الإبهار والإعجاب الشديدان انتابا كل من شاهد عرض ايزيس وأوزوريس باعتباره أول عرض مسرحى عرائسى يقام على سطح الماء فى مصر.. فقد استطاعت مصممة العرائس ومخرجة العرض مى مهاب أن تخوض مفاوضات شاقة وطويلة للغاية بدأت قبل ثمان سنوات لإقناع الفيتناميين بمنحها أسرار هذا الفن الذى يعد أحد أسرارهم القومية..
وأمام تحمسها وإيمانها بمشروعها دعمها فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح وتحدى الجميع رغم كل الهجوم غير المبرر على هذا المشروع الفنى.. وبعد تدريبات شاقة على أيدى مصممى العرائس الفيتناميين خرج العرض للنور فى ظهور أولى لمدة ثلاث ليال على حمام السباحة بمركز شباب الجزيرة وبإشراف فنى لمحمد نور مدير مسرح العرائس.
وحول أسطورة إيزيس الشهيرة التى تسعى لجمع اشلاء زوجها اوزوريس المتناثرة فى نيل مصر بعد مقتله على يد أخيه ست دارت دراما العرض، ومزجت مخرجته بين الحكاية المعروفة للاسطورة وبين صراع آخر مثير بين كائنات مائية كالاسماك والتماسيح فى أداء رشيق لمحركى العرائس جذب الصغار والكبار معا.. ورغم بعض أخطاء التجربة الأولى كضعف مساحة الحكى أو رواية الأحداث وارتفاع مستوى الموسيقى على مناطق الرواية القليلة إلا أن المشروع يظل حدثا فنيا يستحق الاهتمام والدعم والتطوير لا الهدم والوأد فى المهد، منها مثلا ما تعرض له صناع العرض من معوقات غير مفهومة مطلقا من إدارة مركز شباب الجزيرة أجبرتهم على رفع الديكورات بالكامل من حمام السباحة بعد انتهاء عرض كل ليلة وإعادة وضعها من جديد مساء اليوم التالى، وهو ما سبب مشاكل لا حصر لها لمصمم الإضاءة د. رامى بنيامين، فى ضبط إضاءة العرض، وكذلك صعوبة ضبط الديكور بشكل يومى حتى أنه تم تقديم عرض واحد كل ليلة بدلا من عرضين كما كان مقررا، ناهيك عن المعوقات الإدارية الرتيبة.. لذلك فإن هذا المشروع يحتاج لجرأة فى اتخاذ قرار بتخصيص مكان ثابت له يمكن من خلاله تطويره باعتباره نافذة جديدة من نوافذ مسرح العرائس يخاطب بها عقول الصغار بأفكار مبتكرة مستغلا انجذابهم نحو عالم الكائنات البحرية المثير.. ونحن على ثقة من أن د. خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة النشيط لن يتأخر فى مساندة وزارة الثقافة لتحقيق هذا المطلب إسعادا لأطفال مصر.
رابط دائم: