للابتكار فى المنطقة فى المستقبل القريب؟ هل تتفق مع تلك الرؤية؟
تمامًا، دعنا نتحدث عن توربينات الرياح على سبيل المثال. تهتم الدولة بتنويع مصادر توليد الطاقة. ومن الصعب شحن مكونات توليد الطاقة من الرياح من أمريكا الشمالية إلى باقى أنحاء العالم. ومن ثم فنحن ننظر إلى مصر باعتبارها مركزًا جيدًا بصفة خاصة منطقة التجارة فى السويس، والتى تعد مركزًا ملائمًا لتجميع توربينات الرياح ليس لمصر فحسب، بل ومنطقة شمال إفريقيا، وباقى أنحاء القارة، والشرق الأوسط.
دعنا نتحدث عن القاطرات؛ حيث تعد القاطرات أيضًا وسيلة جيدة لجلب المكونات العالمية إلى مكان مناسب لعمليات التجميع فى منطقة السويس. كما إن الكثير من الدول فى المنطقة فى الشرق الأوسط وإفريقيا تحتاج إلى القاطرات.
تتمتع مصر بمستوى عالى من التعليم، وبالتالى يوجد لديكم الموارد البشرية واللوجستيات، وهما عاملان أساسيان نعتقد أنه بإمكاننا استثمارهما فى البلاد.
ــ عندما تذكر اللوجستيات، هل تعنى الموارد والعروض الحكومية أم تقصد منشأتكم وما تقومون به من أعمال لتحسين البنية التحتية؟
أعتقد أن هناك مزيج من الاثنين. إذا تم تنفيذ رؤية الحكومة فيما يتعلق بمنطقة السويس الاقتصادية، سيكون ذلك مركزًا لوجستيًا هائلاً بالنسبة لنا لشحن منتجاتنا إلى باقى أنحاء القارة والشرق الأوسط، وأنا أرى ذلك كمبادرة حكومية.
وهناك جانب آخر يتعلق باللوجستيات، مثل تحديث خطوط السكك الحديدية.
ولقد فهمت من فريق العمل هنا أن نحو 7 % من البضائع تُنقل عن طريق خطوط السكك الحديدية. لا يوجد بلد صناعى يمكنه شحن هذا الكم من البضائع بالشاحنات وبشكل جيد. ومن ثم فنحن نجلب الحلول، ولكن الحكومة أيضًا لديها إطار عمل جيد للاستثمار فى البلاد.
ـــ أنتم تتحدثون عن 200 مليون دولار أمريكى للاستثمار فى هذا المنشأة؟
نعم، ولكن على مدى فترة زمنية، وليس دفعة واحدة، حيث سيشارك فى ذلك أربعة أو خمسة مشروعات مختلفة لجنرال إلكتريك. فعندما نتحدث عن مرفق متعدد، نعنى مشاركة مجموعة متنوعة من أقسام جنرال إلكتريك، وهى توليد الطاقة، والقاطرات، والنفط، والغاز. فنحن أيضًا نحاول إيجاد وسائل لتنفيذ الأعمال بشكل أسرع. ومن بين ملاحظاتنا، والتى لا تتعلق بمصر وحدها، انخفاض مستوى كفاءة الطاقة فى مصر بسبب قدم المعدات. ومن ثم نحاول إيجاد حل يًمكننا من تحديث إمكانيات توليد الطاقة اليوم. وسيتطلب ذلك الاستعانة بمهارات فى مجال البرمجيات، والعمل مع المشروعات الذكية، لتنفيذ الشق الرقمي. وتعتبر هذه هى الأشياء التى يمكن إنجازها سريعًا للحصول على نتائج جيدة وخلق فرص العمل فى مدة قصيرة. سيتطلب بناء مصنع عدة سنوات، ولذا نحاول تنفيذ ما يمكننا القيام به بشكل أسرع ومحاولة جمع حافظة من مختلف الأعمال التى نعمل عليها فى مصر.
ــ بالطبع تضمنت مناقشتك مع سيادة الرئيس تكنولوجيا الطاقة المتجددة وإمكانية تنفيذ ما يشابهها فى مصر فى المستقبل القريب. كيف تحقق التوازن بين العمل مع مصر على توربينات الغاز وفى نفس الوقت العمل فى مجال الطاقة المتجددة؟
هذا سؤال جيد. كان الاتجاه الأول نحو توربينات الغاز؛ حيث كان الغرض الأساسى توليد الطاقة بشكل سريع، وهو ما تمكنا من تحقيقه باستخدام تكنولوجيا معينة مع توافر الغاز. ولكن التنويع يعتبر أكثر نفعًا للبلاد. سواءً توربينات الرياح أو الفحم النظيف، نعتقد إنها استراتيجية جيدة للبلاد؛ حيث تعد من بين نقاط قوتنا، فبإمكاننا تنفيذ تقنيات مختلفة وجلبها إلى مصر. ونحن نفضل تنفيذ أكثر من نوع من التكنولوجيا على المستوى المحلي.
ــ كم تشكل الطاقة المتجددة بالنسبة لأعمالك فى كافة أنحاء العالم؟
تحقق مشروعاتنا فى مجال الطاقة المتجددة إيرادات تقدر بـــــــ 9 مليار دولار أمريكى على المستوى العالمي. ولن تكون مصر الأكبر، ولكن بمرور الوقت، ستشكل جزءًا أساسيًا من هذه الإيرادات. تنمو قارة إفريقيا بوتيرة سريعة فى مجال الطاقة المولدة من الرياح. وبالتالى عندما تصبح مصر مركزًا لوجستيًا للطاقة المتجددة، سيجذب ذلك جنرال إلكتريك.
ــ تخطط مصر للحصول على 20 % من الطاقة من طاقة الرياح بحلول عام 2020. هل تعتقد أن التقدير واقعي؟
هناك الكثير من الدول، فعلى سبيل المثال أوروبا تأمل أن تحصل على 30 % من الطاقة من الرياح وبالتالى فإن 20 % لا تعتبر نسبة غير منطقية. وأنا بالفعل أؤمن أن تنويع مصادر الطاقة من غاز وفحم ورياح يعد أمرًا إيجابيًا ومفيدًا.
ــ إجتذب التنقيب عن النفط كبار الشركاء فى الأعوام القليلة الماضية فى مصر. وتبدى جنرال إلكتريك اهتمامها بالاستثمار فى هذا المجال. فما هى إمكانات ذلك؟
تهتم الشركات العالمية كثيرًا بالتنقيب عن النفط. نحن لا نقوم بالتنقيب ولكننا نوفر المعدات. وتعتبر شركات BP و ENI من عملائنا. عندما أتحدث مع الكثير من شركات النفط، أجدهم ينظرون لمصر نظرة إيجابية. وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الاستثمارات وفقًا لاتجاهات الأعمال فيما يتعلق بالتنقيب عن النفط. ويعتبر ذلك مؤشرًا إيجابيًا للبلاد على المدى الطويل.
ــ أجريت مناقشات بالأمس مع المسئولين فى وزارة الطيران، فكيف ترى المشكلات الأخيرة فى مجال الطيران وكيف يمكن لشركتكم المساهمة فى حل مثل هذه المشكلات؟
أولاً وقبل أى شيء أود أن أعرب عن أصدق التعازى لشعب مصر. فالقصة مأساوية للغاية وأنا أشعر بالأسى تجاه أسر الضحايا. ولكننى أرى أن أهم شيء هو اكتشاف حقيقة ما حدث. فنحن حاليًا فى مرحلة حرجة ولا نعرف بالضبط حقيقية الموقف. يجب أن نفهم حقيقة الموقف ومن ثم إيجاد الحلول الممكنة لتحسين الموقف. وإذا نظرنا إلى الصورة بشكل أكبر، تعتبر مصر للطيران من عملائنا منذ زمن بعيد. يوجد فى مصر الكثير من الطائرات التى تعمل بتقنيات جنرال إلكتريك، وبالتالى فنحن نبحث عن سبل الشراكة باعتبارنا موردًا لوزارة الطيران أو شركة مصر للطيران نفسها.
ــ إذا عدنا إلى رؤيتك حول الاقتصاد الدولي، بإعتباركم من اللأعبين الأساسيين فى مجال الابتكار والاقتصاد الجديد، كيف تعيد الشركة تعريف نفسها أو تجديد نشاطها بالتركيز على مجال الصناعة. بصفتك رئيس مجلس الإدارة، ما هى الفلسفة وراء ذلك؟
سأتحدث حول أمرين. أؤمن اليوم بضرورة التركيز على الأشياء الجوهرية وذات العمق. ففى واقع الأمر لدينا إمكانات غير مسبوقة على المستوى الصناعي. فنحن نحاول زيادة عمق الشركة وتضييق نطاقها فيما يخص قدراتنا الأساسية. كما إن طبيعة التكنولوجيا تتغير فإذا نظرت إلى الماضي، تعتمد منتجات جنرال إلكتريك على العلوم والفيزياء. ومستقبلاً ستصبح العلوم التحليلية على نفس القدر من الأهمية فى كل ما ننتجه. ومن ثم فإن الدمج بين الفيزياء والعلوم التحليلية يحدث بالفعل نصب أعيننا ونسعى أن تحتل جنرال إلكتريك الصدارة فى هذا المجال. ففى العصر الصناعى السابق، كانت شركات البرمجيات والشركات الصناعية تعمل بشكل منفصل، ولكن العصر الصناعى الحالى يحتم اندماج هذا الشركات. فى جنرال إلكتريك، كل توربين غاز نبيعه يوجد به مئات البرمجيات والتى تتطلب الكثير من الوقت لتشغيل المنتج. ولكن يمكن استغلال هذا الوقت لتحقيق كفاءة عالية وأداء متميز للوقود وتقليل للانبعاثات وغيرها من الأشياء. ونحن نسعى لقيادة هذا التحول.
تمتلك كل الشركات الكبرى برامج للمسئولية الاجتماعية، فكيف ترى ذلك فى أعمالكم بمصر؟
هذا سؤال عظيم. كنا نركز فى الماضى على التعليم الثانوى وتعليم الشباب والرعاية الصحية للمجتمع فى شكل برامج للمسئولية المجتمعية لجنرال إلكتريك. ونحن سنهتم دومًا بهذه البرامج وتحقيق أهدافها. ولكن فى اعتقادى أهم مبادرة للمسئولية المجتمعية حاليًا فى كافة أنحاء العالم هى خلق فرص العمل. بمعنى آخر، تعانى كل دول العالم من بطالة الشباب.
فما أهتم به حقًا هو تطوير مشروعات صغيرة ومتوسطة، حتى نتأكد من أننا لا ننجح فى سلسة توريداتنا فحسب، ولكننا نساعد على خلق جيل جديد من الشركات فى كل الأماكن التى ننافس فيها. ولا يعد ذلك تعريفًا تقليديًا للمسئولية المجتمعية، ولكنه تعريفًا عمليًا. وبكل أمانة أنا أعتقد أن جنرال إلكتريك بالفعل تجيد ذلك. لدينا تاريخ يصل لــــــ100 عام من التدريب والاستثمار فى الموارد البشرية. ففى الأسواق هناك الكثير من الوسائل المحددة لخدمة المجتمع، ولكن ما أحاول تحقيقه هو تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فهذا ما نحاول التركيز عليه عند الاستثمار فى أى دولة.
ما هى رسالتك لمجتمع الأعمال الدولى بعد زيارتك لمصر هذه المرة فى هذا التوقيت؟
أعتقد أن أهم شيء هو فريق العمل، فأنا أعمل مع فريق عمل رائع، فهم يعرفون ما عليهم فعله وكيف يفعلونه. فلديهم الأفكار ويعرفون كيفية تنفيذها. فالقيمة المضافة بالنسبة لى هى اختيار الوقت المناسب والمجال المناسب ولكن الموضوع لا يخلو من المخاطرة. ومن ثم إذا كان لديك فكرة واضحة عن مصر، فعليك أن تغتنم الفرصة وتؤمن بأن العائد أكبر من المخاطرة. فعندما أنظر إلى مصر اليوم، لا أرى الأمر سهلاً ولكننى أعتقد أننا نراهن على مجال يملك الإمكانات للتقدم. وهذا هو دورى كرئيس مجلس إدارة للشركة. فأنا أعطى إشارة البدء. هذا هو المكان المناسب وهذا هو حجم المخاطر والعائد المتوقع. ولكن لن يكون الأمر سهلاً أو بسيطًا. فما نحاول فعله هو إيجاد الجانب الآخر، الطرف المقابل الذى يحاول التغيير. هكذا أرى مصر، فرصة كبيرة ولكنها ليست سهلة.
من خلال مناقشات فى الولايات المتحدة الأمريكية ودبى فى منتدى Minds + Machines، أرى أن كل دولة تعمل فيها جنرال إلكتريك تسعى إلى تحقيق أهداف مختلفة من هذا التعاون. تركز بعض الشركات على الأبحاث والتنمية بينما يركز البعض الآخر على الصناعة. فماذا عن مصر. ما الذى تحتاجه؟
بصفة عامة، أعتقد أن المحور الرئيسى هو كيفية وفاء مصر باحتياجاتها المحلية إلى جانب خلق فرص العمل فى نفس الوقت. هذا هو الأساس. فأنت بحاجة إلى شركاء مناسبين للقيام بذلك. وأعتقد أن هذا ما تحاول الحكومة فعله. وكأنها تقول "دعونا نستثمر فى البنية التحتية ونحاول إيجاد فرص للعمل فى نفس الوقت." والأمر الثانى هو مبادرات الشباب الرائعة فى مصر. يوجد فى مصر مجموعة من أفضل المدارس فى المنطقة بل فى العالم بأسره. فأنا أرى بعض الخريجين هنا يجلسون أمامي، فكل ما تحتاجونه هو إطلاق العنان للشباب. وختامًا، من أصعب ما يواجه الرئيس هو ضرورة العمل الآن وعلى المدى الطويل. فإذا نظرنا إلى مجالى النفط والغاز، يعد ذلك القطاع واعدًا بالنسبة لمصر، ولكنه سيحتاج إلى سنوات. فيجب أن تفكر كيف يمكننا تحقيق الإنجازات بكفاءة وسرعة؟ ما هو أسرع وقت لتصنيع توربين الرياح؟ أعتقد أنكم بحاجة للاستعانة بالشركاء المناسبين، وإطلاق العنان لحركة الشباب والعمل على المستويين القريب والبعيد فى نفس الوقت.
عندما يجتمع رئيس مجلس إدارة مع رئيس جمهورية، ما هى اللغة التى تشجع الاستثمار الأجنبي؟
لقد أعجبت برغبة الرئيس فى تحقيق الإنجازات. فلقد قمت بنفس العمل لفترات طويلة وفى أماكن مختلفة. ولقد لاحظت أنه يرغب فى عمل ذلك باسم الشعب، وهذا لا ينطبق على الكثير من الأماكن الأخرى. فهو يملك الرغبة والإرادة. وأكثر ما أعجبنى أنه يتفاوض بشأن كل الصفقات. فلقد أحببت ذلك حقًا؛ حيث يعكس ذلك قدرات حقيقية. وما سأفعله هو نقل الشركة. فلدينا بالفعل فريق عمل رائع والسبب وراء زيارتى هو تأكيد قدرتنا على نقل جنرال إلكتريك هنا فى مصر. فأنا أبحث عن شخص يسعى للإنجاز تحقيقًا للنتائج الحقيقية. سيكون هناك عثرات على الطريق، ولكن إذا كان هناك أساس من الثقة سيمكننا تحقيق الإنجازات. ونحن ننقل وننفذ. فبمجرد مصافحة الأيادي، نبدأ فى التنفيذ. ولقد عملنا فى مصر لفترة طويلة ولقد صبرنا فى الأوقات الصعبة. وأنا أرى مصر كمكان محورى وأساسى فى العالم. وبالفعل ترغب جنرال إلكتريك أن تكون شريكًا قويًا هنا.
رابط دائم: